التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية في ندوة توعوية بمركز كفر الدوار

سعاد أحمد على 

شهد مركز الإرشاد الزراعي بقرية كوم البركة بكفر الدوار، بمحافظة البحيرة، اليوم ندوة توعوية موسعة حول التكيف مع التغيرات المناخية وحماية الرقعة الزراعية، وذلك في إطار التعاون المشترك بين مديرية التضامن الاجتماعي، ومديرية الزراعة، وجهاز شئون البيئة بالبحيرة، وبرنامج المنح الصغيرة (GEF/SGP) التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والجمعية المصرية لتنمية المجتمع بالبحيرة.

أقيمت الندوة تحت رعاية الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، والدكتورة جاكلين عازر محافظ البحيرة، بمشاركة عدد من القيادات التنفيذية والبيئية والزراعية، على رأسهم الدكتور حسني عطية عزام وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، والأستاذ علي دومة مدير جهاز شئون البيئة بالمحافظة، والمهندس أيمن عاشور مدير عام الإرشاد الزراعي، والمهندس شاهين فؤاد مدير عام الإدارة الزراعية بكفر الدوار، والأستاذ محمد بوادي رئيس الوحدة المحلية لقرية كوم البركة، والدكتور هاني محمد حبيبة رئيس مجلس إدارة الجمعية المصرية لتنمية المجتمع بكفر الدوار.

أهداف المشروع

افتتح الدكتور هاني محمد حبيبة الندوة بكلمة رحب خلالها بالحضور، مؤكداً أن المشروع يسعى لتحقيق الاستفادة القصوى من المخلفات الزراعية وتقليل آثار التغيرات المناخية على المحاصيل الاستراتيجية. وأوضح أن المشروع يتم تنفيذه من خلال المدارس الحقلية بعدد من قرى مركزي كفر الدوار وأبو حمص، مشيراً إلى أن اختيار المحاصيل يتم بدقة لمواجهة الفجوة الغذائية وحمايتها من آثار التغيرات المناخية. كما شدد على دور المشروع في تمكين السيدات الريفيات اقتصادياً من خلال المشاركة في أنشطة تدوير المخلفات الزراعية وتحويلها إلى منتجات ذات قيمة.

الزراعة والتغيرات المناخية

من جانبه، أكد الدكتور حسني عطية عزام وكيل وزارة الزراعة بالبحيرة، على أهمية المشروع في نشر العمل الإرشادي الزراعي لمساعدة المزارعين في حماية محاصيلهم من المخاطر المناخية. وأوضح أن الاستفادة من قش الأرز باتت ضرورية، حيث يمكن استخدامه كعلف للمواشي (سيلاج)، أو إدخاله في صناعة الكومبوست، أو بيعه لمصانع الأخشاب الحبيبية في إدكو، وهو ما يمثل مصدر دخل إضافي للمزارعين بدلاً من حرقه.

حماية البيئة من التلوث

بينما شدد الأستاذ علي دومة مدير جهاز شئون البيئة، على الدور الحيوي للمشروع في الحد من التلوث الناتج عن حرق المخلفات الزراعية، والذي يسبب ظاهرة السحابة السوداء. وأكد أن الوزارة ستطبق القوانين بحزم على المخالفين، موضحاً أن التوسع في تدوير قش الأرز يسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية ويحافظ على صحة المواطنين والبيئة.

دعم الإرشاد الزراعي

وتحدث المهندس أيمن عاشور مدير عام الإرشاد الزراعي، عن التنسيق القائم بين المديرية وإدارة المشروع لتجهيز الكومات الخاصة بالكومبوست وتعميم التجربة بين المزارعين. وأشاد بالجهود المبذولة في رفع وعي الفلاحين بكيفية الاستفادة من المخلفات وتحويلها إلى منتجات نافعة.

جولة ميدانية

وفي ختام الندوة، توجه الحضور إلى مقر الجمعية المصرية لتنمية المجتمع، حيث تفقدوا الآلات الزراعية التي بدأ المشروع في تشغيلها، وتشمل جراراً زراعياً، وماكينة فرم قش الأرز، وماكينة سيلاج للذرة. وأوضح القائمون أن هذه المعدات ستسهم في تسهيل عملية جمع وفرم المخلفات الزراعية وتحويلها إلى منتجات صديقة للبيئة.

إشادة عامة

وقد أثنى المشاركون على النتائج الإيجابية التي يحققها المشروع، مؤكدين أن الندوة حققت أهدافها من خلال التفاعل البناء مع المزارعين، وتقديم حلول عملية لحماية الرقعة الزراعية ومواجهة آثار التغيرات المناخية.

وفي الختام، وجه القائمون على المشروع الشكر والتقدير لبرنامج المنح الصغيرة وفريق عمل المشروع بالجمعية المصرية لتنمية المجتمع، مؤكدين أن المشروع يمثل خطوة استراتيجية نحو زراعة مستدامة واقتصاد أخضر يحمي البيئة ويوفر دخلاً أفضل لصغار المزارعين.