أحمد مصطفى:
أعلن الجامع الأزهر الشريف ، عن فتح باب التقدم للالتحاق بالبرنامج العلمي النوعي للطلاب الوافدين بالجامع الأزهر، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ، على أن يكون التقديم في أحد التخصصات الخمسة العلمية التالية:
أولا: التفسير وعلوم القرآن: ويُقدَم فيه للدارسين شرحًا وافيًا لأمهات الكتب في تخصص التفسير وعلوم القرآن بشكل متدرج، والذي يهدف لتحقيق القدرة على التعامل مع كتب التراث في هذا المجال بشكل صحيح، والفهم السليم لآيات القرآن الكريم ومعانيها ودلالتها وأحكامها بشكل منضبط بلا إفراط أو تفريط، إضافة إلى الإلمام بمسائل علوم القرآن مثل معرفة أسباب النزول، والناسخ المنسوخ، والمجمل والمفصل وغيرها، مما يعين الدراس على تحصيل معاني الآيات القرآنية وتطبيقاتها تطبيقًا صحيحًا.
ثانيا: الحديث وعلومه: يهتم الجامع الأزهر بهذا التخصص في إطار جهود الأزهر الشريف وإمامه الأكبر المستمرة لتعزيز الفهم الصحيح للسنة النبوية المطهرة، وهذا التخصص يسعى لتزويد الدارسين بالمعارف والمهارات اللازمة للتعامل مع الحديث النبوي الشريف، من خلال شرح أشهر الكتب العلمية في مجال الحديث دراية ورواية، إذ يُقدم للدارس ما يجعله قادرًا على الإلمام الجيد بهذين العلمين المهمين، وذلك بهدف تمكين الدارسين من التعامل بكفاءة مع الحديث النبوي الشريف سندًا ومتنًا، وتحسين مستوى الفهم الشامل لما ورد في أحاديث النبي ﷺ من عظات وأحكام، وكذا تحصيل الفقه المستنير لنصوص الأحاديث النبوية، وتطبيقها في الحياة المعاصرة.
ثالثا: العقيدة: من خلال هذا التخصص، يتم تفعيل جانب هام لدراسة العقيدة الإسلامية بعمق، حيث يتم شرح عدد من أمهات كتب العقيدة بشكل متدرج نحو الأكثر تخصصًا وعمقًا؛ مما يأخذ بيد الدارس نحو فهمٍ أكثر عمقًا وشمولًا لمسائل علم الكلام، بحيث تتحقق فيه أهداف البرنامج التي تمكن الدارسين من الفهم الصحيح والشامل لمسائل العقيدة الإسلامية، وتكسبهم القدرة على مجابهة الأفكار المتطرفة التي تنطلق من فهم مغلوط للعقيدة، كالمسائل المتعلقة بالتكفير وأحكام غير المسلمين، وتزويدهم بالأدوات اللازمة لمواجهة الأفكار المنحرفة والتيارات المعادية للإسلام، وتفنيد الشبهات الفاسدة.
رابعا الفقه الشافعي: الفقه من أكثر العلوم الشرعية ارتباطًا بحياة الناس، وكان الفقه الشافعي واحدًا من أوسع المذاهب الفقهية انتشارًا في العالم الإسلامي، فقد عُني هذا البرنامج بأهم متون وكتب الفقه الشافعي ليتم شرحها للدارسين، وتهدف إلى تمكين الدارسين من فهم أسس المذهب الشافعي ودقائق مسائله، وإتاحة الفرصة لمعايشة كتب التراث الفقهي عن قرب على أيدي علماء متخصصين قادرين على بيان وشرح تفاصيل المسائل الفقهية، وأيضا إكساب الدارسين القدرة على التعامل الفقهي السليم مع ما يستجد في القضايا المعاصرة طبقًا لأسس وضوابط المذهب، إلى جانب التأصيل الفقهي للأحكام المعمول بها في كثير من القضايا المعاصرة طبقًا لأسس وضوابط المذهب.
خامسا تخصص اللغة العربية: وختم الجامع الأزهر البرامج بهذا التخصص لأن سائر العلوم الشرعية ومصدراها الأساسيان -الكتاب والسنة- جاؤوا بلسان عربي مبين؛ استلزم الأمر أن يكون من ضمن ما يُقدم في هذا البرنامج علوم اللغة العربية وعلى رأسها علم النحو، فلا فهم صحيح ولا إدراك مستقيم لمسائل وتفاصيل سائر العلوم الشرعية إلا من خلال تمكين الدراس من اللغة العربية لتتحقق فيه الأهداف التالية: الإلمام الجيد بقواعد النحو والصرف العربية، ومعايشة نصوص وشواهد اللغة في القرآن الكريم، والقدرة على الاستخدام الأمثل للقواعد النحوية والصرفية في الأساليب والتراكيب، للتعبير عن المعاني بشكل أمثل.
وأكد الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، أن هذا البرنامج سينعقد على هيئة مستويات لكل تخصص، يتم شرح كتاب واحد في كل مستوى على يد نخبة من أساتذة جامعة الأزهر، وأن مدة الدراسة في كل مستوى تختلف باختلاف الكتاب المقرر.
وفي ذات السياق، أوضح د. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر، أن هذا البرنامج يستهدف الطلاب الوافدين بحيث يقدم لهم برنامجًا يتناسب مع متطلباتهم العلمية من كتب التراث كلٌّ وفق ميوله ورغبته؛ إذ أن الالتحاق مقيد بتخصص واحد، وعليه يختار الدارس واحدًا من التخصصات الخمسة ليلتحق بالمستوى الأول به، وتكون الدراسة ثلاثة أيام في الأسبوع وفي نهاية المستوى ينعقد اختبار يحصل الدارس من خلاله على شهادة بهذا المستوى لينتقل إلى المستوى الذي يليه.
وتابع: سيكون التقديم إلكترونيًا خلال 15 يوما عبر بوابة الأزهر الإلكترونية من خلال الرابط
https://service.azhar.eg/services/form/318
ولفت إلى أن جميع التفاصيل الخاصة بالجدول والكتب والمستويات وعدد المحاضرات المخصصة للمرحلة الأولى في كل تخصص، متاحة على الصفحة الرسمية للجامع الأزهر.
تأتي هذه المبادرة في إطار حرص الأزهر الشريف على نشر العلم الشرعي في ظل المنهج الوسطي المعتدل الذي يمثل صحيح الإسلام، وفق توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وباعتماد الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، ومتابعة الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري بالجامع الأزهر، ود. هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.
التعليقات مغلقة.