بقلم – وليد العايش:
إلى امرأة
في هذا المساء كانت نسائم الرحمة ترتفع عن أرضنا رويدا رويدا ، بينما ورقة صفراء ماموثية تحتفل بخريفها الأربعيني ، وثورة تحت الرماد تكاد أن تنفجر في وجه زمن معتوه حتى ظننت بأن النهر الذي يجاور روحي منذ الأزل يطرح أوراقه للرحيل.
لم أعترف لامرأة سواك بالحب طيلة عقود من الوجود في قتامة الحياة لكني فعلت هذا معك ، كنت أظن بأنه سيشفع لي للانفلات من كيد النساء كما أخبرني من مررت بهم عبر درب الانزلاق إلى الهاوية .
هل تعلمين ماذا فعل ساعي البريد عندما أوصل رسالتك لباب قلبي … رماها ثم ارتمى على صدري : ( لقد عشتها يا سيدي … أعلم تماما بما تشعر الآن … لا عليك سوف تنسى … اؤكد لك بأنك سوف تنسى وكأنها لم تكن ) .
لست أدري بماذا أجبت لكني أذكر تماما بأن دموعنا امتزجت ك حبات المطر ، كما امتزج صليل السيوف مع الدماء ، ثم افترقنا ، ذهب هو لإيصال باقي جعبته من الرسائل لأصحابها ، أما أنا فقد عاندت قبل الولوج نحو كلمات كتبتها أيتها المستبدة على عجل .
لم أشأ أن أعاود البكاء فإن الرجال يبكون مرة واحدة في الحياة فكيف لي أن أفعل أكثر من ذلك بسبب امرأة .
خرجت لتوي من النافذة ، رميت خطاياي في النهر مع ورقة الرسالة السوداء ، نظرت حولي فسمعت صوت ساعي البريد يتردد عبر السماء : ( سوف تنساها وكأنها لم تكن … تذكر سوف تنساها … وهي كذلك ) …