مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

اتحاد الكرة ينعي سمير الغزناوي نجم المصري الأسبق

أحمد مصطفى:

ينعي الاتحاد المصري لكرة القدم برئاسة المهندس هاني أبو ريدة وأعضاء مجلس الإدارة والمدير التنفيذي والعاملون بالاتحاد، الكابتن سمير الغزناوي نجم النادي المصري وقائده الأسبق، الذى وافته المنية اليوم الجمعة، سائلين المولي عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته ويلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.

سمير الغزناوي …… الجوكر

وُلِد محمد سمير الغزناوي في الثالث عشر من يونيو عام 1945 ، بدأ مداعبة كرة القدم بشوارع بورسعيد ، قبل أن يلتحق بأشبال النادي المصري في النصف الثاني من الخمسينيات ، حيث نال منذ صغره اعجاب المدرب الانجليزي ماكبرايد مدرب الفريق الأول بالمصري والذي كان يتابع في أحيان كثيرة تدريبات فرق الناشئين والأشبال ، وفي عام 1959 تم اسناد تدريب فرق الناشئين إلى الراحل العظيم عادل الجزار لاعب المصري آنذاك والذي كان يَدُرس في معهد التربية الرياضية بالهرم ، فأسند له عبد الرحمن باشا لطفي ومحمد موسى أفندي تدريب فرق الناشئين التي كانت تضم أنذاك نجمنا سمير الغزناوي.

بزغ نجم سمير الغزناوي وسط أقرانه الذين صاروا بعد ذلك الركيزة الأساسية لفريق المصري طوال الستينيات وهم تيسير عباس ومحمود عبادي ومحسن عرجان وأحمد مرزوق ومدحت فقوسة ومحمد عبد الحليم وعبد الله عبد اللطيف ومحمد الفقي ونظمي زين العابدين وعفيفي حسن والسحراوي وعاطف الحمامي ومصطفى الحمامي وعبود الخضري وكان غالبية لاعبي المصري من طلاب مدرسة بورسعيد الثانوية الذين نجحوا خلال تلك الفترة في حصد لقب بطولة الجمهورية للمدارس الثانوية التي أقيمت بالقاهرة.

ولقوة فريق الشباب بالمصري الذي كان يضم تلك النخبة من النجوم خلال مطلع الستينيات ، فقد كان هذا الفريق محط الأنظار دائمًا ، وكان يتم ترشيحه في كثير من الأحيان لملاقاة الفرق التي تزور مصر خلال تلك الفترة ومن بينها منتخب شباب الكويت الذي زار بورسعيد خصيصًا لملاقاة فريق شباب المصري الذي نجح في الفوز بخماسية نظيفة كان نصيب سمير الغزناوي الذي كان يشغل مركز الجناح الأيسر هدفين .

وفي مطلع موسم 1965/1964 ، قام اليوغسلافي كوكيزا المدير الفني للمصري آنذاك بتصعيد سمير الغزناوي للتدريب مع الفريق الأول ، وكانت أولى مبارياته مع الفريق الأول مباراة الاسماعيلي بالإسماعيلية في ختام الدوري ، ولكنه شارك خلالها في مركز قلب الدفاع للحد من خطورة نجم الاسماعيلي الراحل رضا.

ومع مطلع الموسم التالي عاد سمير الغزناوي إلى مركز المفضل كجناح أيسر ، فصال وجال خلال هذا المركز وكانت لتمريراته الحاسمة دورًا كبيرًا في فوز المصري بالعديد من المباريات التي صنع خلال العديد من الأهداف لرأسي حربة المصري محمد شاهين وعبد الله عبد اللطيف ، وخلال هذا الموسم كان غالبية تشكيل المصري من لاعبيه الناشئين أمثال سمير الغزناوي والسيد علي “الصغير” ، محسن عرجان ، تيسير عباس ، الراحل عفيفي حسن ، محمود عبادي ، مدحت فقوسة ، عبد الله عبد اللطيف ، وصاحب الستة عشر عامًا الذي بزغ بشدة خلال هذا الموسم الناشئ محسن صالح.

