مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

احتياجات الطفولة

 

بقلم: المتولي إبراهيم إبراهيم

ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في مجال الطفولة

إن فترة الطفولة لها أهمية في حياة الإنسان وبناء شخصيته فقد أثبتت الدراسات والأبحاث النفسية والاجتماعية أهمية مرحلة الطفولة في عمر الإنسان وأصبح الاهتمام برعاية الطفولة مقياساَ لتقدم الأمم والشعوب وتتناسب طردياَ مع حضارتها كما إنه لا أمل في مستقبل أفضل إذا كان أطفال اليوم يعيشون الحاجة والحرمان .

والطفولة تُمثل مرحلة أساسية وهامة في حياة الطفل ففيها تتحدد المعالم الرئيسية لشخصيته وفيها يكتسب قيمة واتجاهاته الاساسية وفيها يتعلم عاداته وأنماطه وسلوكه، ويجب أن يعيش الطفل مراحل نموه وفقاَ لخصائص هذه المراحل.

وللطفل حقوق تنشأ معه منذ تخلقه جنيناَ في بطن أمه أي قبل أن تربطه أيه علاقة واقعية بأحداث الحياة ووقائعها. وحقوق الطفل لا يقابلها واجبات أو أي التزام من جانبه وليس أهلاَ للنزول عنها ولا يجوز أن ينسب اليه أي تفريط في حق من حقوقه

احتياجات الطفولة :يمكن تصنيفها إلى أربعة أنواع رئيسية وهي حاجات جسمية حاجات عقلية وحاجات وجدانية وحاجات اجتماعية. وكل هذه الحاجات لازمة لحياة الطفل وهي متماسكة مترابطة ومتكاملة لاغنى للطفل عن بعضها اكتفاء بالاخرى ويعتبر الطفل أمانة كبيرة يجب شرعاَ أن نرعاها حق رعايتها.

ونعرض الحاجات على النحو التالي:

1) حاجة الطفل للحياة في أسرة : حيث هي المكان الطبيعي الذي ينشأ فيه الطفل وينمو وينضج في جو من الأمن والطمأنينة.

2) حاجة الطفل للغذاء : وهي من أهم حاجات الطفل الجسمية وهي لازمة لنموه وبناء أنسجته وخلاياه وتكوين بنيته ويؤدي بالتالي للاشباع العاطفي المتزن الذي يبعده عن أسباب الإضطراب والقلق.

3) حاجة الطفل للنوم والراحة : وتتدرج تبعاَ لمراحل العمر والنمو وإشباعها يحقق له راحة نفسية واتزاناَ عقلياَ وعاطفياَ.

4) الحاجة الى الملبس الملائم والمناسب لحسن المظهر والنظافة .

5) الحاجة الى الرعاية الصحية والوقاية من الأمراض والأخطار.

قد يهمك ايضاً:

انور ابو الخير يكتب : الوطنية للفقراء

6) الحاجة الى التقدير الاجتماعي : حين يقوم بعمل يود أن يشعر بأن ما يقوم به له وزن وقيمة عند الآخرين مما يشعره بقيمة ذاته وتزداد ثقته بنفسه وبعمله ويشعر بتقدير الآخرين له مما يوفر له الأمن النفسي والانتماء والحب وإحباط هذه الحاجة يشعره بالعزلة والإغتراب واحتقار الذات ويحرم من الحب فيكره ذاته ويحقد على مجتمعه.

7) الحاجة الى الانتماء : إن شعور الطفل بأنه مهمل أو منبوذ أو غير مرغوب فيه من أقسى ما يشعر به الطفل وهى حاجة ملحة تتوقف عليها صحته النفسية كما أن الانتماء يتيح للإنسان الاحتفاظ بحريته وتكامله واتحاده مع الأشخاص الآخرين.

8) الحاجة الى الحرية والاستقلال : وإشباعها ضروري لسلامة نموه صحياَ وعاطفياَ حتي لا تنمو لديه روح المشاكسة والعناد ويميل الطفل الى القيام ببعض الاعمال دون معاونة أحد ويختار ملابسه وكتبه وألعابه بنفسه وفي هذا تعويده الإعتماد على نفسه وتحمل المسئولية.

9) الحاجة الى حرية التعبير عن النفس : وفيها يمكن فهم الطفل بعيداَ عن اساليب المنع والقمع والتخويف حتى لاينطوي خوفاَ من الإيذاء والأضرار.

10) الحاجة الى تأكيد الذات: بدافع من الطفل الى التقدير والمكانة والاعتراف والاستقلال والاعتماد على النفس والرغبة في التزعم والقيادة وإذا لم تشبع تدفع الطفل الى المقاومة والعناد ومخالفة القيم.

11) الحاجة الى اللعب: وهى وسيلة لتصريف الطاقة الزائدة عن الجسم واكتشاف الجديد في حياته وتكسبه الثقة بنفسه وتشعره بكيانه وتنمي فيه روح القيادة وتكسبه القدرة على العمل مع الآخرين ويتعلم منها طريقة الأخذ والعطاء.

12) الحاجة الى التملك : لذا يجب تخصيص بعض الأدوات والأثاث والملابس التي تكون ملك للطفل نفسه وكذا الأسًرة والكتب والمتعلقات الشخصية الأخرى.

13) الحاجة الى التوجيه والرعاية : بسبب عدم خبرته بالحياة الاجتماعية ويكون التوجيه قائم على الإخلاص حتى يتم التقبل المتبادل بينه وبين الآخرين.

14) الحاجة الى الأمن : وهو تحرر الفرد من الخوف مهما كان مصدره وبأن البيئة الاجتماعية بيئة صديقة وأنهم يحترمونه ويقبلونه داخل الجماعة والناحية الدينية لها دور كبير في إشباع الحاجة الى الأمن ويحبطها الإكثار من تهديد الطفل ونقده وعقابه أو إهماله أو نبذه أو التذبذب في معاملته والشجار بين الوالدين أو قلقهم الزائد عليه والإسراف في تحذيره من الحياة والتربية الدينية أو الجنسية غير الرشيدة.

15) الحاجة الى الحب والمحبة: أي يحب الطفل الآخرين ويحبه الآخرين حتى لا يشعربالجوع العاطفي حيث يؤثرالحرمان من المحبة والحنان على نموالطفل من جميع النواحي.

16) الحاجة للتربية الدينية والمفاهيم الروحية.

17) الحاجة الى المعرفة والفهم: وذلك عن طريق مساندة الآباء والمدرسين له وتشجيعه ويجب عدم كبح هذا الدافع حتى يساعده على البحث العلمى والابتكار.

18)الحاجة الى التسامي والتفوق: واشباعها يؤدي الى السعادة وحتى لا يصبح مدمراَ.

وقد وضع العالم ” ماسلو” ترتيباَ هرمياَ للحاجات التي يبنى إشباع بعضها على إشباع ما يسبقها من حاجات وفي هذا البناء الهرمي يتضح أن الحاجات الفسيولوجية للفرد تعتبر الأساس الذي يبنى عليها إشباع الحاجات وهى الحاجات الضرورية من مأكل وملبس ونوم وهى حاجات ضرورية للحياة وبعدها الحاجات التي تسعد الفرد وتجعله يستمتع بالحياة وهى الحاجة إلى الأمن ثم الحاجة إلى الحب والإنتماء والحاجة إلى التقدير والإحترام والحاجة إلى تحقيق الذات والحاجة إلى المعرفة والفهم والحاجة إلى الجماليات