مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

ادم خضر يكتب ” ما بيني وبين الطبيعة “

34

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

أحب الجمال في كل شيئ ، في جمال البحار ورائحة الأشجار في ريف مصر ، أحب جمال طائر الكناري ، أحب جمال السحاب الأبيض وجمال النساء ذوات العيون الخضراء
الراحة النفسية التي تجتاز قلبي عندما أرى هذا الجمال كله ونسمة الهواء التي تجعلني أتوقف عن الإستمرار في العصبية والجدال بلا فائدة ، لم أصغى في حياتي إلى ما يسمى بالعلاج النفسي الذي يترتب على حالات الإكتئاب الزائدة ولم أعي جيدا بتفاصيله ، دائما كنت أترك نفسي للطبيعة التي كانت تعالج ما يدور بداخلي من همٍ وغم ، الأحزان التي تراكمت بعد فراق الأحباب وأعباء الحياة التي تزحف إلي إن نساها عقلي ، ما بيني وبين الطبيعة يشبه ما بين المعلم والتلميذ ، أحيانا تغضب مني وأحيانا ترأف بحالي ، إن غضبت مني فسيتبدل السحاب الأبيض بالغيوم السوداء وطائر الكناري بالغراب الأورق والمرأة ذات العيون الخضراء بمرأة فظة ملامحها غليظة .
دخلت إلى الدنيا وهي مكتظة بأنواع من الخلق لا حصر لهم وبداخل كل واحدٍ منهم قريحة مختلفة عن الآخر ، أسباب الهموم معدودة فمن الناس من يبين ما بداخله ومنهم من يكتفي بالصمت ، الصمت الذي اعتاد علينا واعتادنا عليه فأصبح لنا رفيقا وخليلا ومؤنسا وأنيسا ، ولو أن البشر تصدقوا علينا بابتسامة حقيقيه لا تمتلئ بالتزييف وكلمة طيبة لا يحويها نفاق لكنا في خيرٍ تام لكنني وجدت في الطبيعة مالم أجده في البشر ، أعطتني الإحسان بغير نفاق ولا رياء ، العطاء الغير مصحوب بتجارة النفوس ، شكيت إلى شواطئها ما يحمله قلبي من بؤسٍ وشقاء فأمدتني بجمال بحارها ، وأطربتني بصوت بلابلها وكأنها تقول لي أنا أقرب إليك من هؤلاء البشر ، الحياة جميلة لكل جميل ومعقدة لكل معقد المعقد الذي يفضل اللون الأسود ويحزن إذا رأى اللون الأبيض ، يطربه نقيق الضفادع ويحزن لخرير الماء ويفضل صوت النواعير على الهدوء والسكينة وينصت لصوت القطار ويأبى لصوت العود ، ذلك الشخص الذي أدخل المرض إلى قلبه فزادته الطبيعة مرضا فسلاما لمن أدخل الجمال قلبه فزادته الطبيعة جمالا .

التعليقات مغلقة.