مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

إدارة الولاء والانتماء

بقلم – أحمد عيسي:
فى ظل الأزمة المالية التى تجتاح معظم دول العالم أصبحت الضرورة ملحة للتفكير فى كيفية اجتياز هذه الأزمة المالية بأقل خسائر ممكنة سواء كان ذلك التفكير على مستوى الدول أو المؤسسات أو حتى الكيانات المتوسطة والصغيرة والأفراد .
وبصفتى أحد المتخصصين فى مجال العلاقات العامة وبناء الرأى العام وتحسين الصورة الذهنية قمت بالتفكير طويلا لتقديم روشتة علاج تساعد فى تحقيق الهدف المنشود وهذا أقل حقوق الوطن علينا .
قد يهمك ايضاً:

نافذة الأمل 2025

خالد عامر يكتب الإعلامي أحمد المسلماني “بشرة…

وبتأمل ما حدث فى الحرب العالمية الثانية استوقفتنى رؤية أول رجل علاقات عامة وهو الصحفى ايفى لى الذى أكد على أن خسارة الدول فى الحرب العالمية لم تكن خسارة عسكرية ولكن الخسارة العسكرية فى المعركة كانت نتيجة لخسارة أكبر سبقتها دونما أدنى ملاحظة من قادة هذه الدول ، نعم خسارة أكبر تمثلت فى انهيار الجبهة الداخلية والروح المعنوية لمواطنى هذه الدول مما تسبب فى تدنى الروح المعنوية للجنود إلى أدنى مستوياتها فنتج عن ذلك الاستسلام دون أية مقاومة تذكر .
إن تماسك الجبهة الداخلية يعد السبب الرئيسى لصمود الشعوب خلف قيادتها السياسية ومن ثم اجتياز التحديات التى تواجهها ، وكذلك على مستوى الاشخاص يعد الثبات الانفعالى والحالة المعنوية المرتفعة والثقة بالذات أحد أهم الدعائم اللازمة لاجتياز الاختبارات وحتى على مستوى صحة البدن والشفاء تعد الصحة النفسية والروح المعنوية المرتفعة والتفاؤل أهم عناصر الشفاء من أخطر الأمراض التى يمكن أن تفتك بالإنسان .

وبناءا على ما سبق أدعو جميع المتخصصين وأصحاب الرأى إلى الدعم بإنشاء إدارة ولاء وانتماء بكل مؤسسة أو إنشاء إدارة الولاء والإنتماء بهيئة الرقابة الإدارية تراقب السلوك الإدارى الذى يؤدى إلى انخفاض مستويات الولاء والانتماء وتكوين صورة ذهنية سلبية لدى المواطنين بسبب ممارسات بعض موظفى الجهاز الإدارى بالدولة لأنه من وجهة نظرى لا يقل خطورة عن أى فساد إدارى

اخر وكذلك ترصد الممارسات الايجابية والتى ترفع الروح المعنوية للمواطنين وعلى سبيل المثال وقبل ايام من كتابة هذا المقال ما قام به أحد ضباط الشرطة من دفع قيمة مشتريات كان أحد الاطفال سرقها من أحد المحال التجارية وأطلق سراح هذا الطفل فهذا كان سبب فى خلق اتجاه عام ايجابى تجاه ضباط الشرطة لمس بصدق سويداء العقل الجمعى المصرى، وأيضا اتمنى تدريس الولاء والانتماء بمختلف المراحل الدراسية حتى تتماسك الجبهة الداخلية تماسكا حقيقيا بعيدا أن أى شعارات جوفاء وعندها نستطيع أن نقول وبكل صراحة أنه لن تنال منا أزمة مهما بلغت شدتها .
وكان لى شرف السبق إلى تأسيس فكرة إدارة الولاء والإنتماء بأحد الكيانات الوطنية عام 2020 للدعم بتحسين الصورة الذهنية ومواجهة الشائعات ودحضها  وتدريب فريق عمل هذا الكيان على استراتيجيات الولاء والانتماء وكذلك تدريب مرشحى البرنامج الرئاسى (بداية حلم ) على كيفية إدارة الولاء والانتماء برعاية السيدة إنتصار السيسى حرم فخامة السيد عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية .

