بقلم – نور عبد الرحمن “العراق”
( قالوا… ( الرجولة هي ثقافة النظرة وسط جهل العيون ، وهى حضارة الكلمة وسط الصمت ، وهى الذراع التي تمتد لتحمى ، والعقل الذي يفكر ليصون ، والقلب الذى ينبض ليغفر.). لم اكن ادري ان اصعب قرار يتخذه الانسان في حياته منذ لحظة ولادته لغاية رحيله هو (من نتخذه شريكا لحياتنا؟) ها هو ذا الحاج عمران يجلس في قهوة على ناصية الشارع المؤدي الى بيته يحتسي الشاي ويرد على سلام المارة من قربه (السلام عليكم حاج) يرد مبتسما (وعليكم السلام اغاتي) ينفث سيجارته وهو قرير العين منشرح النفس فقد توصل الى حل لمعضلة طفت على سطح حياته بعد وفاة ام رحمة . رحمة هي من سيربي الاولاد مع زوجتي الجديدة وهي التي ستساعدها في البيت وبالفعل… ودعت رحمة كتبها.. حقيبتها ومعلمتها وجلست تحمم الاولاد .. تغسل الصحون ..تستيقظ صباحا لعمل ارغفة الخبز الحار كبروا الاولاد ..باتوا ينحتون في الحرف بغية المستقبل رحمة (تنحت في الصبر وترسم بدموعها اروع خارطة للحزن) تمني النفس هي بفارس احلام تنسى في حضرة حنانه الامها نادى الحاج عمران ابنته ..سأزوجك من خيرة الرجال . الاختيار كان لزوجته طبعا. يجب ان تكملي نصف دينك. الفشل رحلة دائما يقودنا اليها الاخرون.ويصلون بنا الى سفح الجبل كان الرجل الذي تزوجته رحمة.. قاسي القلب غليظ اللسان. فقير عاطفة ..ادمن مؤخرا على شرب الخمر من منكم يا اصدقائي كان الرفض ديدنه؟ سنين طويلة ورحمة ترتدي ثياب السفر. وتعد نفسها للرحيل. وظل هذا الهتاف الذي اسمه الرفض معول ينقش في اخاديد القلب وشما الرفض صوت يضل يعاتبك ويعاتبك اتخذ قرارك .. الى متى (؟) تصرخ فيك لا تجعلني معلقة بين ارض وسماء هل يرويك كأسا سقي لك فيه العسل اذا كان السم قد دس فيه. معنى ان يكون الرفض رغيفك كمن يعيش بالمقلوب ترى العالم ورأسك تحت هل ستكون متوازن ؟ هل من عصمة للخطأ؟ وكل شيء حولك رمادي؟ ذهبت الى ابيها..ترجت بابه… انا لا اريد الاستمرار مع هذا الرجل صرخ الحاج عمران (كل يوم يا رحمة نعيد نفس الكلام ما عندنا بنات تطلق ..ما عندنا بنات تبيت خارج منزل زوجها .. تسلحي بالصبر وأرضي بقدرك اذا كان هناك شيء في بالك ..لا تفكريني شيخا ..عصي العشيرة بانتظارك) يا ابي اصبت بحمى الروح .. نهاري ليل حالك .سئمت وحدتي ..مللت دموعي انا لم اتزوج يا ابي لا زلت ابحث عن نصفي الرحماني ..وليس نصف شيطان انا …هطلت دموعها …انا انسان ميت ياحاج ..ارجوك اعطني فرصة كي احيا اكملت نصف ديني مع رجل لا دين له اين عكازتي اجلبي يا بنت عكازتي لأوصلك الى بيتك هل كان الحاج عمران يدرك انه سيقطع لرحمة تذكرة سفرها الاخيرة؟ هل كان يدرك ان الشيطان يقف متربصا يضحك على اهاتها وينتظر الاغفاءة الاخيرة للعقل ليغمد خنجرة؟.. ينتظر توقف اللسان عن الدعاء ليغويها ويطلق رصاصة الشفقة الاخيرة اين تذهب رحمة؟ عصي العشيرة التي لا تقبل بحق الفيتو؟ السجان الذي عانت من بلطجة اخلاقه طيلة سنوات (امساك بمعروف او تسريح بأحسان) لم تجد غير الله تذهب اليه . اليوم هل تجرمون رحمة ؟ ما الذي يحميها من الخطأ؟ الدين ..؟ يحدث احيانا عندما يكون حزنك بقدر المسافة بين الارض والسماء ان يرميك انكسارك في زاوية حرجة ..مظلمة .ثم يذروك رمادا .وتصبح بعد ذلك بؤرة خصبة للوساوس والاوهام.فتفقد بصيرتك. ويحدث عندك العطب فيكون نور دينك اقرب اليك منك وانت غافل عنه. العلم ..العلم نور الم يحرمونها مصباحه؟ الحب الاسري ..الذي يمنحها جرعات من الحب والوئام والثقة بالنفس …بالسلام لم يعطيها سوى صفعة خذلان. رحمة ضحية عنف ذكوري ايها السادة فلم يكن الحاج عمران رجلا في انسانيته…ولم يكن زوج رحمة انسان في رجولته. افتح بابك وسأفتح بابي باب خالك باب عمي باب شيخك باب شيخي كم رحمة ستجد سأدخل قبلك اذرف دمعة واشهر سلاحي(حسبي الله ونعم الوكيل.