مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

التمثال

بقلم – صابر الجنزورى

قد يهمك ايضاً:

فتح باب الترشح للأفلام المشاركة في مسابقة الأوسكار لعام 2025

الثقافة تحتفي بمسيرة المخرج مسعد الطنباري بمسقط رأسه…

أنا أحبك أكتر من روحى ونفسى..
قالتها وعيناها تنطق بشوق جارف ولهفة عليه !
سألها : وهل تحبيننى أكثر من جسدك ؟
أجابت : جسدي يريد الفناء فيك ،
نذوب معا فى عشق أبدي .
قال : إنها الغريزة .
تساءل :
كيف يكون الحب منزها عن الغرض و الغريزة ؟
قالت :
“الحب نقاء والغريزة بقاء”
وكلاهما يكمل الأخر ولا أريد غيرك يكتمل به وجودى .
كانت تحيره بجمالها ونقائها وشفافيتها وفطرتها..
هو يريدها هكذا ، يريد فطرتها و نقاءها ،
وليس جسدها !
يشعر أنه سوف يحزن إذا ما رأى هذا الجمال عاريا ..
إنها إلهة الحب عنده ، ولا يصح للإلهة أن تتعرى !
كل المحبين يتألمون بسبب الغريزة ،
يالها من وهم كبير..يقولها فى أسى ..
هتف صوت غاضب من صدره الضيق :
” كل الأقنعة التى نرتديها تسقط عندما نتجرد من أرديتنا ونعشق الجسد “.
– هون على نفسك واحتفظ بأفكارك ولا تبح بها فقد يظنونك مجنونا .
– أنت تدعين الحب من أجل الزواج ؟
– الزواج حب بين رجل وامرأة.
– إنه من أجل الغريزة والبقاء على الجنس البشرى .
– انت لا تحبني كما أحبك!
– أحبك ولكن ليس بنفس طريقتك..
تزوجت من يبحث عن بقاء النوع ، أنجبت ، عاشت بدون حب !
ظل يبحث عن ضالته المنشودة ،كلما ظن أنه عثر عليها وصنع تمثالا لإلهته الجديدة يتحول ظنه إثما ويصير سرابا وكلما مشى إليه لم يجده .
فيعود إلى تمثالها ..
يحدثها وقتما يشاء ويتخيلها كما يشاء.
تزوج ..
تعرت أفكاره ..
سأل التمثال : هل وجدت السعادة ؟
كان محتقنا لايستطيع البوح !
استدعى ذاكرته الأولى،
ومن نافذة الوجد طل وجهها ،
حاول الهروب ،
طاردته روحها ،
استسلم !
هام فى دروب البقاء
يبحث عن إلهة جديدة
وتمثال آخر …

اترك رد