بقلم الكاتب – اسعد عبدالله عبدعلي
نشرت صحيفة معاريف العبرية المعبرة عن وجهات نظر الكيان الصهيوني دراسة خطيرة, تعبر فيها عن واحدة من اهدافها المستقبلية للمنطقة, والحراك الاخير العلني بين العرب والكيان الصهيوني, يدلل على امور يجري طبخها خلف الابواب المغلقة, وتحمل معها خطر شديد على مستقبل الامة, والكلام يدور حول تشكيل تحالف عسكري صهيوني – عربي تحت عنوان جيش شرق اوسطي او لنقل ناتو عربي – صهيوني! فالحراك الان اصبح علنيا, وهنالك قنوات اعلامية بدات تروج للفكرة بغرض جس نبض الشارع العربي الغارق في الفوضى ومستنقع العولمة, الذي فعل فعلته بقيم المجتمع وجعل منه يقبل باي شيء من دون أي ثوابت يدافع عنها.
وهنا سنتكلم عن مجموعة اشارات جاءت في المقال, مع نقاط نجدها مهمة في التنبيه, فيبدو ان القادم سيكون اكثر خطرا من مرحل داعش.
• التقارب الصهيوني العربي
يشير بداية المقال الى تطور ملحوظ في العلاقة بين الكيان الصهيوني والعرب! لتكوين تحالف كبير بين العرب والصهاينة, ويعمل هذا التحالف على فتح سوق السلاح, كي يستورد العرب ما يحتاجوه من سلاح وتكنلوجيا التجسس من الكيان الصهيوني, فالعلاقات اصبحت علنية تحت رعاية المنتديات العالمية, او على هامش المحافل الدولية, علاقات فعالة تتخطى الزيارات البروتوكولية وتصل الى حد تكوين تحالفات وتبادل المعلومات وفتح الاسواق, والتوحيد الاهداف.
السؤال الخطير هنا هو: هل سيكون هنالك امر واقع امام العراق بان يحدد موقفه, فأما ان يكون صديقا للصهاينة, او يعتبر عدوا لتحالف عربي صهيوني؟
• العلاقات العسكرية السرية السعودية – الصهيونية
يتطرق المقال لذكر معلومة مهمة وهي :”في الاسبوع الماضي التقى رئيس اركان الجيش “الاسرائيلي” غادي ايزنكوت مع نظيره السعودي الجنرال فياض الرويلي على هامش اجتماع لعشرات رؤساء الاركان من جميع انحاء العالم, وفي الشهر الماضي شارك رئيس الموساد يوسي كوهين في مؤتمر دولي في نيويورك حضره وزير الخارجية السعودي عادل الجبير وكبار الدبلوماسيين من الامارات العربية المتحدة والبحرين واليمن”, فتحت مظلة المؤتمرات الدولية تجري التقاربات الصهيونية السعودية, ويحصل الارتباط والتخطيط لمستقبل المنطقة من منطلقة رؤية موحدة تجمع الصهاينة بالسعوديين.
ان ظهور داعش لم يكن بعيد عن التعاون الصهيوني – السعودي, بل كانا اهم طرف لتغذية هذا الكيان الشاذ, ولولا دورهما الفعال لم كان هنالك شيء اسمه داعش, واليوم هنالك حراك كبير وعلى اعلى المستويات بين الصهاينة وال سعود بغية النجاح بعد فشل حركة داعش امام فتوى السيد السيستاني, الفشل الذي اصابهم بالذهول, حيث كان كل شيء مخطط له وتحقق فعلا وكاد العراق تبتلعه الغيمة التكفيرية لولا عناية الله وفتوى السيد السيستاني التي حركت شباب الشيعة للوقوف بوجه الهجمة الصهيونية بعباء التكفيريين, وكذلك اعادة الروح للجيش العراقي واوجدت له قضية توحده.
• الاردن: السكينة الصهيونية بخاصرة الامة
ويستمر المقال بطرح اشارات لطبيعة التمدد الصهيوني داخل الجسد العربي, فيقول صاحب المقال:” وتواصل “اسرائيل” مشاركتها في فرقة عمل دولية خاصة تعمل في الاردن, ويتشارك اعضاؤها معلومات استخبارية وتعاون في المجال العسكري, وتتألف فرقة العمل الدولية من ممثلين عن القوات الخاصة وموظفي المخابرات من 21 دولة, من “اسرائيل” وبما في ذلك الاردن والولايات المتحدة واللمانيا وبريطانيا وفرنسا وايطاليا والسعودية والامارات ومصر … الخ.
فالعلاقات الاردنية بالصهاينة كانت منذ عقود مهمة لاستمرار الطرفين, فالمصالح جمعت بينهما في علاقات سرية, والسرية سببها طبيعة الانظمة الحاكمة والفكرة التي كانت سائدة بين الامة العربية, باعتبار الصهاينة عدو ازلي للامة ولا يجوز الجلوس معه, بل يجب رميه في البحر, لذلك التزم الاردنيين وكل العرب المهادنين للصهيونية بالسرية خوفا من الجماهير.
لكن منذ التسعينات اصبحت العلاقات علنية من دون أي حياء, واليوم تحول العرب الاردنيين لمجرد مطية لمخططات الصهاينة, التساؤلات المهمة هنا هي: هل من العقل الدخول مع الاردنيين بعلاقات استراتيجية؟ وهل من المنطق مشاركة الاردنيين المعلومات والتعاون الاستخباري والعسكري!؟
• خطط للناتو الشرق الاوسطي
الغريب ان تعلن الصهاينة انها تعمل مع العرب لأنشاء تحالف ضد داعش, والغرابة تأتي من نقطتين اساسيتين:
الاولى: تتحدث الكيان الصهيوني عن سعي لأنشاء تحالف ضد داعش بعد افول داعش وانتهاء ايامها وموت دولتها جغرافيا!
الثانية: تتحدث عن داعش محاولة ان تنفي حقيقية ان داعش وليدها, وهي التي خططت له ودعمته!
فيبدو ان النية تتجه لجعل داعش قميص عثمان, والذي على اساسه سيتشكل جيش شرق اوسطي, لعنوان معلن وهو محاربة داعش والتطرف! مع انه اعضاء هذا التحالف هم بالأصل حواضن داعش والتطرف, ثم يدفع الجيش الجديد ليحارب ايران وشيعة العراق ودولة سوريا وجنوب لبنان, في حرب طائفية كبرى, هدفها نشر الخراب, واعادة التقسيم الجغرافي, واضعاف دول المنطقة بالحرب الجديدة, أي ان الصهاينة سيدخلون علنا الحرب الطائفية, والتي يراد لها ان تكون محرقة نارها اكبر من السابق!
• الختام
يجب على القيادة العراقية ان تكون حكيمة في افعالها, وان تفهم ما يجري في المنطقة, وان تدرك ان تحصين الساحة العراقية, والسعي الجاد لبناء مؤسسات قوية, والجهد الصادق لتفعيل القانون, كلها اولويات يجب ان تأخذ حيز من تفكير القيادة العراقية قبل ان تغرق في الطوفان القادم.
وهنا اشدد على اهمية تجفيف روافد الانهار الصهيونية في الداخل, مع اولوية رفع كفاءة الاجهزة الاستخبارية والمخابراتية والمعلوماتية وتحصينها من الاختراق.