«اقتصاد الألم وصناعة الدهشة: قراءة بنيوية وتأويلية في مجموعة تاجر الحكايات لحسن عبد الموجود»
بقلم حسن غريب أحمد
ناقد روائي شاعر
السيرة الذاتية للكاتب ضمن مقدمة الدراسة:
حسن عبد الموجود كاتب وصحفي وشاعر مصري معاصر، يُعد من أبرز الأصوات في السرد القصصي الحديث في مصر. وُلد ونشأ في بيئة ثقافية متنوعة أثرت على رؤيته للأدب واللغة والهوامش الاجتماعية، ما انعكس في أعماله الأدبية والصحفية على حد سواء.
بدأ مسيرته الصحفية منذ بداية التسعينيات، من خلال الكتابة في جريدة أخبار الأدب، حيث جمع بين التحليل النقدي والدراسات الثقافية، مما مكنه من بناء أسلوب نقدي وفني متفرد. إلى جانب عمله الصحفي، مارس الشعر والسرد القصصي، وقدّم للقارئ أعمالًا تتميز بالاقتصاد اللغوي، واللقطات السردية الدقيقة، والشخصيات الهامشية التي تتحرك في صميم الأحداث الاجتماعية والنفسية.
من أبرز أعماله الأدبية:
تاجر الحكايات (مجموعة قصصية)، والتي تُعد محور هذه الدراسة.
أيام العزلة (رواية قصيرة)
ديوان شعري أقنعة الليل
تتسم كتاباته بتحويل الأحداث اليومية البسيطة إلى تجارب سردية مكثفة، مع توظيف الانزياح الدلالي، والزمن النفسي، والغرائبية الواقعية، واستخدام الشخصيات الثانوية والهامشية كمحرك أساسي للأحداث. كما يدمج بين الفصحى والعامية لإنتاج أصوات متعددة تعكس تعدد الطبقات الاجتماعية والنفسية في نصوصه.
(الحاشية: السيرة الذاتية مستمدة من مقابلات صحفية ومقالات نقدية منشورة في مجلة أخبار الأدب ومراجع أدبية مختلفة.)
الملخص (Abstract)
تقدم هذه الدراسة قراءة نقدية لمجموعة “تاجر الحكايات” للكاتب حسن عبد الموجود، معتمدة على منهجيات بنيوية وسيميائية ونفسية وجندرية. تهدف الدراسة إلى رسم خريطة دلالية للغة والسرد والشخصيات والثيمات في المجموعة، وتحديد آليات تحويل الحدث اليومي البسيط إلى تجربة سردية مكثفة.
تتضمن الدراسة تحليلًا نصيًا تفصيليًا لكل قصة أساسية، وقراءة نموذجية مفصلة لسرد إحدى القصص، مع استنتاجات وحواشي ومراجع أكاديمية.
توطئة:
تعتبر مجموعة تاجر الحكايات نقطة محورية في مشروع حسن عبد الموجود، حيث تتجلى فيها سماته السردية الأساسية:
الاقتصاد اللغوي والصور الجزئية
الزمن النفسي وتوظيف الانقطاع والاسترجاع
الشخصيات الهامشية المحولة إلى مركز سردي
استخدام الحدث اليومي الصغير كآلية للتأثير النفسي والدلالي
تستند الدراسة إلى منهجية القراءة الدقيقة (Close Reading) وتحليل النصوص القصصية من منظور بنيوي، نفسي، سيميائي، وجندري، لتقديم قراءة موسعة وجادة للمجموعة.
الفصل الأول:
الإطار النظري وموقع المجموعة
1. البنية البنيوية: تحليل اللغة، الجملة القصيرة، الصورة الجزئية، القفزات الزمنية.
2. الزمن النفسي مقابل الزمن الخارجي: استلهام من Paul Ricœur حول العلاقة بين الزمن والسرد.
3. الهامش كمركز سردي: الشخصيات الثانوية ليست ضعيفة بل عناصر دلالية محركة.
4. قراءة جندرية واجتماعية: العلاقة بين الجندر، السلطة، العنف اليومي، والذاكرة.
الفصل الثاني:
قراءة موسعة للمجموعة
2.1 اللغة والأسلوب
جمل قصيرة، موجزة، مشحونة بالمعنى.
المزج بين الفصحى والعامية.
الصور الجزئية تحلّ محل البناء المنهجي التقليدي للمشهد.
