مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الأوقاف تحتفل بذكري فتح مكة بمسجد السيدة زينب 

بسيوني الجمل :

احتفلت وزارة الأوقاف بذكرى فتح مكة في مسجد السيدة زينب رضي الله عنها بالقاهرة، في ليلة رمضانية جميلة، وأكدت أن الفتح في الإسلام لا يعني الاحتلال أو القهر، وإنما دعوة للسلام والتسامح وإرساء العدل.

 

الاحتفالية بحضور ورعاية الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف.

 

وبحضور نخبة من الشخصيات الدينية والوطنية، الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والدكتور محمد عبد الدايم الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية.

 

وسماحة الشريف السيد السيد محمود الشريف نقيب السادة الأشراف وسماحة الدكتور عبد الهادي القصبي شيخ مشايخ الطرق الصوفية وعدد من قيادات وزارة الأوقاف وكوكبة من العلماء والمفكرين.

 

واستُهل الاحتفال بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، تلاها القارئ الطبيب الدكتور أحمد نعينع في أجواء إيمانية عامرة بالخشوع والتدبر.

 

تجسيد معاني الرحمة 

 

قد يهمك ايضاً:

ملتقى “رمضانيات نسائية”.. شهر رمضان موسم للخيرات…

وأوضح الدكتور أسامة فخري الجندي رئيس الإدارة المركزية لشئون المساجد والقرآن الكريم، الدروس المستفادة من فتح مكة، وأكد أن الفتح العظيم لم يكن يوم انتقام أو استعلاء، بل كان تجسيدًا لمعاني الرحمة والعفو والتواضع.

 

وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو يدخل مكة فاتحًا جسّد أسمى معاني التواضع والخضوع لله عز وجل، إذ دخلها مطأطئ الرأس شاكرًا لأنعم الله، معلنًا الصفح عن أهلها بقوله : «اذهبوا فأنتم الطلقاء»، ليؤكد أن الفتح في الإسلام لا يعني الاحتلال أو القهر، وإنما هو دعوة للسلام والتسامح وإرساء العدل.

 

النصر المؤزر 

 

وأكد الدكتور محمد عبد الدايم الجندي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، أن فتح مكة كان نصرًا مؤزرًا حققه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ليس فقط بالسلاح، بل بقوة الإيمان وصفاء القلوب التي تربّت في مدرسة النبوة.

 

وأشار أن القلوب التي شهدت هذا النصر كانت قد فُتحت أولًا على قيم الإسلام السمحة، فكانت الطاقات التي صنعت النصر محبةً في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ اجتمع الصحابة حوله بعد أن أرسى فيهم قيم الإخلاص والتضحية.

 

العفو عند المقدرة 

 

وأشار أن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تمثل نموذجًا متكاملًا في العفو عند المقدرة، مستشهدًا بموقف أبي سفيان بن الحارث، الذي كان من أشد معارضي النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه عندما جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح يطلب العفو، استقبله النبي بقلب رحيم، مرددًا ما قاله يوسف عليه السلام لإخوته : «لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ».

 

واختُتمت الاحتفالية بفقرة من الابتهالات الدينية والمدائح النبوية أداها الشيخ كامل الناقة، وسط أجواء روحانية زادت من بهاء المناسبة وعظمتها، لتظل ذكرى فتح مكة درسًا خالدًا في التسامح والقيم الرفيعة التي أرساها الإسلام.