البايرة؛ كسر القيود التقليدية: الاعتراف بإنجازات المرأة المغربية بعيداً عن معايير الزواج 

شاشا بدر:

الفتيات اللواتي لم يتوفقن في تشكيل أسرة أو لا يرغبن في ذلك هن جزء من نسيج المجتمع المغربي ومع ذلك يواجهن تحديات كبيرة بسبب النظرة التقليدية التي لا تزال تهيمن على العقلية الاجتماعية في هذا البلد تُعاني هؤلاء الفتيات من وسم “البايرات” الذي يلصق بهن رغم أنهن قد حققن نجاحات مهنية ولديهن وظائف مرموقة وسياراتهن الخاصة بل وحتى منازلهن الخاصة إن هذا الوصف لا يعبر عن حقيقة هذه النساء ولا عن القيمة الحقيقية التي يجب أن يُمنحنها في المجتمع

في الوقت الذي يتغير فيه العالم بسرعة وتتحول القيم الاجتماعية يجب أن نتساءل عن سبب استمرار هذه النظرة التقليدية التي تحصر قيمة المرأة في الزواج وتكوين الأسرة فقط لماذا لا يتم الاعتراف بإنجازات المرأة على الصعيد المهني والعلمي والاجتماعي؟ إن المجتمع المغربي يزخر بنماذج مشرفة لفتيات ونساء استطعن تحقيق الكثير رغم التحديات والصعوبات إلا أن المجتمع لا يزال يُصر على النظر إليهن بعين النقص لمجرد عدم زواجهن

من الضروري أن نتجاوز هذه الأفكار التقليدية التي تعيق تقدم المجتمع وتحد من إمكانيات نصفه الآخر إن المرأة التي تختار التركيز على مسيرتها المهنية أو التي لا تجد الشخص المناسب لتكوين أسرة يجب أن تُحتفى بها وتُقدر إن الاعتراف بجهودها واحترام اختياراتها هو ما سيجعل المجتمع المغربي أكثر تقدماً وانفتاحاً على المستقبل

التغيير يبدأ من التربية ومن الأسرة ومن الإعلام يجب أن نعمل جميعاً على تغيير هذه النظرة القاصرة ونشجع الفتيات على تحقيق أحلامهن دون أن يشعرن بالخجل أو النقص بسبب عدم زواجهن إن قيمة الإنسان لا تُقاس بما يحققه في حياته الشخصية فقط بل بما يقدمه لمجتمعه من إنجازات وأعمال نبيلة

يجب أن نؤكد على أن الزواج وتكوين الأسرة أمران نبيلان ولكن ليسا الشرط الوحيد لقياس نجاح المرأة أو قيمتها في المجتمع يجب أن نحتفي بجميع إنجازات المرأة وأن ندعمها في اختياراتها حتى نضمن مجتمعاً متوازن

اً ومزدهراً