بقلم – د. جهاد بكفلوني .. سورية
دَمي حِبْريَ القلبُ المُعنّى المُنازِعُ.
يسيلُ وما أصْلَى من الهمِّ شافعُ.
إذا لم يُرَقْ حزناً عليكَ نثرْتُهُ.
رماداً أجازتْ لي صنيعي الشّرائعُ.
وعشتُ بلا قلبٍ وليس بنافعٍ.
وقلْ أيُّ قلبٍ دونما الأمِّ نافعُ؟!
سأبقيهِ إمّا ظلَّ أمّاهُ ! خافقاً.
بذكْرِكِ هذا شَرْطِيَ المتراجِعُ.
وما انتابني شكٌّ بعمقِ التزامِهِ.
ولكنّهُ الحِرصُ العصيُّ المُطاوِعُ.
سأصمتُ يا أمّي! فجرحيَ واسعُ.
نأى الشِّعرُ بل سُدَّتْ عليَّ المَطالعُ.
تموتُ القوافي في يديَّ ولم أجدْ.
لها جدَثاً كم أنتَ يا حِبْرُ !جازعُ.
ولم أرثِها غلَّ الفراغُ صحائفي.
وشحّتْ من الدّمعِ الملبّي المَشارعُ.
يشرّدُني همّي الغَشومُ يُحيلُني.
إلى شارعِ المأساةِ يتلوهُ شارعُ.
وألتقطُ الأنفاسَ كنتُ مُحاكَماً.
على عنُقي يلتفُّ حَبلي المُدافعُ.
وكم تُهمٍ أحصيْتُها ثمّ ضُوعِفتْ.
وأتعبَني العدُّ الجَهولُ الممانعُ.
أفرُّ من العجزِ السّقيم ملاحقاً.
كتائبَهُ والنّصرُ ليس يقارِعُ.
وأختلقُ الأعذارَ لستُ بشاعرٍ.
غيوثُ بياني كم جفتْها المَراضعُ!.
قضى الشِّعرُ في قلبي الممزّقِ نحْبَهُ.
وما أسعفتْهُ يا _ لِغدري _ المدامعُ!.
ألوذُ بعجزي مستجيراً ببغيِهِ.
فتقسو على جرحي الرّغيبِ الفجائعُ.
أمَنّي _ولم أيأسْ ضلالاً_ قريحتي.
وقد زيّنتْ خِصبَ الحقولِ المطامعُ.
وأرجعُ خُسراناً مبيناً جمعْتُهُ.
بأثقالِهِ يا بؤسَ ما أنا جامعُ.
سعيداً بأسمالِ الشّقاءِ أجرُّها.
وتقنعني ، إنّي بها الدّهرَ قانعُ.
إذا ما أناخَ الحزنُ فيكَ ركاَبَهُ.
تداخلتِ الأشياءُ فالضّّرُّ نافعُ.
تعودُ إلى المقياسِ تُلفيهِ ضائعاً.
ألا إنّهُ عمْرٌ من الوهمِ ضائعُ.
شهابُكَ في وادي الخبوّ سينتهي.
فلا يخدعَنْكَ اليومَ إن قيلَ ساطعُ.
ودنياكَ زرْعٌ أنت تجني حصادَهُ.
فجوّدْ بحِرصٍ كلَّ ما أنت زارعُ.
يذوبُ جليدُ الوقتِ ما كنتَ دارياً.
به صامتاً ولّى وما هو راجعُ.
أرى الأرضَ جنّاتٍ تموجُ بحسْنِها.
ألا إنّها إن ثابَ رُشدي بلاقعُ.
خلدتُ إلى آلِ الأمانِ يلفُّها.
ومن حولِهِ ذئبُ المنيّة راتعُ.
تركتُ كتابي بالذّنوبِ مجلبَباً.
ولن تسترَ العوراتِ تلكَ البراقعُ.
فوا خجلي يومَ الحسابُ رميتُهُ.
تبرّأتُ منهُ وهْو خجلانُ خانعُ.
تلقّيْتُهُ من خلفِ ظهري فلَيتني.
أسيرٌ تلقّتْهُ السّيوفُ القواطعُ.
ألا فاصفحي أمّاهُ عنّي ! فمُهجتي.
حطامٌ ، وبنياني رُكامٌ مُصارِعٌ.
أفتّشُ عن نفْسي تضيعُ معالِمي.
أسيرُ إلى الظّلماء واللّيلُ هاجعُ.
أقولُ لعلّي من جديدٍ أردُّها.
إليّ فتَهديني إليها المَواجعُ.