وكان لتألق سمير الغزناوي ومعه محسن صالح خلال ذاك الموسم دورًا كبيرًا في ضمهما إلى صفوف المنتخب القومي “ب” الذي كان يدربه آنذاك الراحل الكابتن محمد الجندي ، تحت إشراف الراحل حسين مدكور ، وكان المنتخب يضم نخبة من نجوم مصر الصاعدين خلال تلك الفترة ومن بينهم حسن حمدي وهاني مصطفى من الأهلي ، محمد توفيق من الزمالك ، محمد السياجي من غزل المحلة ، ابراهيم الخليل من الترسانة.

وخاض المنتخب القومي “ب” مباراة ودية أمام المنتخب الأول الذي كان يقود خط هجومه نجمي الترسانة حسن الشاذلي ومصطفى رياض ، فطلب حسين مدكور من الغزناوي اللعب في مركز قلب الدفاع لرقابة أحدهما ، فتألق الغزناوي خلال تلك المباراة التي شهدت فوز المنتخب “ب” على المنتخب الأول بهدفين لهدف.

وواصل الغزناوي تألقه مع المصري بالموسم التالي (1967/1966) في كافة المراكز التي لعب خلالها ، فتم اختياره في العديد من الاستفتاءات كأفضل نجوم المصري خلال ذاك الموسم الذي فقد فيه المصري نجمه الراحل عفيفي حسن في حادث سيارة عقب مباراة المصري والزمالك التي أقيمت في الخامس والعشرين من نوفمبر 1966 والتي انتهت بالتعادل السلبي بدون أهداف وهي المباراة التي كان غالبية قوام فريق المصري فيها من الناشئين.

قد يهمك ايضاً:

هيئة الطيران المدني الأردنية تعلن إعادة فتح المجال الجوي

3قتلى وعشرات المصابين جراء هجمات إيران على إسرائيل

وجاء توقف النشاط الرياضي عقب عدوان 1967 ليقضي على جيل كامل من لاعبي المصري الذين كان غالبيتهم خلال تلك الفترة دون الـ 22 عامًا ، فتفرغ الغزناوي لدراسته بكلية التربية الرياضية بأبي قير بالاسكندرية التي تخرج فيها عام 1970 ، وجاءت فترة التهجير لينتقل الغزناوي مع أسرته إلى المنيا حيث استقر هناك.

وفي صيف عام 1970 ، ظهرت بوادر لعودة النشاط الكروي ، فطلب النادي الأهلي من الراحل محمد لهيطة مدير الكرة بالنادي المصري الاستعانة بجهود سمير الغزناوي في عدد من المباريات التي كان يُخصص دخلها للمجهود الحربي ، فوافق الغزناوي بشرط أن يكون الاستغناء الصادر عن النادي المصري مشروطًا بعودته مرة أخرى للقلعة الخضراء فور استئناف النشاط الكروي ، وهو الأمر الذي وافق عليه مسئولي النادي الأهلي ، إلا أن وفاة الرئيس جمال عبد الناصر خلال تلك الفترة حالت دون اتمام انتقاله المؤقت للأهلي.

وفور أن علِم الغزناوي باستعداد فريق المصري لعودة النشاط الكروي مطلع موسم 1972/1971 ، قام الغزناوي بقيادة تدريبات مجموعة من زملائه بالقاهرة وهم سامي أبو عميرة ،ميمي الزغبي ، شيرين أبو النور ، مسعد نور سواء بالنادي الأهلي أو مركز شباب الجزيرة ، وكان الجميع ينتقلون من مقار اقامتهم بشتى محافظات مصر إلى مدينة رأس البر حيث كان المقر المؤقت للنادي المصري آنذاك قبل المباريات الرسمية بيومين لأداء المران الأساسي والتقسيمة النهائية.

وكان لكفاح الغزناوي ورفاقه خلال فترة التهجير الدور الأبرز في الحفاظ على اسم المصري وسط الكبار رغم الصعوبات والمشاق التي واجهت الجميع داخل النادي المصري خلال تلك الفترة التي تُعد الأصعب على المصري على مدار تاريخه.

