إمرأة في الطريق
بقلم -ا.د حمدي الجزار ..ليبيا
ست سنوات وثمانية شهور
كان اتصال بهاتفي الدواعش وصلوا منطقتكم
علمت انني لا استطيع الانتطار
كان علي ان اخرج من هذا الشعور لأرتب الرجوع كان الذبح بلا إستحياء
أو حتي انتظارنطق الشهادتين كأنهم يسددون ذبائح مائة عام مضي الدماء تثير فيهم نزعة الحيوانات المفترسة يتنافسون في العنف اللامبرر
لايستخدمون بنادق لأنها أسلحة الكفرة أسلحتهم الخناجر شرعية
ارسلتُ لشقيقتي جواز السفر في حاجة للتجديد
كان رجال الشرطة يستوقفون العربات
تم التفتيش وكل شيئ سار علي ما يرام
كنت سعيدة جدا
الي ماتنظرين سألتني من بجواي
أجبت ملثمين بأيديهم خناجر
ملأوا الدنيا خوفا رهيبا كمائن الداعشين تملأ الأزقة
سنسير عبر المدقات والشقوق
كنت قلقة جدا ونحن هاربون
الداعشون ينتشرون اثناء المرور
وكنت ضعيفة جدا لبريق خناجرهم
كانت امامنا لافته كبيرة
تحدد بداية الطريق الي أرض وطني مصر
كنت اشعر بالأمان اثناء سيري اسفل اللافتة
هل سأعود حية الي وطني أم ملفوفة في علم وطني
هل من قدري الثلت الأبيض أم الأحمر النازف من الدماء لكن النسر القوي بمنتصفه كان يقويني لم يكن في وسعي ان اصدق…أني سأعود
ان فحصوا جواز سفري فسوف يقبضون علي
لم يتم ختم جوازسفري قبل منطقة المغادرة الثانية
كنت اشعر بالدوار والغثيان يترقرق في حلقي
ربما يقلبون جواز سفري ويرون ديانتي النصرانية
كنت اخشي من الذبح الحتمي
قَلَبَ الداعشي الملثم جواز سفري وتسلمته
انشغل بلفة مخدرات مع من بجواره، وشنطة مملوءة بالدلارات والإسترليني تصفح ديانتي
القي جواز سفري وبصقة في وجهي
أردتُ أن أجري لأقضي حاجتي لكزني بطرف خنجره
لكني حاولت الا اتصرف بشكل يستفزه
أمرني بالنطق بالشهادة ووخز الخنجر يسبقني الي عنقي…. أخيرا سمح بالمرور وتنازلنا عن كل مانملك من مجوهرات ذهبية
كنت عاطفية جدا اردت ان اركع واقبل أرض وطني
بكيتُ …وضحكت في هستيرية المذبوح
لقد كان ما يرعبني الذبح او الخطف أو
التمثيل بجثتي أمام أطفالي ….. …. أخذتني إغفاءة حتي الحدود المصرية كأنني بعثتُ من يوم القيامة شممتُ عبير وطني لأبكي وأقبل كل ذرة رمل أرفعها من تحت فدمي اّه يا وطني كنت ستضيع مني وأبكيك في ذبحي……