“الأزمة الليبية والانتخابات الصومالية” في العدد السابع لمجلة متابعات إفريقية
كتب – محمد عيد:
أصدرت مجلة “متابعات إفريقية” التابعة لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية عددها السابع ، والذي يقوم بتحريرها الدكتور محمد السبيطلي رئيس وحدة الدراسات الأفريقية بالمركز وذلك في إطار سعي المركز للاهتمام بالشأن الأفريقي وإعطائه أولوية قصوى ومتابعة قضايا القارة السمراء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
وفي خضام العديد من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمر بها القارة السمراء، تضمن العدد مجموعة من المقالات الشاملة والمتنوعة للتخصصات المتعلقة بالقارة الافريقية من جوانبها المختلفة ولبعض أقاليم قارة إفريقيا و بلدانها ، مقدمةً بذلك وجبة علمية دسمة ترصد الأحداث وتحللها وتقدمها في إطار بحثي علمي بسيط يمكن الاستفادة منه.
ومع تعقد الأزمة الليبية كتبت الدكتورة إيمان زهران بحثها الذي حمل عنوان ” هل ستنجح التحركات الإفريقية في تسوية الأزمة الليبية؟ ” محفزات الصراع الليبي ما بين الأطراف الداخلية وكذلك الدولية والإقليمية والقوى الصاعدة، والتي تلخصت في تنافس القوى الإقليمية على إظهار المكانة وتعزيز النفوذ، وتصاعد حدة التداخلات الخارجية، وارتفاع مبيعات السلاح ، والافتقار الإقليمي لاليات فض النزاع وإدارته، كما تطرقت للجهود الإفريقية لتسوية الأزمة الليبية وفرص نجاحها .
واختتمت الباحثة إيمان زهران بالحديث عن تحديات نجاح الجهود الإفريقية والتي تتمثل في تعدد الأجندات الأجنبية في ليبيا وانقسام الخطاب الإفريقي وتداخل الاختصاصات.
ومن ليبيا إلى الصومال استعرض الباحث مبارك أحمد محمد في مقاله الانتخابات الصومالية 2021 وذلك في مقال بعنوان “مستقبل الصومال في سياق الانتخابات المقبلة 2021م: الأطراف الفاعلة والتحالفات الممكنة” ، والتي ناقش من خلاله أبرز القوى السياسية المعارضة وأبرز المرشحين في الاستحقاقات الصومالية المقبلة، كما تناول الاطراف الفاعلة في سير عملية الانتخابات والتي تحدد بدورها الرئيس القادم.
كما تناولت الورقة البحثية التحديات التي تعيق تنظيم انتخابات مباشرة يشارك فيها الشعب، بالإضافة إلى النموذج الانتخابي الذي ستتم على أساسه تلك الانتخابات القادمة، واستشراف المستقبل في عرض بعض السيناريوهات المحتملة ، إضافة إلى التأثير الأجنبي الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وفي دراسة ترصد معاناة الأطفال اللاجئين في قارة إفريقيا بسبب آثار الحرب وقسوة الحياة، قدمت الدكتورة سهام عبد الباقي محمد في دراستها “أوضاع الأطفال في مخيمات اللاجئين بإفريقيا ” الانتهاكات التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال وقد تؤدي بهم إلى الوفاة وحرمانهم من حقوقهم الأساسية كالحق في الحياة.
وألقت الدراسة الضوء على الاحتياجات الأساسية للأطفال في مخيمات اللاجئين بإفريقيا، وأوضاعهم الصحية، والمخاطر التي يتعرضون لها داخل مخيمات اللاجئين وخارجها، ودور المنظمات الدولية كالمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ، وبرنامج الصليب الأحمر ،وجمعية إنقاذ الطفل، وهيئة الأمم المتحدة للطفولة اليونسيف وغيرها من المنظمات الدولية المختصة بشؤون الأطفال في تحقيق الدعم وتوفير الحماية اللازمة لهم.
ولا تزال اثار جائحة فيروس كورونا تهدد القارة الإفريقية حيث شملت المجلة عدد من المقالات التي ناقشت تداعيات جائحة فيروس كورونا، حيث تطرقت الدكتورة جيهان عبد السلام عباس في مقاله بعنوان “واقع الاقتصاد الرقمي وتحديات التطبيق بإفريقيا في ضوء جائحة وباء كورونا”، والتي أكدت على ارتباط مفهوم التحول الرقمي مؤخرا بتفشي وباء كورونا الذي أثر على القطاعات الاقتصادية، وتغيير نمط الحياة، وتنامى الاعتماد على الوسائل الإلكترونية لإنجاز المهام من المنزل.
وشددت الباحثة في مقالها أن التحول نحو الاقتصاد الرقمي أمرا حتميًّا ولم يعد رفاهية، كما سلطت الضوء على المزايا الاقتصادية الناجمة عن تبني التحول الرقمي والتحديات الرئيسة التي تواجهه في أفريقيا.
وركز الدكتور محسن الندوي في مقالته ” سياسات مواجهة الصدمات الإقتصادية في إفريقيا – تداعيات كورونا نموذجا ” على السياسات الاقتصادية لمواجهة الصدمات في أفريقيا، فيما اتجهت الباحثة مها عبد الحكيم نحو تقييم الأضرار التي لحقت برأس المال البشري من جراء الجائحة وكيفية معالجتها في المرحلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، جاءت مقالة الدكتور إسماعيل إسف دانكوما عن دور توظيف الشباب في بناء السلم وتحقيق التنمية، وكذلك مقالة الدكتور إبراهيم علي جامع الذي تناول اقتصاديات الصحة في السودان وقدرتها على مواجهة الصدمات كتلك التي أحدثتها جائحة كوفيد-19 ، وفي مقالة أسماء فهمي تتعرض لتداعيات وباء كورونا على اقتصاد دولة بوتسوانا الذي عرف في العقود الأخيرة بتحقيقه نسب ٍّ نمو عالية، لذلك تبدو هذه المكتسبات اليوم مهددة، مما جعل الباحثة تتساءل عن أفضل السبل لإنقاذ الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بوتسوانا