الأزمة الليبية بين باريس والقاهرة وبوزنيقة
بقلم – محمد الفرماوى:
تعددت الأطروحات التى تسعى الى حل الأزمة الليبية بالطرق السلمية بعيدأ عن الصراعات المسلحة التى تخلف خسائر مادية وبشرية كبيرة, ولطالما نادت مصر بضرورة الجلوس الى مائدة التفاوض بعيداً عن دوائر الضغوط الخارجية التى تسعى الى تجميد الوضع واستمرار فرض الأمور من خلال استخدام الادوات العسكرية ولاسيما الدور التركى الراعى الرسمى للجماعات الارهابية والمسلحة فى ليبيا, ومن ثم فقد دعت الى عقد لقاء وطنى جمع كل من رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر قائد الجيش الليبى الوطنى, والذى تمخض عن إعلان القاهرة, الذى دعا الى وقف القتال والذهاب الى مسار سياسي لحل الأزمة شريطة أن يتم وقف تدفق المرتزقة والسلاح الى الاراضى الليبية ,وقد لاقى الإعلان ترحيب عربى واقليمى ودولى, ثم إنطلق مسار أخر للتشاور برعاية ملك المغرب فى مدنية بوزنيقة المغربية ,تخلل المسارين مساعى فرنسية مدعومة من الأمم المتحدة لجمع الفرقاء الليبين فى لقاء للتفاوض والتشاور فى العاصة باريس دعما للمسار المغربى ,يجتمع خلاله أطراف الأزمة المتمثلين فى حكومة السراج المدعومة من تركيا والطرفين الوطنيين الممثلين فى البرلمان الوطنى والجيش الوطنى الليبى ,وقد اشارت التقارير الى أن السراج لا ينوى الحضور بدعوى انشغالة بتقديم بيان للشعب حول الذهاب الى المفاوضات وذلك ظاهر الأمر أما باطنة فقد مارس النظام التركى الضغط عليه حتى تظل الأزمة قائمة وهو ما قد يدفعه الى ايفاد مبعوث عنه,وتحاول فرنسا وعدد من الدول الاوربية وبدعم عربى التصدى للاطماع التركية فى المتوسط والمنطقة ,ورفضت من قبل الاستفزازات التركية تجاه جيرانها واستعراض القوة فى محاولة للاستيلاء على ثروات الطاقة فى المتوسط سواء قبالة السواحل اليونانية والقبرصية أو سواحل ليبيا وغيرها, إن الخروج من الأزمة فى ليبيا لن يكون الا بارادة الشعب الليبى ودون تدخل خارجى,ولابد من تفكيك الميليشيات المسلحة فى ليبيا وترحيل القوات الأجنبية منها حتى يكون هناك توازن وطنى يستمد قوته من ارادة الشعب الليبى وليس من الخارج, وهذا الأمر توافق عليه الرأى المصرى والروسى من خلال تأكيد وزيرا الخارجية للبلدين خلال اتصالهم الهاتفى,ومن شأنه تحييد الاطراف الخارجية والقضاء على الارهاب.