مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

الأديب محمد الشحات محمد: القصةُ الشاعرة حاضنةٌ للهمّ العربي

القصةُ الشاعرة حاضنةٌ للهمّ العربي
بقلم الأديب/ محمد الشحات محمد
(ألقيت في المؤتمر العربي العاشر للقصة الشاعرة)
20/ 10/ 2019

قد يهمك ايضاً:

قصيدة: دكان قديم عند المقام

أيها العابرون

* حين يجري حديث عن مَسار أدبي، فإنه لا ينفصل عن المسارِ الأُمَمي، وكلاهما يصبُّ في الآخر غزارة وتخصيبا؛ حتى أنه يصعبُ التفريقُ بين الشعوبِ وآدابها، ولا يُمكننا أن نستبعدَ دورَ الموهبةِ الفردية في كل زمن، إذْ هي التي تخرِقُ الجمودَ، وتُحدثُ الاهتزاز اللازم للتوازن .. هكذا تُبْنى ثقافاتُ الأمم ..
* وتعد القصة الشاعرة نتاجًا طبيعيًّا لحركة الإبداع العربي في تعاطيه مع الواقع المعيش وفي تداخلاته مع ثورة المعلومات والحداثة الرقمية التي أغرقت العالم بسيل معلوماتها ، وتعتبر القصة الشاعرة رهانًا واقعيًّا لبروز الشخصية العربية المتفردة عبر تبنيها على مستوى الشكل للكتابة النوعية الجديدة التي تستفيد من الخصائص البينية لأجناس مختلفة، وتدفع لخلق جنس أدبيٍّ متفرد شديدِ الخصوصيةِ بأدبنا العربي ، أما على مستوى المضمون، فتعتبر القصة الشاعرة حاضنة للهم العربي في تجلياته المختلفة ومستوعبة لطموحات وتطلعات كل عربي نحو مستقبل مشرق يليق بإنسانيته وإبداعه .. ، إنها منجزٌ إبداعيٌّ عربيُ الصبغة يتسع لعالمية الإبداع ، فهي رؤيةٌ عالمية بابتكارٍ مصريٍّ وعربي ، وهذا ما يدعونا للفخر ، فلا زلنا نساهم بفاعلية في بناء الفكر والوجدان الإنساني.
* التطبيق أولى من التنظير ، والواقع متجدّد ، فهل توقّف النهر؟
نعم، هناك بواكير وإرهاصات، لكن الفارق كبير بين الجذور وما على السطح ، تمامًا كالفارق بين التقولب والحياة!
* إن القصة الشاعرة .. جنس أدبي جديد من أهم ثمار الواقع الذي نعيشه بكافة متغيراته الجديدة والمستحدثة ، وغير المحكوم بزمان ولا مكان ..، ولكل جديدٍ -لا ينفصل عن التراث- دلالاتُه وقيمته الإبداعية ،
التجديد في القصة الشاعرة يتسم بالعمق الروحي والوجداني ، ويثير ميزة الإبداع والتفكر حول هذا الفن (القصة الشاعرة). ليكن الحوار حول الاختلاف وأوجه التمايز، وحتمية المغايرة في البنية والشكل، والقيمة المُضافة للمشهد الأدبي المعاصر من خلال بحث الخصائص الفنية والجمالية، والتعرف على السمات المميزة باجتماعها وجوبًا في النصوص المختلفة، وتطبيق القوانين التجنيسية، وهناك رسائل علمية بذلك، وإن لم تعد معظم الرسائل العلمية بابًا للتاريخ الأدبي.!
إن مصطلح القصة الشاعرة حفظ للشعر جلاله وللقصة رونقها، وَوَصْف القصة بالشاعرة أوسعُ من مجرد الوزن أو التداخل، بل الدمج والتفاعل، ولكلّ فنٍّ متطلباته.
* إذا كان التدويرُ الشعريُّ في القصة الشاعرة آليةً سرديةً لازمة ، تتطورُ، لتُصْبحَ نسيجَ تلاحمٍ بين المتواليات النصية ، فيفرض بناءً متصلا ، يعمل فيه التدوير القصصي على سيادة السرد ، ويجعل من البناء كلا ممتزجًا ، لا انقطاع فيه ، فإن للإيقاع السمعي والبصري أهميتَه، وتعدُّ القصديةُ الإبداعيةُ من شرائط هذا الفن،
* لا شك أن للتكنولوجيا وسرعة تدفق المعلومات باعًا طويلا في رسم ملامح ذلك الواقع العصري الجديد ..، القصة الشاعرة، فهي نتاج أدبي عصري حديث تفرد به الأدب العربي ليكون بمثابة نافذة إبداعية جديدة، تعبر من خلالها قضايا العروبة ، لتخبر العالم أن الشخصيةَ العربية مازالت قادرةً على الإبداعِ رغم كلِّ ما تعانيه ..
* من هذا المنطلق، تحددت رؤية المؤتمر العربي العاشر، ليبدأ باحثًا في أعماق القصة الشاعرة من المنظور السيكولوجي ، عما تخفيه من أسرار النفس البشرية، وتأثير الواقع المعيش على هذا الفن، وتأثره به ..،
من خلال قراءات تطبيقية ، يفرضها الضمير النقدي غير المتقولب، لوضع القصة الشاعرة في إطارها الصحيح بين الأصالة والمعاصرة واستشراف المستقبل .

اترك رد