أحمد مصطفى:
للأسبوع الثاني على التوالي، عقد الجامع الأزهر الشريف لقاء جديدا من لقاءات برامجه الموجهة للمرأة، تحت عنوان “ثمرة التعاون مع ذوي الهم”، وذلك في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، ومتابعة الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر.
وحاضر في ملتقى هذا الأسبوع ، كل من: د.نسرين سمير، أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع السابق بكلية الدراسات الإنسانية جامعة الأزهر بالقاهرة، ود. تهاني أبو طالب، أستاذ القانون المدني المساعد بشعبة الشريعة والقانون بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة بجامعة الأزهر، وأدارت الندوة د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.
وأكدت د. نسرين سمير ، على الدور الحيوي للأسرة في تشكيل شخصية الطفل من ذوي الهمم، خاصة في المرحلة الأولى من التنشئة الاجتماعية، حيث تسهم الأسرة في بناء الثقة بالنفس وتعزيز التواصل مع الآخرين، مما يساعد الطفل على تطوير قدراته والتغلب على التحديات.
وتابعت أستاذ علم الاجتماع: في المقابل، قد تؤدي بعض الأسر إلى وصم أطفالهم بالعجز، مما يعوق تقدمهم ويجعلهم يشعرون بالخوف من المجتمع، كما أتاح التحول الرقمي فرصًا تعليمية وتدريبية مهمة لذوي الهمم، حيث أصبح بإمكانهم الوصول إلى وظائف عبر منصات التعليم والعمل عن بُعد، وقد ساعدتهم هذه التطورات في الحصول على السلع والخدمات بسهولة من خلال المنصات الحكومية والتجارية، مما جنبهم الكثير من التحديات التي واجهتهم في المجتمع التقليدي.
ولفتت د. نسرين سمير، إلى الجهود التي تبذلها الدولة المصرية في رعاية ودعم ذوي الهمم، حيث يتبنى الأزهر الشريف، جامعا وجامعة، مسؤولية كبيرة في العناية بهذه الفئة، مشيرة إلى أن أكثر من 4000 طالب من ذوي الهمم، يدرسون في الأزهر، وقد تم إنشاء “مركز إبصار” في عدة فروع بالجامعة، بالإضافة إلى إطلاق مشروع “الكتاب المسموع” على المنصة التعليمية للأزهر، كما تم توفير العديد من الأجهزة التعويضية والتكميلية، وأُطلق مؤخرًا برنامج جديد من مجمع البحوث الإسلامية يتضمن دروسًا وتوجيهات خاصة لذوي الاحتياجات السمعية والكلامية، دعمًا للمبادرة الرئاسية “بداية جديدة لبناء الإنسان.
من جهتها أكدت د. تهاني أبو طالب، أن اهتمام الدولة بجميع فئات الشعب، بما في ذلك الأطفال والسيدات والمسنين وذوي الهمم، يُعد أمرًا ملحوظًا ويشهد ازديادًا مستمرًا في السنوات الأخيرة، ويرجع ذلك إلى زيادة الوعي بأهمية التنمية وضرورة تكريس الجهود للنهوض بالدولة.
وأشارت إلى أن أول مظاهر هذا الاهتمام هو نص الدستور على حقوق هذه الفئات، بالإضافة إلى التشريعات الخاصة التي صدرت لكل فئة، مستعرضةً قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، الذي يوضح حقوق ذوي الهمم، بما في ذلك الحق في التعليم والإعداد المهني والتدريب المناسب، وحقهم في العمل وممارسة الأنشطة الثقافية والاستفادة من الخدمات السياحية.
وأوضحت أستاذ القانون المدني، أن القانون يفرض عقوبات على الاعتداءات ضد ذوي الهمم أو إجراء تجارب علمية عليهم دون موافقتهم، مؤكدة على أن أثر التعاون مع ذوي الهمم وتجسيد دورهم في المجتمع بات واضحًا في السنوات الأخيرة، حيث شهدنا ظهور رياضي قوي وتفوقًا علميًا في مختلف المجالات.
وتابعت: وهذا يعكس أن تجاهل هذه الفئة وتقليل قدراتها يُفوت على الدولة فرصًا كبيرة للتميز والتقد، كما شددت على أهمية تمكين ذوي الهمم في جميع جوانب الحياة، وضمان فرصتهم في المشاركة الفعالة، وتقديم الدعم والحماية لهم.
من جهتها، أكدت الدكتورة حياة العيسوي، على أهمية التعاون بين أفراد المجتمع وفقًا لما تحث عليه الشريعة، مشيرة إلى أن الأنبياء طالبوا الله سبحانه وتعالى بأن يمدهم بالعون، مستشهدةً بقول سيدنا موسى: “وَأَخِى هَٰرُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّى لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِىَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِى”. وقد استجاب الله له بقوله”سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ”.
واستشهدت د. حياة العيسوي، بحديث سيدنا عيسى بن مريم مع حوارييه حيث قال: “من أنصاري إلى الله”، مما يعكس أهمية الدعم المتبادل في الدعوة إلى الله، وتناولت أيضًا كيف كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يسعى للحصول على الدعم من القبائل، عندما كان يسأل: “مَنْ يُؤْوِينِي؟ مَنْ يَنْصُرُنِي؟”، مما يدل على قيمة التعاون في تحقيق الأهداف المشتركة.
وفي إطار دعم ذوي القدرات الخاصة، أشارت إلى جهود الأزهر الشريف في تقديم المساعدة لهم من خلال تنظيم دورات لتعليم القراءة والكتابة بطريقة “برايل”، وتوفير الأجهزة التعويضية للمحتاجين، ولفتت إلى حرص إدارة الأروقة الأزهرية على دعم هؤلاء الأفراد سواء كانوا طلابًا أو محاضرين، مما يساعدهم على أن يصبحوا أفرادًا منتجين في المجتمع.
التعليقات مغلقة.