الاكتشافات الأثرية ومزارع النخيل.. مفردات طبيعية لقرى الرستاق العُمانية
كتب – سمير عبد الشكور:
تتميز سلطنة عُمان بموقعها الاستراتيجي الفريد وبيئتها المتنوعة، وشواطئها الطويلة على المحيط الهندي وبحر العرب وبحر عمان والخليج، وبجبالها وصحاريها وسهولها، وقد حباها الله بموارد وثروات عديدة، ومن أهمها العيون المائية التي تعد مصدرا مهما من مصادر المياه ومنظرا خلابا يبهج النفس ويبعث على الراحة والطمأنينة.
من أبرز هذه العيون، عين الكسفة ذات المياه الكبريتية للاستشفاء وعين “الثوارة” والتي تعد من أشهر العيون المائية في سلطنة عمان وهي تقع بولاية نخل على بعد 180 كم من مسقط، وتتميز بدجة حرارة مياهها المرتفعة وكمية المياه الكبيرة المتدفقة منها كما تمثل مقصدا للعلاج الطبيعي.
كما تشتهر قرية النزوح بولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة بزراعة النخيل بشتى أصنافها الى جانب الزراعات الموسمية وزراعة القمح والحنطة والشعير والبقوليات والفواكة المتنوعة، وتمتاز بموقع استراتيجي حيث تقع على الطريق الذي يربط بين وادي بني غافر ونيابة الحوقين، وتبعد عن مركز الولاية نحو(٣٠) كيلو مترا، وتقع على جانبي الوادي مما يعطيها طابعا جماليا فريدا باستمرارية جريان المياه الغيلية على مدار العام خاصة في أوقات الخصب، لذا تعد القرية من المزارات السياحية الجميلة.
اكتسبت قرية النزوح أهمية كبيرة نتيجة الاكتشافات الأثرية القديمة التي يعود تاريخها إلى الألفية الأولى والثانية قبل الميلاد، حيث تم اكتشاف مقابر اثرية على الطريق المؤدي إلى نيابة الحوقين وهي قبور يعود تاريخها الى عصور قديمة، كما اكتشفت نقوش اثرية قديمة تتصل بالنقوش المكتشفة في وادي السحتن وهي موجودة في أماكن متفرقة من القرية، وهذه النقوش عبارة عن كتابات ورسوم تجسد الأحداث والبيئة المعيشية في تلك الحقب الزمنية.
وقامت وزارة التراث والسياحة بسلطنة عُمان بوضع اللوحات الإرشادية التي تدل على المواقع الأثرية بالقرية، حيث يوجد بالقرية ثلاثة كهوف في العوينة والحقم وتوبة استخدمت من قبل الأهالي سابقا كحماية لهم عند هطول الأمطار، كما توجد بها ثلاث عيون مائية.