مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أَحْلام

بقلم – جواد الغزالي ..العراق:

مرّت سنة، أكتمل نصاب الشوق، غرّدَ الحنين، صرخ الأنتظار، حملت حقائبها، ذهبت إلى السكك

قد يهمك ايضاً:

تكريم خبيرة التجميل توتا احمد بمهرجان الصخرة الدولى

“اللحاد” و”موت معلق” في ثالث ليالي…

حيثُ الظلام هناك اشدُ وجعاً، الوحشة اشدُ حزناً، الوجوه غريبة، لا أحد هنالك يعرف حجم الشوق وشدتهِ، ولا أحد يعرفها، الغربة هي سيدة الهيام التي تجثم على أكتافها، الأرصفة تخبرها بعدم وجود من تنتظر وتلوح باللاعودة ، وحتى الرياح تتعالى أصواتها بعدم وجود رحلات للقادمين، إلا رحلة ستاتي بعد منتصف الشوق بتوقيتِ عينيها البنيتين الحالمتين بقدوم من تحبّ أو الذهاب بعيداً حيث الأماكن التى لا تعرفها، حيث ستجده ولا يجدها، سيعرفها حيث لا تعرفهُ، ستبكي كثيراً حيث لا يبكي كثيراً، ستقول له من تكون حيث لا تكون؟ ثم فجأة تستيقظ، على أصوات صافرات القطار ذاهبا حيث المجهول ستركب بعد أن تكتب على تلك الاريكة التي كانت شاهدة، على وجع المغادرين، وشوق العائدين، نمارس كُلّ شىء، الكذب، النفاق، الغدر .

 

نعم لم الاستغراب من ذلك، جميعنا نفعل ذلك، ولكن لم نمارس الحبّ بكل حاجة الى تلك الاشياء القبيحة.

ثم لا تضع اسمها على تلك الكتابة لربما لان المحطة كانت تملؤها الغربة، تحرك القطار مسرعاً كالبرق، وسط غابة مكتظة بالذكريات، قذفوا بها لترتطم بشجرة الغار؛ انّه اللاشيء صحت لم تجد حقيبتها، تشظت الى نصفين، أشواك مجتمع التهمت أزهارها، والنصف الثاني ذكريات استدرجت الزمن من جديد. بعد أن رفعت رأسها، من على الأرض شاهدت ورقة تسقط من أعلى شجرة وردية اللون غريبة! لم تألفها من قبل، مكتوب عليها، لا تحزني يا أميرتي المهمشة، فالطريق لم ينته بعد ومازال،َ هنالك بقايا دموع في سكك الانتظار، على ارصفة الوحدة، متى أحظى بطيفك ياحبيبي المغترب وتكون لي؟ فالغربة تجتاح أزمنتي من على مقاعد المحطات البعيدة العاشقين هم الموتى الأحياء عند كلّ رصيف وموعد مؤجل.

 

اترك رد