كتب – اسماعيل الخولى
أعلنت السلطات الصحية التابعة للمعارضة السورية في منطقة الغوطة الشرقية أن العديد من الأشخاص عانوا أعراضا، تشبه أعراض استنشاق غاز الكلور السام، خلال القصف الجوي المستمر من جانب القوات الحكومية.
وقال فرع وزارة الصحة التابعة للمعارضة، في بيان، إن الضحايا وسائقي سيارات الإسعاف وآخرين استنشقوا غاز الكلور، بعد وقوع “انفجار هائل” في منطقة الشيفونية قرب دمشق، مضيفة أن طفلا واحدا مات اختناقا.
وقال أحد سكان الغوطة الشرقية لبي بي سي إن طفلا مات مختنقا.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، لوكالة رويترز للأنباء أن طفلا مات اختناقا في الغوطة الشرقية، لكنه أضاف أنه ليس بإمكانه التأكيد على أن غازا ساما تم استخدامه.
وأضاف البيان أن 18 شخصا على الأقل عولجوا بجلسات الأوكسجين.
ولم يتسن الوصول إلى الجيش السوري الحكومي للتعليق، لكن الحكومة السورية نفت مرارا استخدامها أسلحة كيماوية.
واحتدمت المعارك البرية في محيط الغوطة الشرقية الأحد، على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن الدولي، يدعو إلى هدنة إنسانية في سوريا لمدة 30 يوما.
واتهمت وزارة الدفاع الروسية المعارضة السورية الأحد بالإعداد لاستخدام أدوات سامة في الغوطة الشرقية.
وجرى تداول فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر جثة طفل ملفوفة في كفن أزرق اللون بعد الانفجار، ورجالا عراة الصدر وصبية يعانون صعوبة في التنفس، وبعضهم يمسك بأجهزة لاستنشاق الأوكسجين فوق أفواههم وأنوفهم.
وتعد الغوطة الشرقية آخر معاقل المعارضة المسلحة قرب العاصمة السورية دمشق، حيث تنتشر فصائل معارضة مختلفة بينها فصائل إسلامية، أكبرها جيش الإسلام وفيلق الرحمن المنافس له، والذي كان يقاتل في السابق إلى جانب هيئة تحرير الشام.
وتبنى مجلس الأمن الدولي السبت بالإجماع قرارا، يدعو إلى وقف إطلاق النار فورا لمدة 30 يوما، من أجل “إفساح المجال أمام إيصال المساعدات الإنسانية بشكل منتظم، وإجلاء طبي للمرضى والمصابين بجروح بالغة”.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القصف الجوي على الغوطة الشرقية كان أقل كثافة الأحد، مقارنة بالأيام السابقة، لكن 14 شخصا قتلوا جراءه.
وخلال الأسابيع الأخيرة، اتهمت الولايات المتحدة الحكومة السورية بالاستخدام المتكرر لغاز الكلور السام كسلاح.
وكانت مناطق الغوطة الشرقية قد تعرضت لهجوم كيميائي خطير، عام 2013.
وفي العام الماضي، خلصت لجنة مشتركة من الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، إلى أن الحكومة السورية مسؤولة عن هجوم، وقع في الرابع من أبريل/ نيسان عام 2017، باستخدام غاز الأعصاب (السارين) ضد المعارضة، في بلدة خان شيخون، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.
كما وجدت اللجنة في تحقيق سابق أن الحكومة السورية نفذت ثلاث هجمات باستخدام غاز الكلور، عامي 2014 و2015، كما أن تنظيم الدولة استخدم غاز الخردل.