التسول بين التقليدي والالكتروني

بقلم الاعلامية – د هاله فؤاد:

إن التسول ظاهرة عالمية لاتختص بمجتمع بعينه ، وهي تؤثر بالسلب على المجتمع . وقد إنتقل التسول من التقليدي الذي نراه في الطرقات والمواصلات إلى الالكتروني عبر النت ومواقع التواصل الاجتماعي المختلفة .
التسول هو طلب المعونة كالمال والطعام من عامة الناس باستعطافهم بالكلمات والعبارات التي تستميل القلب وتستثير العواطف ، وباستخدام أساليب أخرى كادعاء المرض ، وتصنع العاهات ، إلى جانب إرتداء الملابس الرثة الممزقة .
أسباب التسول :
قد يرجع التسول إلى الفقر أو البطالة ، الاعاقة والعجز عن العمل ، إنتشار الحروب ، الادمان على المخدرات ، تكاليف العلاج الباهظة التي تدفع الشخص للتسول فاما التسول وإما الموت .
بعض المتسولين اتخذوا التسول مهنة يتكسبون منها وفعلا وجد الكثير من المتسولين يملكون ثروات هائلة .
وقد آتجه البعض الآن إلى إستخدام التكنولوجيا في التسول عبر النت واستخدلم وسائل التواصل الاجتماعي فيما يعرف بالتسول الالكتروني :
المتسول الالكتروني هو ذلك الشخص الذي يستخدم هاتفه للحصول على الأموال بدون جهد أو عمل بادعاء حاجته لسداد الايجار أو شراء ملابس لأطفاله ، أو إنقاذه من السجن لعدم سداد الديون .
إن المتسول عبر النت يتمتع بميزة أنه مجهول الهوية ، فلا يمكن معرفة إسمه الحقيقي أو عمره أو مكانته الاجتماعية ، وهذا يجنبه الاحراج والمذلة .
فالمتسول عبر النت يتعامل بحسابات وهمية وأرقام هواتف غير حقيقية للوصول لأكبر عدد من الأشخاص .
والتسول الالكتروني لايختلف كثيرا عن التسول التقليدي إلا من حيث إستخدام الوسيلة فالمتسول يستخدم التكنولوجيا في تحقيق أهدافه في الحصول على الأموال بسرعة كبيرة وسهولة في التنقل والوصول إلى أكبر عدد ممكن .
وهناك مواسم تزدهر فيها ظاهرة التسول الالكتروني مثل شهر رمضان والأعياد والمناسبات الدينية المختلفة للعب على وتر العاطفة وحب الفرد لفعل الخيرات للحصول على الثواب وخاصة في هذه المناسبات الدينية .
أضرار التسول :
تسبب ظاهرة التسول أضرارا كثيرة على الفرد وعلى المجتمع ، تتمثل في حدوث حوادث للمتسول نفسه وضررا لصاحب المركبة مرتكب الحادث ، ووجود المتسول في الطرقات لفترات طويلة يعتبر أرضا خصبة للانحراف وإرتكاب الجرائم مع شيوع الفاحشة ومخاطر الاستغلال الجنسي .
كما قد ينتج عن هذه الظاهرة مشاكل نفسية وصحية وإجتماعية .
إنتشار الجرائم وتجارة المخدرات فقد يلجأ المتسول الذي يتم منع المساعدة عنه إلى السرقة أو يتورط في تجارة المخدرات للحصول على المال .
إنتشار الأمراض لدى المتسول حيث يقضي معظم وقته في الشارع يأكل ويشرب دون غسل الأيدي ، ويتعرض لأشعة الشمس الخارقة صيفا وبرد الشتاء القارص مما يؤدي إلى إصابته بأمراض الجهاز التنفسي ، ولاتقتصر الأثار الصحية السلبية على المتسول فقط بل قد تنتقل الأمراض المعدية للآخرين نتيجة الاحتكاك بالمتسولين في الأماكن العامة .
التأثير بشكل سلبي على السياحة : إنتشار المتسولين في الطرقات والأماكن العامة والأماكن السياحية مع إستخدام الأساليب المختلفة من ملابس رثة وإلحاح وإدعاء المرض ، هذا يعتبر مظهر غير حضاري يزعج السائحين ويقدم صورة سلبية عن المجتمع وعن البلد .
ولكن كيف يمكن مكافخة التسول سواء التقليدي أو الالكتروني ؟
هناك العديد من الطرق التي يمكن إتباعها لمكافحة التسول منها :
محاربة الفقر والبطالة والتي تعتبر من أهم أسباب ظاهرة التسول ، وذلك بتوفير فرص العمل ، إعادة تأهيل الأطفال وتدريبهم على الحرف المختلفة كالحرف اليدوية مثلا .
نشر الوعي بأهمية العمل للانسان وأنه تكريم له ويبعده عن ذل السؤال .
تقديم الدعم اللازم للمتسولين بدراسة حالتهم والوقوف على الأسباب التي دعتهم للتسول والعمل على حل مشاكلهم .
تقديم الرعاية للمتسول الذي يثبت حاجته الفعلية مع تقديم سبل الحماية له .
تجريم التسول لكل من يتخذ التسول مهنة لكسب العيش لسهولة الحصول على المال دون عناء أومشقة
سن قوانين رادعة لمكافحة التسول :
وهاك مشروع قانون لمكافحة التسول والتشرد :
توضح مواد القانون ( أن كل من وجد متسولا أو متشردا للمرة الأولى ، يسلم إلى دار رعاية المتسولين والمتشردين ، لدراسة حالته الاجتماعية وإجراء الفحص الطبي والنفسي عليه ، وإعداد تقرير مفصل عن حالته بالاستعانة بالمؤسسات العلمية والصحية المختصة مبينا الأسباب التي دعته إلى ممارسة التسول أو التشرد والتدابير المقترحة لمعالجته .
هذا القانون يحمل في طياتة الخيار الأفضل لمكافحة التسول ، لأن بعض المتسوليين يحتاجون فعلا إلى دعم مادي ونفسي وصحي ، والبعض الأخريعتبره مهنة أو كسب المال بدون تعب أو مشقة .
أصبح الناس اليوم تخاف من تقديم العون للمتسول خوفا من أن يكون ضمن عصابة ، أو أنه ربما يكون نصبا واستحواذ على المال دون وجه حق ، أو الخوف من إنتشارالأمراض المعدية .
وهذا يؤثر بالطبع على المتسول المحتاج فعلا . لذلك هذاالقانون يعطي الدعم والتأهيل لمن يستحق .
أما بالنسبة لمكافحة التسول الالكتروني لاتوجد قوانين فعالة ورادعة ، ولكن هناك تقنين ففي المكسيك مثلا تفرض الدولة على المتسولين إظهار هوياتهم الحقيقية حتى لايكون المواطنون ضحايا التضليل .
وهناك حملة في السعودية لمكافحة التسول الالكتروني:
أصدرت السلطات السعودية قانونا يعتبر الأول من نوعه لمكافحة التسول الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي ، وعرفته في قرارها الوزاري بأنه من يستجدي مال غيره دون مقابل عبر منصات التواصل أو في الواقع ، وتوعدت المخالفين بالسجن ستة أشهر أو غرامة تصل إلى 100 ألف ريال أي أكثر من 26 ألف دولار أمريكي .