حقق العلماء المصريون إنجازا علميا بارزا في نتائج قائمة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء الأكثر تأثيرا حول العالم، والتي تنشر بالتعاون بين جامعة ستانفورد وشركة “إلسيفير”، لتحديد العلماء الأكثر تأثيرا عالميا بناء على مؤشرات الاستشهادات العلمية (Citations) وعدد الأبحاث.
وقد أظهرت النتائج إدراج 1106 عالما مصريا في نسخة القائمة الخاصة بالتميز في الإنتاج العلمي، وإدراج 579 عالما مصريا في نسخة القائمة لمجمل الإنتاج العلمي لعام 2024.
وقدم الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، التهنئة للعلماء المصريين المدرجين بالقائمة، مشيرا إلى أن هذا النجاح يعكس المكانة العلمية المتنامية لمؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي في مصر، ويجسد الجهود الدؤوبة لعلمائنا في دفع مسيرة البحث العلمي والارتقاء بجودة المخرجات البحثية المنشورة في أرقى الدوريات الدولية.
وأكد الوزير أن هذا التقدير الدولي شهادة على حجم التطور الكبير الذي تشهده منظومة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر خلال السنوات الأخيرة، وما تحقق من استراتيجيات طموحة لدعم البحث العلمي وربطه باحتياجات المجتمع وخطط التنمية المستدامة، لافتا إلى أن ظهور علماء مصريين في مثل هذه التصنيفات العالمية يعكس القدرة التنافسية للعالم المصري على الساحة الدولية، ويعزز ثقة المجتمع الأكاديمي العالمي في الكفاءات المصرية، مؤكدا استمرار دعم الدولة للعلماء وتشجيعهم على مواصلة التميز والإبداع، بما يسهم في تعزيز مكانة مصر العلمية عالميا.
وجاءت التخصصات التي تميز بها العلماء المصريون المدرجون ضمن أفضل 2% عالميا على النحو التالي: من حيث التميز في الإنتاج جاء تخصص الكيمياء في الصدارة بـ 259 عالما مصريا، تليها التقنيات التمكينية والاستراتيجية بـ 186 عالما، ثم تخصص الطب السريري بـ 151 عالما، ثم الفيزياء والفلك بـ 117 عالما، وفي تخصص الزراعة ومصايد الأسماك والغابات تم إدراج 92 عالما مصريا، ثم تخصص الهندسة بـ 91 عالما مصريا، كما برز العلماء المصريون في تخصص تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بـ 71 عالما، وتخصص البيولوجيا بـ 42 عالما مصريا، وكذلك أظهرت القائمة علماء مصريين متميزين في تخصصات البحوث الطبية الحيوية وعلوم الأرض والبيئة والرياضيات والإحصاء والبيئة العمرانية والتصميم.
أما في نسخة مجمل الإنتاج التراكمي، فقد تميز العلماء المصريون بشكل أكبر في تخصص التقنيات التمكينية والاستراتيجية بظهور 137 عالما مصريا، يليه تخصص الكيمياء بـ 129 عالما مصريا، ثم تخصص الهندسة بـ 75 عالما مصريا، يليه الطب السريري بـ 69 عالما مصريا، ثم الفيزياء والفلك بـ 58 عالما مصريا، كما أدرجت القائمة علماء مصريين في تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والزراعة ومصايد الأسماك والغابات والبيولوجيا وعلوم الأرض والبيئة والبحوث الطبية الحيوية، وكذلك تخصصات الرياضيات والإحصاء والبيئة العمرانية والتصميم وعلم النفس والعلوم المعرفية والدراسات التاريخية.
ومن جانبها، أكدت الدكتورة عبير الشاطر مساعد الوزير للشئون الفنية، أن هذا العام يشهد تقدما كبيرا في نتائج العلماء المصريين بالقائمة، حيث ظهرت مصر في أول نسخة للقائمة والتي صدرت عام 2019 بإدراج 420 عالما مصريا في قائمة مجمل الإنتاج العلمي ضمن إجمالي 105026 عالما حول العالم، و105 علماء في نسخة التميز العلمي عن عام 2018.
وأضافت الدكتورة عبير الشاطر أن مصر حققت إنجازا بالتقدم في نتائج هذه القائمة، حيث وصل العدد إلى 415 عالما في قائمة مجمل الإنتاج العلمي ضمن إجمالي 204644 عالما في عام 2022، ثم ارتفع إلى 816 عالما ضمن إجمالي 210199 عالما حول العالم لعام 2023.
ومن جانبه، أكد الدكتور عادل عبدالغفار المستشار الإعلامي والمتحدث الرسمي للوزارة، المتابعة المستمرة للتصنيفات الدولية، مشيرا إلى جهود الجامعات المصرية في الاهتمام بالنشر الدولي في الدوريات العلمية المرموقة، وتقديم الدعم المادي للعلماء، وتعزيز التعاون مع علماء من دول العالم المختلفة، والاهتمام بجودة الأبحاث العلمية، وذلك في إطار الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي أطلقتها الوزارة ومبادئها السبعة، ومن بينها مبدأ المرجعية الدولية، لافتا إلى أن السياسة التي تبنتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لدعم ملف التصنيفات الدولية، كان لها أثر بالغ في تحقيق هذا التقدم الملحوظ.
وتجدر الإشارة إلى أن منهجية تصنيف أفضل 2% من العلماء، التي طورها البروفيسور جون إيوانيدس وفريقه في جامعة ستانفورد، تستند إلى بيانات ببليومترية مستخرجة من قاعدة بيانات Scopus التابعة للسيفير، ويتم تحديثها سنويا لتغطي أكثر من 9 ملايين عالم موزعين على 22 مجالا علميا و174 تخصصا فرعيا، ولا يعتمد هذا التصنيف على مقياس واحد مثل عدد الاستشهادات، بل على مؤشر مركب يدمج عدة عوامل لقياس الكم والجودة، تشمل إجمالي عدد الاستشهادات ومعامل H-index الذي يوازن بين الإنتاجية والأثر ومعامل MH-index المعدل لعدد المؤلفين لتجنب التضخيم في فرق البحث الكبيرة، بالإضافة إلى عدد الاستشهادات للأبحاث ككاتب منفرد أو كأول مؤلف أو كأول أو آخر مؤلف.
ويتم إصدار نسختين من التصنيف: الأولى تقيس التأثير العلمي طوال المسيرة المهنية، والثانية تقيس التأثير العلمي في سنة واحدة فقط، استنادًا إلى عدد الاستشهادات في تلك السنة.
ويعتمد التصنيف على التقييم حسب التخصص، حيث تقارن الإنجازات داخل التخصصات الفرعية فقط، لمنع التحيز بين المجالات ذات أنماط الاستشهاد المختلفة، ويتم أخيرا اختيار أعلى 2% من العلماء في كل مجال بناء على المؤشر المركب، مما يضمن تمثيل جميع التخصصات العلمية.