2.2 الزمن والسرد
التضاد بين الزمن الخارجي والزمن النفسي.
القفزات الزمنية والاسترجاعات المتكررة.
النهاية المفتوحة والانزياح الدلالي.
2.3 الشخصيات والهامش
الشخصية الهامشية كمركز سردي.
البطل المضاد: ليس بطلاً بمعنى التقليدي بل محور للتوتر النفسي الداخلي.
الشخصيات الثانوية أحيانًا أكثر تأثيرًا في دفع الحدث النفسي.
2.4 المكان والمدينة:
المكان ككائن حي مؤثر في السرد.
العلاقة الجسدية بين الشخصية والمكان تُعيد تشكيل الحدث النفسي.
الفصل الثالث:
دراسات نصية مفصلة لكل قصة.
القصة الأولى:
“الحدث الصغير”
الافتتاحية الحسية: لقطة يومية بسيطة لكنها مشحونة بالمعنى.
الحدث الأساسي: كلمة أو حركة صغيرة.
الانزياح الداخلي: ذكريات الماضي، الانفعال، الجرح النفسي.
النهاية المفتوحة: سؤال بلا إجابة نهائية.
القصة الثانية:
“البيت والظل”
التركيز على المكان بوصفه شخصية.
العلاقة بين المكان والذاكرة الداخلية للبطلة.
الانزياح الدلالي بين الضوء والظل.
القصة الثالثة:
“الطفولة المفقودة”
الانغماس في الذاكرة كعامل سردي أساسي.
الشخصيات الثانوية كأجهزة لتفجير التوتر النفسي.
القصة الرابعة:
“الحكاية كبصمة”
الحكاية بوصفها سلعة ومعرفة.
العلاقة بين الراوي والقارئ: مشاركة القارئ في خلق الدلالة.
السخرية السوداء كأداة كشف للعجز الاجتماعي.
القصة الخامسة:
“الغرباء في الحي”
الغرائبي الواقعي: صوت، ظل، حركة صغيرة تحوّل الواقع.
الشخصيات الهامشية تتحول إلى مركز سردي.
الفصل الرابع:
الثيمات العامة
1. هشاشة الإنسان
2. الذاكرة كجرح مستمر
3. العنف اليومي
4. السخرية السوداء
5. الغرائبي الواقعي
هذه الثيمات متشابكة وتخلق تجربة قراءة متعددة المستويات: نفسي، اجتماعي، وجمالي.
الفصل الخامس:
قراءة نموذجية مفصلة لقصة مختارة
5.1 مقدمة
اختيار قصة نموذجية تمثل أسلوب المجموعة في تحويل حدث صغير إلى تجربة نفسية ودلالية مكثفة.
5.2 الملخص
حدث بسيط (صوت غريب، حركة صغيرة) يحرك ذاكرة قديمة وانفعالًا داخليًا.
5.3 التحليل البنيوي
الافتتاحية الحسية: «تلمس المرأة طحين اليدين على حافة الحوض، ويدها ترتجف فجأة عند سماع صوت الباب يصدح بعزف خافت.»
التضخيم النفسي:
استدعاء الذكريات، الانفعال الداخلي.
الانزياح الدلالي:
العلاقة بين الماضي والحاضر، بين المنزل والذاكرة، بين الحركة والصوت.
النهاية المفتوحة:
حالة شعورية بدون حل درامي.
5.4 تحليل الشخصيات
البطل الهامشي:
محور للحدث النفسي.
الشخصيات الثانوية والبيئة: عناصر تحريك دلالية.
5.5 الثيمات
هشاشة الإنسان، الذاكرة، السخرية السوداء، الغرائبي الواقعي.
5.6 الوظيفة الجمالية
اقتصاد الألم، صناعة الدهشة، تأكيد الهوية السردية للمجموعة.
الفصل السادس:
الاستنتاجات
1. تحويل الأحداث اليومية الصغيرة إلى صدمة معرفية.
2. الانزياح الدلالي والنهاية المفتوحة يخلق ديناميكية بين النص والقارئ.
3. الشخصيات الثانوية والهامش كمركز دلالي.
4. التكرار البنيوي والثيماتية يخلق وحدة صوتية قوية للمجموعة.
5. تاجر الحكايات نموذج متقدم في القصة القصيرة المصرية المعاصرة.
