إرث العلاقات الدولية والإنسانية ودبلوماسية السلام رسخ مكانة عُمان الدولية
كتب – سمير عبد الشكور:
خلال خمسة عقود أصبحت سلطنة عمان دولة رائدة في ما يعرف بدبلوماسية السلام التي تشير إلى الرغبة في بناء عالم يقوم على التصالح الإنساني والأخوي بعيدا عن التشرذم والتناحرات التي تشهدها بعض الدول، ما يتطلب من الإنسانية العمل على رسم طريق لعالم أكثر ائتلافا وتكاملاً باتجاه الحياة الأفضل للبشرية.
هذا المعنى تأكد تماما من خلال سياسة سلطنة عُمان الخارجية في عهد السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – حيث رسم ذلك النهج وأسس له خطوة خطوة حتى صار مثالاً جلياً بين شعوب العالم يدركه القاصي والداني، ومن هنا كان لعمان أن تعتز بالمكانة التي وصلت إليها اليوم عبر هذه الجهود والإرادة الكبيرة من العمل المتواصل لأجل هذا البلد.
وقد رسخت السلطنة حضورها العربي والإقليمي والدولي بناء على ما اختطته من نهج سياسي يقوم على التعايش السلمي بين الأمم والشعوب، وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير، واحترام سيادة الدول وعلى التعاون الدولي في مختلف المجالات، وظلت محافظة على النهج في جميع الأوقات والمنعطفات والتطورات والظروف التي تعاقبت ولا تزال على المنطقة والعالم، ملتزمة بسياسة الحياد الإيجابي والنأي عن المشاحنات التي لا تخدم السلم والأمن الدوليين، وتضر بمظاهر الاستقرار والتنمية والرخاء للشعوب، وملتزمة بالتعاون مع جميع القوى الدولية ومع المنظمات والمؤسسات من أجل مصلحة البشرية، وخدمة السلم والأمن الدوليين، وتطوير هذه المؤسسات والمنظمات وتعزيز مكانتها وحضورها ودورها فيما يتعلق بمسؤولياتها ومهامها في حفظ السلم والأمن، وخدمة مصالح شعوب المنطقة والعالم.
واليوم تسير سلطنة عُمان على ذات النهج والمنوال مع القيادة السامية للسلطان هيثم بن طارق بن تيمور، الذي أكد على ذات العهد والنهج والأسوة الحسنة التي رسمها جلالة القائد الراحل رحمه الله، حيث عمان هي صديقة الجميع في كل العالم وهي التي تنشد الخير والسلام والإخاء بين الشعوب والأمم والدول بما يعمل على نشر المحبة ويعزز التعاون المثمر في كافة قطاعات الحياة الإنسانية.
تشير الشهادات المتتالية لمكانة السلطنة اليوم على الدور الذي يمكن أن تلعبه عمان في المستقبل من تعزيز دورها كصانع للسلام على المستويين الإقليمي والدولي وهي تنشد طريق التوازن والعلاقات الطيبة مع الجميع، وقد ذكر الأمين العام للأمم المتحدة معالي انطونيو جوتيرش بأن الأدوار العمانية التي أسس لها السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور – طيب الله ثراه – جلبت السلام للمنطقة، مشيراً إلى أنه ساهم أكثر من أي شخص آخر من أجل أن يُحترم السلام وترك أثرا عميقاً في كل من عرفوه.
إن إرث العلاقات الدولية والإنسانية وسياق دبلوماسية السلام بين الشعوب والأمم كل ذلك يجد الاهتمام به والرعاية والمضي به في ذات الطريق، حيث أكد على ذلك السلطان هيثم بن طارق، وهي الرسالة التي سرعان ما أخذها العالم وتمثل بها إيمانا ويقينا.
وأكد أن عُمان ستواصل دورها كعضو فاعل في منظمة الأمم المتحدة تحترم ميثاقها وتعمل مع الدول الأعضاء على تحقيق السلم والأمن الدوليين ونشر الرخاء الاقتصادي في جميع دول العالم، وسنبني علاقاتنا مع جميع دول العالم على تراث عظيم خلفه لنا السلطان الراحل عليه رحمة الله ومغفرته، أساسه الالتزام بعلاقات الصداقة والتعاون مع الجميع واحترام المواثيق والقوانين والاتفاقيات التي أمضيناها مع مختلف الدول والمنظمات.
وقد ذكرت صحف عالمية مرموقة في تقارير لها أن سلطنة عُمان في عهد السلطان هيثم بن طارق، سوف تواصل ذات نهج السياسة الخارجية المستقلة والمحايدة، ما يعني مزيدا من الاستقرار والتميز في العلاقات الدولية.
وقد أشارت صحيفة الإيكونومست البريطانية أن «القوى الكبرى في العالم سوف تستمر في تقدير دور السلطنة على كافة الأصعدة خاصة فيما يتعلق بالقضايا الدولية وعلى رأسها قضايا الأمن والاستقرار في المنطقة والعلاقات»، وقد نوهت في هذا الإطار بحجم الوفود التي وصلت السلطنة في الأسبوع الماضي معزية في وفاة السلطان قابوس بن سعيد – طيب الله ثراه -.
وستظل عُمان أرض السلام التي تنشد الخير للأشقاء والأصدقاء، ومعا بإذن الله نحو آفاق التعاون مع الشعوب في بناء الواقع الإنساني الأفضل.
وبذلك تستمر السلطنة في تكريس دورها الحضاري والتاريخي، وتعزيز تفاعلها الإيجابي المشهود له بالكفاءة والرصانة والمصداقية.