مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

إنسان ضد النسيان

بقلم – إسراء السيد سالم.. المحامية

“لم أرَ في حياتي شيء مفزع أكثر من فكرة غياب الميّت واختفاؤه لمرّة واحدة وهروبه السريع واستحالة عودته.. إن العقل البشري بخلاياه الكثيرة، وقدرته على الاستيعاب والإنتاج، يقف عاجز أمام هذا الغياب، لولا رحمة الله علينا، لولا ايماننا بأنه قدر الله وعلينا الرضا به، لولا هذه الرحمة وهذا الإيمان، لَجُن عقلنا.”
“فكُل البلايا على الإنسانِ هينةُّ
‏إلا فُراق عزيزٍ ضمهُ الأجلُ”.
ولا تحسَبَنّ الفراق هَيِّناً،فلو كان هيِّنًا
ما سُمّي عامُ فِراق النَّبي(ﷺ)لِخَديجة بعَامِ الحُزْن”

قبل وفاة اخي كنت اتعجب من الذين فقدو ابائهم كيف يضحكون ويواصلون حياتهم الى أن جاء دوري ووضعت بنفس موقفهم واكتشفت الحقيقه….
الحقيقه التي هزت كياني وهي انهم اصبحوا مخدرين من الألم فالضحكة لم تعد من القلب..
وتعابير الوجه كاذبه لتخفى براكين الأحتراق فالقلب لايوجد كلام يوصف وجع الرحيل ،فالفراق يخلق حزن عميق وآلم شديد يشعرنى ما معنى موت الاماكن وموت الاشياء ونحن على قيدها،فلا حزن ينتهى ولا فرح يكتمل فيمر وقت طويل على فقدك لشخصٍ مُتوفي حتى يظن الجميع أنك تجاوزت ذلك، لا أحد يعرف أنك مازلت عالق في ذلك اليوم وتلك الساعة تحديدًا، الساعة التي شعرت حينها أن كل شيءٍ حُلم لا يُصدّق او مزحه ثقيله…

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب رجل غاب عن ذاكرة مصر !

رحلة الحج..

وفى الذكرى السادسه لوفاة أخى الاكبر (البشمهندس حماده)
اكتبها ودموعى على خدى كم اشتقت اليك،اشتقت لعينيك التى كانت ترانى وتبتسم ،اشتقت لحديثك، اشتقت لنطق اسمك دون ذكر بعده (الله يرحمه )
فتلك الليالي التي كانت تجمعنا هي الليالي التي باتت تُنائينا،
فكم ضحكنا وكم دامت مودتنا واليوم نبكي على الذِكرَى وتبكينا ، ماكان فقدك هيّنًا ولكنه أمرًا مقضيًا “
وأن فقدك وجع يقتَصُّ من العافية وثقب في الروح لا يردم،
مازال وجهك الكريم الباسم فى ذاكرتى ونبرة صوتك لايفراقنى، فارقتني جسدا فقط ولم تفارقني روحا وما زالت صورتك امام ناظري افتقدتك في فرحي وحزني وحديثي وبكائي رحلت دون وداع رحلت صامتا وهادئا كما كنت دائما ،
مازال قلبى ينفطر وجعا وآلم وحزنا واشتياقا عليك يا أخى ومازالت ذكرياتك احتفظ بيها واذكرك دايما فى كلامى ، طبت يا أخى وطابت ايامك بالرحمه والمغفرله اسأل الله الصبر والسلوان على فراقك 
برغم علمى انك لن تعود مازلت يا نور الفؤاد تشع نور الوجود، مازلت كطفله الصغيره اذوب من شوقى اليك فقد كنت الحنان وكنت عنوان الامان لخافقى،فاى القلوب ستحوينى بعد قلبك يا أخى ،واى الايادى بعد فقدك يا أخى تهتم بى، افتقدك فى كل تفاصيل حياتى،افتقدك فى كل لحظة فرح تتمناها لى يؤلمنى قلبى عندما اردد دعاء الميت لك ….
فبعد رحيل الاخ تأتى المواقف برساله محتواها لا مجال للضعف فقد رحل الاعمق حبا والاصدق قولا والاكثر خوفا وحرصا…
فرحمك الله يا من اوجعنى رحيله وحفر ثقبا فى القلب لا يجبر مهما كانت الايام والسنين، فلم يكن عزائى فيك ثلاثة ايام بل كان دهرا،فلم تغب عن مخيلتى يوما ،فالبطل يبقى المفضل وان مات فى نصف الروايه …

“فوالله ان القلب ليحزن وان لفراقك يا أخى لمحزنون “

رحمك الله يا فقيد قلبى 

التعليقات مغلقة.