مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الإنسانية نهج أصيل في السياسة العمانية

كتب – سمير عبد الشكور:

لا يختلف أحد على أن الانسانية والتسامح نهج عُماني أصيل، لا حياد عنه في أبجديات السياسة العمانية، داخليا وخارجيا؛ حيث تترجم المواقف وتؤكد الشواهد التاريخية ذلك الأمر.

ويزخر التاريخ العماني بالعديد من النماذج الإنسانية التي تُعطي دروسا في تعلم كيفية التعامل مع الآخر، وإنكار الذات، ونشر التسامح والمحبة في نفوس أفراد المجتمع.. فالإنسان العماني كان ولا يزال مضرب الأمثال في وداعته وقدرته على نشر التسامح بين المحيطين به.

وفي هذا يقول الرحالة جون أوفنجتن عندما زار عُمان عام 1693 واصفاً أهل عُمان “إن هؤلاء العرب على قدر كبير من دماثة الخلق، يظهرون لطفاً وكرماً كبيرين للغرباء، فلا يحتقرونهم ولا يلحقون بهم أذى جسديا، وهم على تشبثهم الثابت بمبادئهم والتزامهم الراسخ بدينهم، لا يفرضون تلك المبادئ وذلك الدين على الآخرين “.

قد يهمك ايضاً:

تعرف على تشكيل غزل المحلة لمباراه الجونة اليوم

هذه القيم الانسانية العُمانية الراسخة والمبادئ الثابتة كانت من أبرز العوامل التي أدت إلى انتشار الإسلام في شرق أفريقيا والكثير من البلدان التي زارها العمانيون كتجار وبحّارة، فتركوا أثراً استحق احترام وتقدير الشعوب التي زاروها، وكان لذلك أثر إيجابي في إقبالهم على الإسلام.

وعلى المستوى المحلي، فإن التسامح والانسانية في عُمان، شديد الوضوح في احترام الاختلاف في النوع والعرق والدين، وعلى المستوى الخارجي، فلا أدل على ذلك من أن سلطنة عُمان باتت قبلة للباحثين عن السلام في العالم، فسارت ساحة للمشاورات الدبلوماسية من أجل بناء السلام وحقن الدماء في أكثر من بقعة من بقاع العالم.

وقد تم ترجمة هذه المبادئ العمانية في مجالات السياسة الدولية، فقد توسطت في أكثر من قضية للمساعدة في الإفراج عن مواطنين محتجزين في مناطق وبؤر النزاع والتوتر في العالم. فضلا عن الجهود المبذولة لإغاثة المحتاجين.

ويمكن القول أن الانسانية والتسامح والتعايش والسلام، بكل أشكاله وصوره ومظاهره المختلفة، يظل نهجا أصيلا للعُمانيين في شتى المناحي، فقد تشكل على مدى قرون من معطيات الجغرافيا الاقتصادية التي أجاد العُمانيون توظيفها في ابتداع مفاهيم إنسانية قادرة على بناء الحضارة بالتعارف والتفاهم والعيش المشترك، بعيدا عن الصراع والخلاف.

 

اترك رد