وكانت انتقادات ترامب غير معهودة منذ عودته الى البيت الأبيض مطلع العام.. معتبرا أن الضربات لا تخدم مصالح واشنطن أو حليفتها الأوثق في المنطقة إسرائيل.

وأكد أنه طلب إخطار قطر، الحليفة الأساسية كذلك لبلاده، بالضربة، لكن ذلك أتى متأخرا.

وأثارت الضربة انتقادات حادة من الدوحة التي تستضيف على أراضيها قاعدة عسكرية أمريكية ضخمة، وتؤدي دورا أساسيا مع مصر والولايات المتحدة، في الوساطة بين إسرائيل وحماس بشأن الحرب في غزة.

وقال رئيس وزرائها وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني أن واشنطن أبلغت الدوحة بالضربات بعد وقوعها.

وقال سفير إسرائيل في الأمم المتحدة داني دانون “نحن لا نتصرف دائما وفق ما يخدم مصالح الولايات المتحدة.

نحن ننسق معهم، وهم يقدمون لنا دعما كبيرا، نقدر ذلك، ولكن أحيانا نتخذ قرارات ونبلغ الولايات المتحدة بها لاحقا”.

أضاف لإذاعة إسرائيلية “الهجوم لم يستهدف قطر، بل كان هجوما على حماس، نحن لسنا ضد قطر ولا ضد أي دولة عربية، نحن ضد منظمة إرهابية”.

وكان نتانياهو أكد في بيان، أمس الثلاثاء، أن العملية التي كانت “ضد كبار قادة حماس إسرائيلية مستقلة بالكامل”، مضيفا “إسرائيل بادرت إليها، إسرائيل نفذتها، وإسرائيل تتحمل المسؤولية الكاملة عنها”.

أما قطر فأكدت على رئيس وزرائها أنها “تحتفظ بحق الرد”، وسوف تقوم بكافة الإجراءات اللازمة للرد عليه.

وشدد آل ثاني على أن الدوحة “لن تتهاون بما يتعلق بالمساس بسيادتها وسلامة أراضيها.. وأنها ستتعامل بحزم مع أي اختراق متهور او اعتداء يطال أمنها ويهدد استقرار المنطقة”.

من جانبها، أكدت حركة حماس نجاة قادتها ووفدها المفاوض المستهدفين بالغارات، مشيرة الى مقتل ستة أشخاص من بينهم نجل أحد أبرز قادتها وكبير مفاوضيها خليل الحية، ومدير مكتبه وثلاثة من مرافقيه، بالإضافة إلى رجل أمن قطري.. وأكدت قطر مقتل عنصر الأمن.

وأفادت مصادر مقربة من حماس بأن ستة من قادتها من بينهم الحية وزاهر جبارين وخالد مشعل، كانوا داخل المبنى المستهدف أثناء الضربة.

من جهته، قال دانون إن الدولة العبرية “لا تزال تنتظر نتائج العملية”، مشيرا الى أنه “من المبكر التعليق على نتائجها”.

وقال نتانياهو إنه أمر باستهداف القادة في الدوحة عقب عملية إطلاق النار الدامية التي شهدتها القدس الإثنين، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص وتبنت حركة حماس إطلاق النار.

وأتت ضربات بعد توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير أواخر أغسطس باستهداف قادة الحركة الذين ما زالوا أحياء “في الخارج”.

ويعد الهجوم الإسرائيلي غير المسبوق على قطر مسألة بالغة الحساسية بالنسبة الى الولايات المتحدة.

وكان ترامب زار قطر خلال جولته الخليجية في وقت سابق من هذا العام، وقدمت له الدوحة طائرة فاخرة من طراز طراز بوينغ 747-8 ليستخدمها كطائرة رئاسية، وهي خطوة أثارت انتقادات واسعة في الولايات المتحدة.

وبعد الضربة الإسرائيلية، أصدر ترامب بيانا يتماهى بشكل كبير مع بيان مكتوب سبق للمتحدثة باسم الرئاسة الأميركية كارولاين ليفيت أن تلته أمام الصحافيين في البيت الأبيض الثلاثاء.

وقال ترامب إن “قصفا بشكل أحادي لقطر، وهي دولة ذات سيادة وحليف وثيق للولايات المتحدة، تعمل بجدّ وتقدم معنا بشجاعة على مخاطر لتحقيق السلام، لا يخدم أهداف إسرائيل أو أمريكا”.

ونفى ترامب على منصته تروث سوشال أن يكون قد اضطلع بأي دور في الضربة، مؤكدا أن قرار شنها اتّخذه نتانياهو.

ومنذ اندلاع الحرب في غزة عقب هجوم السابع من أكتوبر 2023، قتلت إسرائيل العديد من قادة الصف الأول في الحركة، منهم زعيمها في غزة يحيى السنوار، وقائد جناحها العسكري محمد الضيف وغيرهما.

كما نفذت عمليات اغتيال في الخارج بحق رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية في طهران، ونائبه صالح العاروري قرب بيروت.