وعقب نصر أكتوبر المجيد وعودة المهُجرين إلى مدنهم ، كانت مباراة غزل المحلة في السابع والعشرين من سبتمبر عام 1974 هي باكورة مباريات المصري والتي كان الغزناوي خلالها هو قائد الفريق ، فبعد انتهاء الشوط الأول بالتعادل السلبي بدون أهداف ، اجتمع الغزناوي مع زملائه بغرفة الملابس مطالبًا اياهم باسعاد الجماهير ، لينزل اللاعبون وكلهم حماس وهو ما أسفر عن الهدف الأول للمصري عن طريق شيرين أبو النور ، قبل أن ترد المحلة بهدفين متتاليين إلا أن حماس جماهير المصري أعطى للاعبيه دفعة معنوية هائلة أسفرت عن احراز المصري لهدفين متتاليين عن طريق سمير التفاهني لتتفجر فرحة جماهير المصري العظيمة.

وبعد الاطمئنان على موقف المصري بالدوري الممتاز ، يقرر الغزناوي قبول عرض الاحتراف المقدم له من نادي الوكرة القطري للاحتراف بصفوفه ، حيث قدم الغزناوي موسمًا من أفضل مواسمه ، وهو الأمر الذي دعى مسئولي الوكرة إلى تقديم عرض للغزناوي من أجل الحصول على الجنسية القطرية وتدريب الفريق عقب اعتزاله وذلك بترشيح من الدكتور حسن أبو عبده مدرب فريق الوكرة آنذاك ، إلا أن الغزناوي رفض هذا الأمر مقررًا الاكتفاء بموسم واحد والعودة إلى بورسعيد.

وعقب العودة إلى بورسعيد ، قرر الراحل العظيم عادل الجزار الاستعانة بالغزناوي للعمل مدربًا مساعدًا بالفريق الأول وذلك خلال موسم 1978/1977 ، ويجئ صيف عام 1978 ويتلقى المصري دعوة للمشاركة في البطولة الودية التي ينظمها النادي البنزرتي التونسي بمناسبة الاحتفال بعيده الخمسيني “اليوبيل الذهبي” ، وهي البطولة التي اعتذر الكابتن عادل الجزار عن قيادة المصري خلالها لأسباب صحية ، ليتولى الغزناوي تدريب المصري خلال تلك البطولة التي نجح المصري في تحقيق لقبها بجدارة ليتم تكريم الفريق وعلى رأسه الغزناوي من الراحل السيد سرحان محافظ بورسعيد.

ومع مطلع موسم 1980/1979 يتولى المجري بوشكاش تدريب المصري ويتم تعيين كل من الكابتن عوض الحارتي وسمير الغزناوي كمساعدين ، إلا أن الغزناوي لم يستمر طويلًا في منصبه هذا بسبب خلافه في وجهات النظر مع بوشكاش ، ليفضل الغزناوي تدريب إحدى فرق الناشئين ، ويقود بالفعل فريق المصري تحت 15 عامًا الذي كان يضم نخبة كبيرة من اللاعبين مثل علي السعيد وعلي الشحات ومحمد السعيد وغيرهم من النجوم الذين استمروا في تمثيل المصري لسنوات طويلة فيما بعد.

عقب ذلك ابتعد الكابتن سمير الغزناوي عن التدريب لسنوات ، قبل أن يتم اختياره لرئاسة منطقة بورسعيد لكرة القدم لسنوات وسنوات وهي الفترة التي شهدت استضافة بورسعيد لإحدى مجموعات بطولة الأمم الأفريقية عام 2006 ، وكذلك دورة الألعاب العربية عام 2007.

تحية تقدير وإعزاز للكابتن سمير الغزناوي أحد أبرز نجوم المصري على مدار تاريخه ، والذي قاد المصري خلال فترة التهجير وهي من الفترات الصعبة التي مر بها المصري على مدار تاريخه ، والذي عمل كذلك مدربًا للفريق الأول وحقق معه بطولة كأس دورة بنزرت ، فاستحق أن تتذكره جماهير المصري العظيمة دومًا لاخلاصه للقلعة الخضراء طوال حياته. 

عرض أقل