البحر لونه انعكاس السماء وطبيعته خضراء ولونه شفاف
بقلم د. محمد السعيد
استاذ البيئة البحرية بجامعة قناة السويس
الكوكب الأخضر ( كوكب البحر) الشهير بكوكب الأرض الحياة على كوكبنا في تكامل و اتزان بفضل الله ثم بإيدعه البحر على سطحه ……..
البحرليس كوكبا نعيش عليه بل هو وطن يعيش فينا فأجسادنا و الحيوانات و النباتات عبارة عن ماء و أملاح و غازات و هي مكونات سطح كوكبنا نستمدها منه و نعيدها في النهاية .
هذه العناصر في إتزان على الأرض و في أجسادنا ما دمنا أحياء و الماء هو الغالب في كليهما ….
قد خرب الإنسان و نشاطاته بعضا من خصائص الغلاف الجوي خلال القرن الماضي مما تسبب في تراكم غاز الكربون لحد الخطر
و كما أن الغلاف الجوي يلف الكوكب كذلك المحيط كلاهما إذا اشتكى منه جزء بالتلوث تداعت له سائر الأجزاء بأعراض التسمم
و إذا كنا لا نستطيع إيقاف عجلة التقدم خاصة الصناعي علينا التفكير في إيجاد الحلول الناجعة لدرء شر التلوث و تغير المناخ
البحر هو أكبر محتوى أخضر على الكوكب فرغم انه يبدو أزرق و ما له في ذلك من شأن فماؤه شفاف و قيعانه و شواطئه الوان لكن هي السماء تنعكس على سطحه
الأخضر هو الكلوروفبل سواء في خلية شجر باسق او خلية عشب و شجيرة و طحلب دقيق مجهري
و البيئة البحرية الساحلية تحوي كل هذه الأنماط الأخضر يسحب غاز الكربون السام و الماء تباعا
و يطبخ الغذاء لجميع ما عداه من أحياء بخزن طاقة و يطلق الغاز الحيوي الضروري لمعظم الكائنات
الأكسوجين …….
الحفاظ على البيئة البحرية الساحلية تنمية مستدامة و أيضاحماية الجزء الأكبر من الأخضر لكوكبنا البحر
قد ننظر للقارات ونظنها غالبة لكن يظل البحر أوسع حوالي 72% من سطح الكوكب بمخزون مائي هائل
هل تعلم أن مياه البحر تحتوي على مكونات تكاد تكون سحرية؟ إنها ليست مجرد ماء مالح كما قد يظن البعض، بل هي مستودع أسرار الحياة على كوكب الأرض، تحتوي على مكونات مذهلة، كل منها يلعب دورًا حيويًا في استمرارية الحياة. إليك ما قد يذهلك:
الماء، لكن ليس مجرد ماء، بل ماء مشبع بعناصر لا غنى عنها.
الأحماض النووية (DNA)، الحاملة لسر الحياة، التي نشأت منها الكائنات الحية جميعها.
الأحماض الأمينية الأساسية، التي تبني كل شيء في أجسامنا، من العضلات إلى الأنسجة.
البروتينات، التي تشكل الهيكل الحيوي لكل كائن حي.
الدهون، الطاقة التي تمد أجسامنا بالحيوية.
الفيتامينات، التي تساهم في جعلنا أقوى وأكثر صحة.
المعادن، بين 80 إلى 90 عنصرًا كيميائيًا من الجدول الدوري، توفر الحياة نفسها في أبسط أشكالها.
الفِيتُوبلانكتُون، الذي يشكل أساس السلسلة الغذائية البحرية
الزُوُوْبْلانكتُون مثل الكريل، مصدر أوميغا 3 الذي يعزز صحة قلبك.
بيض ويرقات الأسماك، التي تشكل بذور الحياة في المحيطات.
و لقد وجد العلماء حوالي 9 مليار خلية بكتبريا نافعة في كل لتر من ماء البحر .
كما حصروا حوالي 10 مليار تركيب فيروسي غير ضار في اللتر
سلاسل الكربون، التي تبني الحياة نفسها.
المواد العالقة، التي تحمل معها حياة صغيرة ومتناهية، لكنها حاسمة للبقاء.
مياه البحر تحافظ على توازنها بقوة خارقة: مع درجة pH 8.2، تشكل بيئة مثالية لهذه المكونات لتزدهر وتنمو. إنها ليست مجرد مياه عادية، بل هي حياة متجددة ومستدامة
مياه البحر لا تتعفن ولا يمكن تلويثها بسهولة، لأن قوتها الطبيعية تتجلى في عملية التناضح الفائق، التي تمنحها القدرة على التجدد والـتنقية الذاتية. ورغم أن المواد السامة مثل النفط قد تطفو على سطحها، بفضل التوازن البيئي و البكتيريا البحرية، فإن التلوث يختفي في غضون أسابيع، لتعود المياه كما كانت، نقية تمامًا!
والأمر الأكثر إثارة: تركيب مياه البحر مشابه تمامًا لتركيب دم الإنسان! نعم، أنت لا تقرأ هذا خطأ، دمك يحتوي على نفس مكونات البحر الأزرق، ولكن بلون أحمر! هذا الترابط بيننا وبين البحر يثير الدهشة، وكأننا جميعًا ننتمي إلى نفس المصدر، نفس النهر الأزرق الذي يروي حياتنا.
إذن مياه البحر ليست مجرد ماء، بل هي سر الحياة على الأرض، ووجودنا مرتبط بها بشكل لا يُصدق. هل شعرت بالقوة التي تحملها هذه المياه؟ إنها أكثر من مجرد منظر مائي، إنها روح الحياة نفسها!
و لذا فإن ماء البحر يساند الحياة على سطح الكوكب في الأعماق و على اليابسة فكل المجموعات الحية ممثلة في البحار و المحيطات و كلها تعيش في تكامل و لصالح توازن النظام البيئي البحري و توازن كوكبنا كله …….من الأوليات و الطحالب الدقيقة للحيتان أضخم الثدييات و النباتات الزهرية