بقلم – توفيق الفاطمي:
اِقتربي أكثر لنكتب التّاريخ والحبّ
ليس على الأوراقْ
لا بل سنكتبه كما يفعل العشّاقْ
اِقتربي أكثر لنتعاهد على كلّ شيء
وتعقد القلوب في محراب الحبّ الاِتّفاقْ
أنتِ الوطن الذي كنت أبحث عنه منذ سنينْ
وفي عينيكِ وجدت منابع الحنينْ
وفي طرقاتكِ تناثر الورد والياسمينْ
وعلى جبينكِ وجدت الحياة بحجم الكونْ
بحجم الأفقْ
أعشقكِ بكلّ صدقْ
أ تعلمين ..؟
لدغتني أفعى جروح الزّمانْ
فوجدتُ في حبّكِ التّرياقْ
أ تعلمين ..؟
جفّت في عشقكِ أنهار الجراحْ
وتلوّن ليلي المظلم بألوان الصّباحْ
واِستبدلتُ ثياب الحزن
واِرتديتُ بكِ ثياب الأفراحْ
موصدًا كان باب سعادتي
فكنتِ أنتِ لي المفتاحْ
و على جبينكِ فجرٌ من الأمل لاحْ
وأصبحتِ أنتِ سفينةَ العشق وأنا الملّاحْ
وأبحرتُ في قلبك الجميلْ
لن أعودْ
أقسمتُ بكلّ الوجودْ
لن يكون بيني وبينكِ هجرٌ ولا فراقْ
وإن كنتِ بعيدةً وبيني وبينكِ حدودْ وبحارٌ وأنفاقْ
سقطت في حبّكِ جميع الحدود
والمسافاتْ
وعشقكِ المجنون لقلبي اِستباحْ
وسكنتِ حنايا القلب وكتبتُ فيهِ أجمل الرّواياتْ
ميّتٌ أنا بين الجراحْ
جعلني حبّكِ أنهض من بين جثث الأمواتْ
لن تكفيني في وصفكِ جميع
الأبجديّاتْ
ولن تكفيكِ قصيدةٌ واحدةٌ ولا ألفٌ من الأبياتْ
فأنا لم أعشق اِمراةً مثلك بهذه الصّفاتْ
أنتِ حضارتي ، كم أعشق أنا الحضاراتْ
كم وكم أعشقكِ وأتنفّسكِ أيّها التّرياقْ
لن يكون لغير عينيْكِ الاِشتياقْ
فيكِ أنتِ وحدكِ كان الاِحتراقْ
أقسم بالله سوف أملأ بحروف اِسمكِ كلّ الأوراقْ
أقسم بدجلة والفرات وبعشق العراقْ
أحبّكِ وألف أحبّكِ وبعد الألف ألفٌ كتبتها لك بحبر العيون في الأحداقْ