أين ذهب قوس قزح؟ قصيدة للشاعرة غادة عقل
أين ذهب قوس قزح؟
بقلم/ غادة عقل
في طفولتي كنت أنتظر أن يتوقف المطر لأخرج و أنظر إلى قوس قزح
كنت أظنه يأتي من أجلي
يرسل لي السلام مع كل لون
كنت أظن أني وحدي من يراه و أنه سري الذي أخفيه عن الجميع حتى عن أمي
لكن منذ سنوات طويله لم أره
أتراه غضب عليّ فغاب
ذاك أني لم أخرج لأراه منذ زمن بعيد
أم أنه لم يعد يطل على هذا الكوكب الموبوء الذي لا تليق به ألوان الطيف الجميلة
حيرني أمره كيف أعتذر إليه
كيف أخبره أني خرجت كثيرا للقياه ولم أجده
أحتاج تقبيل ألوانه الجميلة
ليته يعلم أني بت أحيا بلا ذاكرة
وأني نسيت حتى نفسي من القهر الذي أحياه على هذه الأرض
ليته خطفني عندما كنت ألعب معه في طفولتي
ولم يتركني لأواجه عالمي الكئيب وحيدة دون سند
كيف أجد قوس قزح وقد أزف موسمه على الأفول
أريد أن أحتضنه مره واحده وبعدها يذهب وسأنتظره حتى يعود العام القادم
يبدو أنه لم يعد يثق بي وبوعودي فأنا واحدة من أهل الأرض لا وعود لنا ولا عهود و لا وفاء
وقوس قزح مكانه الأفق بين السحاب
أقدم لك اعتذاري يا قوس قزح
يا أجمل ما رأت عيني
وأجمل ذكرى في حياتي
سامحني لأني تجاهلتك لسنوات
فعيني لم تعد ترى الألوان في هذا الكون القبيح
نسيتك في حضرة الحروب والدماء والفقر والفساد
أو ربما كنت موجودا ولم أرك فالأعين في هذا الزمان أصابها العمى عن كل ما هو جميل
وأنت جميل لا تليق ببشر أصابهم التلوث
بل تليق بك السماء
حزينة لأني فقدتك
ولكنني رغم ما أصاب ذاكرتي من شيخوخة
لا زلت أذكرك وأحبك وأتمنى رؤياك