كتب : سمير عبد الشكور
تسعى المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم إلى تعزيز الاقتصاد الوطني ورفده بالعديد من الأبعاد المستقبلية، عبر الاستثمارات المتنوعة والاستشرافية، ومن أبرزها مصفاة الدقم التي يعول عليها ضمن الخطط الاستراتيجية في دائرة النمو الاقتصادي المحلي، ويأتي مصحوباً مع مشروع المصفاة العديد من مشروعات الصناعات التحويلية والبتروكيماويات التي تخدم في الإطار نفسه، بشأن النماء المستقبلي.
من هنا يمكن الحديث عن الأهمية الكبيرة لمشروع مجمع الصناعات البتروكيماوية بالدقم، الذي أعلنت شركة مصفاة الدقم والصناعات البتروكيماوية عن إسناد مرحلة التصميم الأولي له، إلى شركة بريطانية؛ والذي يعتبر من المشروعات التي ستساهم في القيمة المضافة في إطار الصناعات التحويلية وجذب الاستثمارات المستقبلية بشكل عام.
يتضمن المشروع إنشاء وحدة استخلاص المواد السائلة من الغاز الطبيعي وأنبوب لنقل هذه المواد السائلة من مناطق الإنتاج، وكلها مشروعات ذات تكاملية في الأهداف التي تسعى إليها بحيث تصب جميعها في تعزيز الاقتصاد ورسم خرائط الاقتصاد في السنوات المقبلة، مع بدء العقد الثالث من الألفية الثالثة واتجاه سلطنة عُمان إلى الاستثمار في مزايا جديدة مترتبة على تنفيذ الرؤية المستقبلية «عُمان 2040» بالإضافة إلى تحول اقتصاد السلطنة إلى مرحلة جني الثمرات لخمسين سنة من العمل المستمر في بناء الأسس ووضع البنيات الأساسية، بحيث يمكن التحول إلى صيغ أكثر حداثة في الابتكار والثورة الصناعية الرابعة وغيرها من التوجهات الجديدة.
إن تحفيز الاستثمارات المحلية والأجنبية عبر البرامج والمشروعات المتنوعة، يظل أحد الأهداف الأساسية والأولوية التي أكدت عليها سياسة السلطنة الاقتصادية للسنين المقبلة، وقد كانت هناك توجيهات واضحة في هذا الباب، بالتشجيع والتحفيز بما يمكن من إحداث نقلة نوعية وكبيرة تنعكس على الاقتصاد المحلي وعلى الإنسان العماني في الجوانب الحياتية والاجتماعية.
يعول على مشروع مجمع الصناعات البتروكيماوية بالدقم، في إحداث نقلة في مجاله عبر المساهمة في تحقيق الاستفادة القصوى من منتجات المصفاة وتقوية مكانتها التنافسية في سوق الطاقة الإقليمي والعالمي وتعزيز الاقتصاد المحلي.
ولا شك أن قضية الطاقة والاستثمار فيها لا تزال من المجالات المربحة في الاقتصاد العالمي لاسيما أن المشروع سوف يعمل على تنويعات متعددة وليس خط إنتاج واحد.
ويأتي مشروع مجمع الصناعات البتروكيماوية، كمرحلة ثانية من مشروع المصفاة الذي يتم العمل على تنفيذه في الوقت الراهن، وباكتمال المشروع الأول فالثاني، سوف يحدثان أثراً جليا في مجتمع المدينة الاقتصادية الخاصة بالدقم، التي سوف تتضح ملامحها البعيدة التأثير خلال السنوات المقبلة، بعد أن تكون العديد من المشروعات قد بدأت في العمل وانعكس ذلك على الحياة الاقتصادية والمنطقة الخاصة بواقع ملموس.
ولا شك أن المكاسب المتحققة من هذه المشاريع، تدعم الاقتصاد العماني، وتشكل رافدا من الروافد المحورية في تعظيم المردودات الاقتصادية لبناء عُمان الغد بالعمل الدؤوب.