ثم بعد ذلك قامت الهيئة العامة للبريد المصرى بإنشاء إدارة الولاء والانتماء ولكن بشكل ينقصه الكثير من وجهة نظرى كى يحقق المستهدف منه ، وأخيرا قامت شركة مرسيدس بانشاء ادارة الولاء والانتماء تحديدا

منذ شهر مارس الماضى ولكن ملامحها لم تضح لى بعد  .
ودعونا نقترب من صميم الموضوع شيئا فشيئا حتى تتضح الفكرة وتثبت الخطوة ، وقبل أن نشرع فى الخوض فى ملامح إدارة الولاء والإنتماء تعالوا بنا نعرف معنى إدارة الولاء والإنتماء إذ أنه وكما تعلمنا أن تعريف الشئ جزء من إدراكه .
إن إدارة الولاء والإنتماء هى تلك الجهود المخططة والمبذولة من أجل تحسين الصورة الذهنية وإستمرار العلاقة بين المؤسسة وجمهورها الداخلى والخارجى بشكل ينعكس إيجابا على الثقة والاقناع والتأثير .
والولاء هو الاتباع والحب وهو يزيد وينقص والانتماء هو الانتساب وهو أعلى وأقوى ويمكننا أن نقرب المعنى بقولنا أن الولاء إيمان والانتماء احسان والاحسان لن اجد افضل من تعريف النبى صلى الله عليه وسلم فى حديثه مع جبريل عندما قال له : أخبرنى عن الإحسان فقال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وهذا من وجهة نظرى ينتج عن ايمان شديد لو وصل له المواطن لأصبحت عنده رقابة داخلية تمكننا من اجتياز أى أزمة .
وبالاقتراب شيئا يسيرا من معانى الولاء والانتماء فى مترادفات حياتنا اليومية سندرك المعنى ونلمس الفرق بسهولة بين الولاء والانتماء .

ففى مجال العلاقة التى تربط كل شخص بعائلته أو ناديه الرياضى  هل نقول فلان عنده ولاء لعائلته

وناديه  أم عنده انتماء ؟

بالطبع نستخدم لفظ انتماء ، أتدرى لماذا لأنه هو الأصح والمعبر عن العلاقة التى تربط الشخص بعائلته والنادى الرياضى الذى يشجعه، لأننا كما ذكرنا الولاء يزيد وينقص لأنه الحب ، فقد يكون الشخص عنده تحفظ على تصرفات عائلته أو ناديه فى أمر ما فهذا يجعل الولاء منخفض فلا يمكننا أن نقول فلان عنده ولاء ، ولكن الاصح هو فلان عنده انتماء لعائلته ولناديه لأن الانتماء انتساب وتقدير ، ومهما كان الحب ناقصا أو زائدا فان الانتماء ثابت لا ينبغى أن يتزحزح ، وباختصار نواجه كثير من الاشخاص قد لا نحبهم ولكن هل عدم حبنا لهم يؤدى الى الانتقاص منهم ؟ بالطبع لا ، لأنه حولنا الكثير ممن نحترمهم ونقدرهم ولكن لا

هل عدم حبنا لهم يؤدى الى الانتقاص منهم ؟ بالطبع لا ، لأنه حولنا الكثير ممن نحترمهم ونقدرهم ولكن لا نحبهم .
واكتفى بهذا القدر وفى المقال القادم إن شاء الله سوف نناقش البناء الداخلى لادارة الولاء والانتماء وانقسامها الى فريقى عمل وهما فريق الولاء وفريق الانتماء واليات عمل كل فريق .

التعليقات مغلقة.