مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون
آخر الأخبار
وزير الصحة التونسية يشدّد على تعزيز جاهزية المستشفيات العمومية لمواجهة الأمراض الفيروسية خبراء أمميون : السودان يواجه مجاعة غير مسبوقة في التاريخ الحديث تتطلب اهتماما عالميا فوريا محافظ كفرالشيخ :إنهاء كافة الاستعدادات للاحتفال بمولد العارف بالله إبراهيم الدسوقي الحملة القومية للتوعية بالخدمات والمنتجات الرقمية في مراكز شباب كفر الشيخ  طلاب كلية الهندسة بالجامعة الألمانية يزورون مدينة العلمين الجديدة لتعزيز الخبرات العملية شهيدان و9 جرحى بسبب غارة العدو الإسرائيلي على اليمونة في بعلبك الهرمل و6 جرحي علي بلدة السفري وزير الإسكان ونائب رئيس الوزراء التنزاني يتابعان تقدم الأعمال بمشروع سد ومحطة "جوليوس نيريري" الكهرو... وزير الشباب والرياضة يبحث سبل التعاون مع شركة "ويل سبرنج" لتطوير وإدارة المعسكرات   غزل المحلة يضم موهبة رايت تو دريم عبد العزيز كوليبالي محافظ الغربية يتابع إحتفال مئات الآلاف بالليلة الختامية لمولد السيد البدوي

التبركيك المغربي: ظاهرة اجتماعية وثقافية تعكس العقلية السلبية

بدر شاشا :

التبركيك هو ظاهرة ثقافية واجتماعية متأصلة في المجتمع المغربي، تمثل طريقة للتفاعل والتواصل بين الأفراد في الأحياء. هذه الظاهرة تتعلق بمراقبة الناس لبعضهم البعض والتساؤلات حول أنشطتهم اليومية. يبدو أن التبركيك يأتي كنوع من الفضول أو الاهتمام بالشأن العام، لكنه يحمل في طياته ملامح سلبية تنعكس على طريقة تفكير الناس وسلوكهم.

 

عندما نتحدث عن التبركيك، فإننا نتحدث عن لحظات ينظر فيها الناس من النوافذ أو يجلسون في الأزقة يتأملون ما يحدث حولهم. “شي كطل عليك من الشرجم” هو تعبير يعبر عن تلك النظرة الفضولية التي يتحلى بها الكثيرون. يمكن أن يتسائل الشخص: “شنو عندك في الميكة؟” في إشارة إلى الاهتمام بما يحمله الجيران من أكياس أو متاع. هذا النوع من السلوك يعكس بشكل من الأشكال عدم الثقة، حيث يظن الناس أن لديهم الحق في معرفة تفاصيل حياة الآخرين.

 

تتجلى مظاهر التبركيك أيضًا عندما يتحدث الناس عن بعضهم البعض، حيث يمكن أن ينشأ حديث حول “شي جايب” أو “شي حاضيك لابس خارج”. هذه التعليقات غالبًا ما تأتي من مكان من الحكم على الآخرين، مما يؤدي إلى تصورات سلبية ومشاعر انعدام الثقة بين الجيران.

 

قد يهمك ايضاً:

المشعوذ: من الكذب إلى الثروة بسبب النصب على الناس 

هذا النوع من التفكير السلبي يمكن أن يكون له تأثير كبير على العلاقات الاجتماعية. فعندما يتعامل الناس مع بعضهم من منطلق الفضول أو المراقبة، يُفقد الجو العام للثقة والألفة. مما يؤدي إلى توتر العلاقات بدلاً من تعزيزها.

 

في كثير من الأحيان، يرتبط التبركيك بعدم القبول للآخر، حيث يُنظر إلى كل شخص مختلف عن المألوف بعين الشك. وبالتالي، يُعتبر هذا التفكير السلبي نوعًا من التمييز، حيث يمكن أن يُحكم على الأفراد بناءً على مظهرهم أو سلوكهم. بدلاً من الانفتاح على الآخر وفهمه، ينغلق المجتمع على نفسه، مما يؤدي إلى تعزيز الفجوات الاجتماعية.

 

إن التبركيك المغربي، رغم كونه جزءًا من الحياة اليومية، يحمل في طياته تحديات كبيرة. وللتغلب على هذه العقلية السلبية، يجب على الأفراد والمجتمع العمل على تعزيز قيم التسامح والتفاهم. يحتاج الناس إلى إعادة التفكير في الطريقة التي يتفاعلون بها مع بعضهم البعض، والتركيز على بناء علاقات قائمة على الثقة

والاحترام.

 

التعليقات مغلقة.