وأكتبُ تاريخي ضلالَ تفاؤلٍ.
فتسخرُ منّي لا تكفُّ النّوازعُ.
هجرتُ نعيمَ العيشِ يختالُ علقماً.
على كبِدي كم أنتَ كالوحشِ وادعُ !.
فبعدَكِ يا أمّي تجفُّ المنابعُ.
أنا الجائعُ الظّمآنُ يصرخُ جائعُ.
وتشفقُ أحياناً عليَّ أرودُها.
مقامعَ من نارٍ تُسَرُّ المَقامعُ.
وكلُّ اقتحامٍ ساخرٌ من رعونتي.
يقولُ احمَدي عنفَ الرّدى يا مَصارِعُ.
دفعتُ الرّدى ما اسطعتُ عنكَ وشامَني.
بهزءٍ بماذا من سلاحي أدافعُ؟!.
أنا الأعزلُ المسكينُ تمشي هزيمتي.
أمامي وأتلوها تضجُّ الوقائعُ.
رددْتُكِ يا أمّي اقتحمتُ حِمى الرّدى.
وما بيننا بونٌ _بلى زالَ_ شاسعُ.
زحفتُ بحبٍّ طاهرٍ كان عُدّتي.
عَديدي ونصري واثقُ الخطوِ جامِعُ.
وما العيشُ إذ فارقْتِ إلاّ سحابةٌ.
من الظّلمةِ البلهاءِ والجَدْبُ راتعُ.
إذا الصّبحُ صار اللّيلَ فالعيشُ باطلٌ .
و يا حقُّ ! أخفتكَ الطّلولُ الفوارعُ.
ويا موتُ ! ما أشهاكَ أمنيةً بها.
شُغفتُ وقد هدّتْ فؤادي الفَواجعُ.
أبي قد مضى واليومَ أمّي فليْتني.
مضيتُ فعَيشي المرُّ مَن قالَ ماتِعُ؟!.
بأحبابنا تبقى الحياةُ جميلةً.
فإن فارقونا فالرّدى الجهمُ رائعُ.
يناديكِ يا أمّي حفيدُكِ طاهرٌ.
ألم تسمعيهِ وحدَهُ الموتُ سامعُ.
ويخجلُ من نصبِ الحواجزِ جائراً.
وكم يتمنّى لو تزولُ الموانعُ.
هناءُ تنادي فارجِعي لأحبّةٍ.
ضياؤكِ في الأكبادِ _ لا غابَ_لامِعُ.
تحلّين فيما بيننا طالَ شوقُنا.
إليكِ وجمرُ الشّوقِ حرّانُ لاذعُ.
ولن تخمدَ النّيرانُ ما ذادَنا الرّدى.
فهل يستحي منّا؟! تقَرُّ الأضالعُ.
سأكتبُ شعراً فيكِ أمّاهُ ! خالداً.
أنا العاجزُ الواني مداديَ ضائعُ.
وريشتيَ الخرساءُ لغوُ تلعثُمٍ.
وعارُ بياني أسودُ الوجهِ ناصعُ.
ظميءٌ إلى معنىً إلى ألمي ارتقى.
ولكنّهُ التّقصيرُ والعذرُ ضارعُ.
أيا قدمي ! جُرّي إلى الموت خُطوتي.
هو الأملُ الباقي به القلبُ قانعُ.
هناك أبي أمّي لقاؤهما يدٌ.
سأحفظُها بيضاءَ والنّبضُ راكعُ.
أيا رحلةً للعمْرِ كانتْ قصيرةً.
لماذا الرّحيلُ المُرُّ غدراً يسارعُ؟!
لماذا الصّحارى كالسّماءِ توسّعاً.
هيَ الألمُ التّخييلُ بل هو واقعُ!.
هديّتيَ العمياءُ أمّاهُ ! زفرةٌ.
سليلةُ دمعٍ سيلُهُ متتابعُ.
جمعتُ بها دنيا من اليأسِ أطبقتْ.
وغلّتٌ أداري بغيَها وأصانعُ.
وعيدُكِ هل أنساهُ ؟ أنسى أصابعي.
وما كتبتْ ترجو زوالي الأصابعُ.
لكِ الحبُّ في العيدِ الجميلِ زرعْتُهُ.
مزارعَ حزنٍ باركتْها المزارعُ.
بكائي لها النّاطورُ يومَ حصادِها.
هو اليقِظُ الصّاحي إذا الكونُ هاجعُ.
الاثنين ٢١ آذار ٢٠٢٢.
التعليقات مغلقة.