التعاون المصري الأمريكي في الأمن السيبرانى
بقلم – محمد الفرماوى
نتيجة التطور المتسارع في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والتي تعرف بالثورة الصناعية الرابعة, والتي ساهمت بشكل كبير إحداث تغير فى المجالات المختلفة سواء الاقتصادية أو الثقافية أو السياسية والأمنية, حيث ساهم التطور التكنولوجى فى تحول بنية الاقتصاد من الاقتصاد التقليدى الى الاقتصاد المعرفى,وادخال انماط ثقافية الى المجتمعات المختلفة ارتبطت بالعولمة وتأثيراتها الثقافية, كما أنها تركت اثرا كبيرا فى مجال السياسة والممارسة السياسية وظهور مصطلحات لم تكن موجودة من قبل مثل الديموقراطية الرقمية والدبلوماسية الرقمية,كما أنه ترك اثرا فى مجال تطوير نظم التسلح وتطوير القدرات العسكرية التقليدية وغير التقليدية,إلا أن الاثر الأكبر والذى يتداخل مع كل تلك المجالات هو الأمن المعلوماتى وما يمثلة من خطورة على مجالات الحياة المختلفة, وهذا الأمر قد وضع على كاهل الحكومات والدول تحديات أمنية جديدة تتعلق بمجال الفضاء الالكترونى والذى تصعب السيطرة علية الى حد كبير ,كما أن استخدام تلك التكنولوجيا فى عالم الجريمة والارهاب وبخاصة الجرائم العابرة للحدود قد فرض على الدول ايضاً ضرورة التعاون فيما بينها لتطوير اساليب مواجهة هذا التحدى , وفى هذا الإطار تسعى مصر الى التعاون مع دول العالم فى الأمن السيبرانى ,ويأتى استقبال وزارة الاتصالات المصرية للسفير جريس كو مساعد الرئيس الامريكي للتكنولوجيا والاتصالات والأمن السيبرانى والذى يمثل الادراة الأمريكية فى المؤتمر العالمى للاتصالات الراديوية والذي استضافته مصر, وقد عبر الجانبان خلال مناقشة محاور المؤتمر على تطوير الخدمات التي تتعلق بالبنية التحتية للاتصالات من خلال الشركات الفعالة فى هذا المجال, واكدا على أهمية تلك الخدمات فى تحقيق التنمية الاقتصادية لشعوب العالم , ومن الجدير بالذكر أن مصر تتبع برنامج متكامل للتحول الرقمى فى تقديم الخدمات الحكومية بشكل عام يشمل البرنامج تعاون كافة الوزارات المعنية , ومن المقرر أن يشمل مجال التعاون المصرى الأمريكيى مجال تطبيقات الذكاء الاصطناعى حيث أضحى من المجالات المعرفية الهامة والتى تهتم مصر به فى ضوء تطوير مركز بحوث تطبيقات الذكاء الاصطناعى بمدينة المعرفة بالعاصمة الادراية الجديدة, وتعمل مصر على تنمية الكوادر البشرية فى مجال التمكين التكنولوجى , بالتوازى مع تطوير البنية التحتية التكنولوجية لتصبح أرضية صلبة لمرحلة التحول الرقمى , ونواة لوصول هذا التمكين لكافة قطاعات المجتمع وبخاصة الشباب والسيدات وذوى القدرات الخاصة.