التعليم والبحث العلمي قاطرة الأمم المتحضرة
بقلم- محمد الفرماوي
إن تأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال لقاءه وزراء التعليم العالى والبحث العلمي العرب على هامش مشاركتهم فى المؤتمر السابع عشر للوزراء المسؤولين عن التعليم العالى والبحث العلمي فى الوطن العربي المنعقد فى القاهرة فى إطار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم,على أهمية ودور البحث العلمي والتعليم فى قيادة الأمم نحو التنمية المستدامة ,ولا شك أن الإستراتيجية التعليمية التى تتبعها مصر سواء على مستوى التعليم الاساسي والعالى والفنى تعمل على استيعاب ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة وتطويعها فى إدارة سوق العمل المصرى وسد إحتياجاته,وتدعو الى الاستفادة من قطاع كبير فى المجتمعات العربية والمتمثل فى الشباب وضرورة تفعيل طاقاتهم ايجابياً فى عملية التنمية المستدامة وتعميق الاستفادة من البحث العلمى فى البناء والتطوير.
وفى هذا الإطار تحرص الدولة على الاستفادة من التجارب العربية المختلفة ولاسيما التى نجحت فى تطوير الفكر الابداعى لتعظيم قدرات العنصر البشرى علميا وتكنولوجياً لمواكبة العصر, ومن ثم فهى تعزز برامج التبادل العلمي سواء بتنظيم اللقاءات الطلابية والثقافية ,والعمل على تفعيل الدور المؤسسى فى هذا الإطار والمتمثل فى اتحاد مجالس البحث العلمي العربية والاستراتيجية العربية للبحث العلمى والتكنولجيا والابتكار.
لقد أضحت قضايا تطوير مناهج التعليم واستغلال التطورات التكنولوجية الحديثة فى عملية التعليم والتعلم والذكاء الاصطناعى تشغل بال صانعى القرار العرب فيما يتعلق بتطوير العملية التعليمة, ويضاف الى ذلك تطوير العنصر البشرى من معليمن وادارة لتطبيق معايير الجودة الحديثة بما يحقق مخرجات تعليمية سليمة ومنضبطة.
لاشك أن البحث العلمى قاد الكثير من دول العالم نحو التطوير والتقدم وتحقيق اقصى استفادة من العلم والابتكار والعقول المبدعة, حتى أن بعض البلدان انشأت مكاتب للبحث العلمي فى كل هيئة ووزارة ومكاتب فى الخارج لجذب العقول الوطنية والاستفادة من ابحاثها فى التطبيقات الصناعية والزراعية وغيرها والتى تضيف بعداً جديداً فى الاقتصاد الحديث القائم على المعرفة والذى أصبح يمثل موردا هاماً من موارد الدخل القومى للدول,وهنا لابد من ممارسة دور أكثر فاعلية لوزارات التعليم والبحث العلمي وربط تلك القدرات باحتياجات التنمية المستدامة فى الوطن العربي بما يعود على المواطنين بمستوى معيشي أفضل,ومن الجدير بالذكر هنا أنه لابد من تطوير استراتيجيات تتوائم مع المجتمعات وثقافتها وتدخل التطورات الحديثة دون الاستيراد والاقتباس بما لا يتوافق مع الواقع الإجتماعى ,ومن ثم تآول الى الفشل والسلبية,فمقتضيات العصر تعتمد بشكل كبير على دور العنصر البشرى الغير تقليدى المهارى والمسلح بعلوم العصر, ودور البحث العلمي فى تفسير متطلبات التنمية وترجمتها على أرض الواقع.