الأودية في سلطنة عُمان تشكل نظاما بيئيا فريدا ومقصداً سياحياً مهماً
كتب – سمير عبد الشكور:
تشتهر سلطنة عُمان بوجود أودية متنوعة في كافة محافظاتها وهي تشكل نظاما بيئيا فريدا يتميز بالتعدد والتنوع والثراء الطبيعي وتمثل مصدراً من مصادر الجذب السياحي، إذ تشهد خلال فترة الإجازات الصيفية تزايدا في عدد زوارها لقضاء أجمل الأوقات فيها، مما يسهم في تنشيط الحركة السياحية .
وتضم عدد من الولايات العُمانية أودية دائمة الجريان على مدار العام أكسبها جمالية رائعة وتعد مقصدا للسياح من داخل السلطنة وخارجها طوال أيام السنة ، كما أن هنالك العديد من الوفود التي تقصد تلك الأودية من أجل الاستجمام والاستمتاع بجمال الطبيعة، ومشاهدة أجمل التضاريس التي شكلتها مجاري الأودية، وقد رسمت المزارع والتجمعات السكنية على جانبي تلك الأودية صورة رائعة تسحر الناظر وتشد السائح إليها.
ومن أبرز المواقع والأودية السياحية التي اشتهرت بها سلطنة عُمان على مر السنين متنزه هوية نجم الذي يقع بمحافظة مسقط، وهو عبارة عن حفرة عميقة مملوءة بالمياه، ترجع قصتها إلى أكثر من عشرات السنين حيث يقال إن نيزكا وقع على هذه البقعة من الأرض وسبب حفرة عميقة جدا وشكلت بحيرة صغيرة، مما أعطى المكان جمالية وأصبحت مقصدا للعديد من الزوار لمشاهدة جمال الطبيعة والتكوينات الرائعة.
كما يعد وادي العربيين من الأودية الجميلة في محافظة مسقط، حيث يشق الوادي أخدود هائل عميق في خاصرة هضبة جبال الحجر الشرقي حيث تتميز المنطقة بغزارة المياه وتتواجد بالوادي البرك المائية العميقة. ويتكون وادي العربيين من أربع قرى تتوزع على ضفتيه، وتشتهر بزراعة النخيل والموز والليمون والمانجو. كما تشهد حركة سياحية كبيرة على مدار فصول العام.
وثمة مجموعة أخرى من الأودية منها: وادي الحوقين بمحافظة جنوب الباطنة والذي يعد من أجمل الأودية ويتميز بجريان مياهه على مدار العام إضافة إلى تميز مجراه بوجود الشلالات الجميلة وكذلك العيون المائية الدائمة الجريان. وتحيط بوادي الحوقين العديد من المزارع والتي تكثر فيها زراعة النخيل والمانجو، كما أن للوادي فلجا يغذي المزارع والمنازل القريبة منه.
أما وادي الخوض فهو من الأودية الجميلة في ولاية السيب بمحافظة مسقط ويعتبر أحد أكبر أحواض الأودية في السلطنة، حيث تتشكل البرك المائية بالوادي بعد هطول الأمطار، كما تتميز القرية المحيطة به بجمال فريد حيث تجمع بين الحضارة والتاريخ بما تتميز به القلاع والحصون والمنشآت الحديثة.
ويمثل كل من وادي بني خالد ووادي ضم ، مقصداً سياحياً، حيث يقبل الزوار عليهما، ورغم قلة المياه التي يختزنها مجرى وادي ضم في المواسم غير الممطرة، إلا أن مجراه يتميز بتشكيلة من الصخور الملساء التي شكلت منها الطبيعة أحواضا مائية جميلة وتغلب الطبيعة الحجرية الملساء على موقع تجمع الأحواض المائية، ومن التكوينات الصخرية التي نحتتها عوامل التعرية كهف صغير على مقربة من تجمعات المياه وغالبا ما يتخذ منه السياح موقعا للتخييم، كما تمثل المساحات الواسعة في مجراه الجاف، أفضل مواقع للاستراحة والتخييم والاستمتاع بجمال الطبيعة.
وفي الأخير يظل وادي شاب بمحافظة جنوب الشرقية، والذي يبعد عن مسقط 140 كم على طريق قريات – صور الساحلي، من الأماكن السياحية الفريدة، حيث تتصافح على أطرافه المياه العذبة المنحدرة من أعالي الجبال مع مياه البحر المالحة وذلك نتيجة قرب الوادي من البحر الذي بدوره ساعد في إيجاد التنوع البيئي الذي صاغت من خلاله الطبيعة مقومات انفرد بها هذا الوادي عن بقية الأودية العُمانية.