مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الأزهريون رواد الصحافة بقلم : د. جمال النجار 

 

 

أتحدث في هذه المقالة بإيجاز عن أهم الإسهامات العلمية والأدبية التي ألفت ووضعت الأسس للإعلام الإسلامي، وأذكر جهود العلماء والمفكرين في هذا الشأن سواء أكانوا من الأزهريين أم من أساتذة الإعلام المصريين الذين كان لهم توجه إسلامي في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وغيرهم من الكتاب المصريين.

 

يذكر أن أول من أرخ وكتب، ووضع الأسس العلمية لما يسمى بالإعلام الإسلامي هو رائد الصحافة المصرية، وعلم من أعلام أساتذة الأدب والصحافة والإعلام في مصر والعالم العربي، هو الأستاذ الدكتور عبد اللطيف حمزة، الذي كتب “الإعلام في صدر الإسلام” وكان هذا باكورة التأليف في هذا العلم، والجدير بالذكر أيضا أنه كان في كلية الإعلام جامعة القاهرة توجه إسلامي لبعض الأساتذة، الأمر الذي من شأنه أن أدي لتكوين مدرسة أصيلة في الكتابات الإسلامية، وبعضهم تتلمذ على يد الرائد الدكتور عبد اللطيف حمزة، وكان من أبرز هذه المدرسة الأستاذ الدكتور إبراهيم إمام، الذي كتب “الإعلام الإسلامي المرحلة الشفهية ” ثم الدكتورة إجلال خليفة، التي كتبت عن الصحافة المسجدية، ثم الأستاذ الدكتور محمد سيد محمد، الذي وضع أسس المسؤولية الإعلامية للإعلام الإسلامي، وجاء من بعدهم الدكتور محمد منير حجاب الذي ألف أكثر من مؤلف في الصحافة الإسلامية، والإعلام الإسلامي، ومن المؤلفات المهمة أيضا ما كتبه الدكتور عبد الوهاب كحيل، عن الإعلام الإسلامي والدعوة والدعاية في العصور الإسلامية الأولى.

 

قد يهمك ايضاً:

“أنت تستطيع”.. نصر أكتوبر وما يستدعيه من معان…

الدعم العيني أم الدعم النقدي

أما عن مدرسة الإعلام الإسلامي ورواد الإعلام الإسلامي في الأزهر الشريف، فكان هناك مدرستان، المدرسة الأولى وضع أُسسها الدكتور أحمد أحمد غلوش، بكتابه المهم عن الإعلام الإسلامي، وكان له الفضل في إنشاء قسم الإعلام الإسلامي في كلية الدعوة الإسلامية، الذي لم يستمر طويلا. وفي هذه المدرسة أيضا نذكر جهود الأساتذة والعلماء الذين كتبوا عن الإعلام الإسلامي، والدعوة الإسلامية من أمثال الدكتور عماره نجيب، والدكتور محمد متولي، والدكتور رؤوف شلبي، والدكتور مصطفى الدميري، والدكتور محمود الصاوي، وكل منهم له كتابات ومؤلفات مهمة، وقيمة عن التنظير والتأليف، والتأريخ للإعلام الإسلامي. وتجدر الإشارة هنا أن كتابات هذه المدرسة كانت تخلط بين الإعلام، والدعوة بحكم تخصصهم، وقد ركزت هذه المدرسة على الإعلام الإسلامي الشفهي والمنطوق.

 

أما عن المدرسة الأزهرية الثانية فهي المدرسة التي كونها رائد الإعلام، ومؤسس أول قسم للصحافة والإعلام في جامعة الأزهر، وهو الدكتور إبراهيم إمام، الذي أشرنا إليه وإلى دوره من قبل، ثم جاء من بعده الدكتور محي الدين عبد الحليم، بمؤلفه “الإعلام الإسلامي في تطبيقاته العملية” والدكتور مرعي مدكور، الذي كتب عن “الإعلام الإسلامي في الدول الإسلامية وغير الناطقة بالعربية”، ثم جاء كتاب الدكتور جمال النجار عن “إستراتيجية الإعلام الإسلامي”، وكتاب الدكتور كرم شلبي الذي عين أستاذا في قسم الصحافة والإعلام جامعة الأزهر بعنوان “الخبر وضوابطه الإسلامية”، وتوالت الكتابات والتأريخ للإعلام الإسلامي في كافة جوانبه سواء في المرحلة الشفهية، أو المرحلة المطبوعة أو المسموعة، أو المرئية، أو في جوانبه التاريخية، وتطور فن الدعوة والإعلام والدعاية والخطابة، والاتصال الشخصي، والاتصال الجماهيري بجهود أساتذة الإعلام في جامعة الأزهر، وهذه المدرسة العلمية الأكاديمية التي تطورت عبر نصف قرن من الزمان منذ إنشاء أول قسم للصحافة والإعلام في كليه اللغة العربية جامعة الأزهر عام 1974م، وقسم الإعلام في كلية الدعوة الإسلامية 1981 وقسم الصحافة والإعلام في كلية الدراسات الإسلامية، والعربية للبنات 1997 ثم كلية الإعلام للبنين2013، ثم كلية الإعلام للبنات 2023، وهكذا ترسخت الدراسات الإعلامية وخرجت الكثير من المؤلفات سواء أكانت رسائل علمية ماجستير، أم دكتوراه أم أبحاث منشورة في دوريات علميه ومؤتمرات أم كتب علمية منشورة في كل ما يخص فنون الإعلام وخاصة الإعلام الإسلامي..

 

( للحديث بقية)

التعليقات مغلقة.