كتبت – أماني النجار:

تعودنا في مجتمعاتنا ونشأنا منذ نعومة أظافرنا على أن الأخوة وعلاقة الدم لا يضاهيها علاقة فهي من أسمى العلاقات والروابط التي نشأت بين بني البشر ، ناهيك عن علاقة الإخوة في الديانات السماوية  ، فالإسلام عظم من تلك الرابطة وجعلها من أسمى الروابط ، ولقد عظم القرآن الكريم العلاقة بين الأشقاء فعندما أراد سيدنا موسى أن يقابل فرعون طلب من الله أن يشدد أزره بأخيه هارون لأننا وكما نعلم أن سيدنا موسى كان يتلعثم في الكلام بسبب الجمره التي أعطاها له فرعون في صغره.

“قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيراً من أهلي هارون أخي اشدد به أزري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا إنك كنت بنا بصيرا ”  سورة طه

 

وعندما أراد الله أن يدعم سيدنا موسى ويقوي موقفه  قال له في سورة  القصص “سنشد عضضك بأخيك”

 

ولكننا وعلى العكس من كل ماتربينا عليه وعلى غير المألوف جاءت دراما رمضان هذا العام لتذكرنا بمشاهد فيلم الأخوة الأعداء والذي أنتج عام 1974م  والمأخوذ عن الرواية العالمية “الأخوة كرامازوف”

عندما عرض هذا الفيلم في سبعينيات القرن الماضي كان بمثابة صدمة للعديد من المشاهدين فلا يوجد مثل هذا في دنيا الواقع .

لاننكر أن أول جريمة في البشرية كانت جريمة قتل أخ لأخيه ولكنها كانت لحكمه وعبره اعتبرت منها البشرية لقرونٍ طويلة

إلى أن جاءت جريمة أخوة يوسف وغدرهم بأخيهم .

وها هي دراما رمضان هذا العام جاءت لتجسد لنا وتعيد لنا مشاهد غدر أخوة يوسف بأخيهم ، بل أكثر من ذلك بكثير

مسلسل البرنس

ففي مسلسل البرنس الذي يقوم ببطولته النجم محمد رمضان ويشاركه البطولة النجم أحمد زاهر وروجينا وعدد من النجوم .

هذا المسلسل سطوة الميراث سطت  فيه على رابطة الدم والأخوة وفرقت بين الإخوه ونزعت الرحمة من القلوب وحولت الإخوه إلى أعداء .

فها هو محمد رمضان أو رضوان كما يسمى في المسلسل فجأة يموت الأب ويأتمن رضوان على الميراث لأنه بالنسبة للأب الابن البار العاقل ، ويوصيه الأ يعطيهم اي جزء من الميراث إلا بعد أن يعودوا إلى طريق الصواب .

وهنا يصبح رضوان بفعل فاعل لا بفعله عدوهم الأول فيجمعوا أمرهم على أن يقتلوه هو وأولاده  وزوجته حتى يتمكنوا من الميراث ولكن القدر ينجيه هو وابنته من الحادث الغاشم الذي دبره إخوته ، ولكن الإخوة لا يرضخون ولا يقبلون بقسمة القدر فيكيدوا له كيداً حتى يدخلوه السجن وتتوالي الأحداث مجسده اسوء معاني الأخوة ، بل اسوء معاني البشرية فالناظر إليهم يظنهم بلا قلب أجساد تمشي على الأرض خاوية من كل المشاعر التي تعارف عليها البشر

ولكن للأسف هذة القصة ليست حديثة عهد بمجتمعاتنا فجدران المحاكم تعج بمثل هذا النوع من القضايا .

 خيانة عهد

ثم يأتي مسلسل خيانة عهد للنجمة يسرا والتي تجسد فيه دور عهد وتقوم ببطولته مع عدد من النجوم أمثال حلا شيحة وخالد سرحان وبيومي فؤاد .

ويقدم لنا المسلسل أيضاً صورة جديدة لغدر إخوة يوسف ومحاولتهم الإنتقام من أخيهم الذي هو في حاله مسلسل خيانة عهد هي يسرا أو عهد كما هي في المسلسل ولكن إخوة يوسف هذه المرة يستخدموا طريقة جديدة للإنتقام من أختهم عهد ألا وهي الانتقام منها في شخص ابنها الوحيد هشام و تعريضه  للإدمان وعندما تعلم عهد بإدمان هشام تخضعه للعلاج وعندما يتماثل للشفاء يكيدوا لها إخوتها ويقتلوه بدم بارد  وتتوالى الأحداث ..

دراما رمضان هذا العام جسدت صورة من صور الأخوة للاسف موجودة في مجتمعاتنا سواء بين اهلنا في الصعيد بسبب الميراث وحرمان الانثى من الميراث وفقاً لعادات تخالف الشرع وكذلك في الأحياء الشعبية وأيضاً بين طبقة من الأثرياء الذين يخافون على ضياع الثروة فيفضلوا ولد على أخر للحفاظ على الثروة وللأسف لايدركون حينها أنهم من يجنون بأيديهم على أبنائهم فالميراث شرع الله ولابد أن يقسم وفق ماحدده الشرع بغض النظر عن صلاح الأبناء أو فسادهم .

إذا تم توزيع الميراث بشرع الله فسنحول بين وقوع الكثير من الجرائم التي شرارتها الأولى هي مخالفة شرع الله والتفرقة بين الأبناء ، كي تظل الأخوة وصلة الدم هي أقوى الروابط كما عهدناها .