الارهارب الغاشم وشهداء معهد الأورام
بقلم -محمد الفرماوي
لم يكن محض إفتراء بقولنا إن الارهاب لا دين له ولا وطن, فالجماعة الإرهابية لا تكترس بتحالفها مع الشيطان ضد مصر وشعبها, فمصر تخوض حرباً بمعنى الكلمة لإعلاء كرامتها ,واستقلال قرارها السياسي,ولرفع اقتصادها, والحفاظ على مؤسساتها الوطنية ولا سيما الشرطة والجيش,فطبيعة المرحلة التى تمر بها المنطقة وما تشهدة من إضطرابات أمنية ,تداخلت معها الاجندات الاقليمية التى تهدف الى زعزعة الاستقرار والأمن فى دول الإقليم من أجل تحقيق مصالحها الاستراتيجية ,وبخاصة الأجندات القطرية والتركية, وهى التي توفر الدعم المادى واللوجستي للجماعات الارهابية المسلحة واستخدامها كزراع داخل الدول,وقد صاغ لنا واقع الإقليم العديد من الأدلة والبراهين على ذلك ومنها,دعم الارهاب فى ليبيا لتفتيتها,ودعم الارهاب فى اليمن لتقسيمها,ودعم الارهاب فى سوريا ولبنان, وفلسطين, ومصر, أن ما تقوم به تلك الجماعات الارهابية من عمليات إنما يشكل فى الواقع مرآة لكشف مدى جبنها وتخفيها تحت ستار الظلام, ومدى خستها فالحادث الإرهابي الذي وقع أمام معهد الاورام على كورنيش النيل وما نتج عنه من سقوط عشرون شهيد,وإصابة 47 منهم ثلاثة فى حالة خطر,إنما يدل إيضاً على أن تلك الجماعات ومن وراءها باتوا فى حالة من اليأس فى إختراق مصر أو عرقلة مسيرتها,حيث لم تستطع تلك الجماعات إختراق مصر من الجبهة الشمالية الشرقية عبر سيناء بعد أن صنع رجال مصر من الجيش والشرطة درعاً واقياً باجسادهم وارواحهم لحماية مصر وشعبها,كما لم تعد الجبهة الغربية ممراً أمناً لهم وبخاصة فى ظل عدم إستقرار ليبيا حيث باتت عيون الصقور المصرية تراقب عن كسب جميع التحركات وترصدها , بل تباغتها قبل تنفيذ أى مخطط,لذا لجأت الى الخلايا النائمة من الجماعات المحظورة التى لم تعد تعبأ بالوطن والوطنية ,حتى تقوم بعملية داخلية لزعزعة أمن مصر التى نظمت البطولة الافريقية فى جو من الأمن والأمان.
فالتحليل المبدئي للمعلومات التي توافرت حول الحادث يشير الى أن السيارة المسروقة التى إستخدمت فى الحادث كانت بطريقها الى تنفيذ عملية فى مكان أخر,قد يكون منشأة سياحية أو وفد سياحى ينتقل فى نفس التوقيت أو غيرة من المشأت الحيوية للدولة,أو إستهداف موكب لمسؤول مصرى,هذا من ناحية ومن ناحية أخرى أن إصطدام السيارة المستخدمة مع ثلاث سيارات أخرى وهو ما أدى الى إنفجارها,قد يشير الى أنها كانت مرصودة من قبل الجهات المعنية,ومن ثم سيرها بارتباك والاصطدام بالسيارات الأخرى,أو انها كانت تستهدف موكب أو وفد فى توقيت محدد ,وهو ما ادى الى محاولاتها تخطى معوقات السير والارتباك والاصطدام بالسيارات الاخرى وهو ما أدى الى الانفجار.
وآى ما كان الأمر رحم الله شهداء هذا الوطن من المدنيين والعسكريين, وعاش رجال الشرطة الشرفاء , ورجال جيش مصر العظيم وحماتها,فمصر لن تنكسر والمسيرة لن تتوقف فهى إرادة شعب وإرادة وطن أراد أن ينهض وقد علت هامته عنان السماء.