بقلم حسين أبوسعد ” سوريا”
كيفَ اللِّقـاءُ ــ أيا حبيبُ ــ تعــثَّرا ؟!……وشـــذا العناقِ لوجنتيكَ تبخَّــرا؟
…
أسْـرجْتُ خيلَ إرادتي ، فَـكَبَتْ على…..بابٍ بوجه ِ عزيمتي قـدْ سُـــــكِّرا
…
فوقعْتُ أرضاً، مِنكَ نَحْوَكَ قـدْ زحَـفْـتُ على لهيب ِالحلمِ ، يصرُخُ مُنْـذِ را
***
في القلبِ ـ ياوطني!ــ فرشْتُكَ شاطئاً …..فـغـرقْـتُ في يَمّ ٍ غريب ٍ، حَـيَّرا
…
وَ بَـثَـثْتُ فيكَ حمامةً للسِّـــلم ِ ، كيْـ……ـفَ تحوَّلَتْ قــيداً بقلبيَ ؟ حَـفَّــرا
…
وزرعْتُ منكَ الياســــمينَ بخافقي……فحصدْتُ شــوكاً من دمائيَ أصفرا
…
وزرعْتُ ورداً، نامَ في قلبي، فأصْـ…..ـبحَ مســـــــتغيثاً من لهيب ٍ أحمرا
…
صارَتْ أراجـــــيحُ الطُّـفولة ِفيكَ يا…..وطـني!حريقاً، بَثَّ رُعباً ، بَـعْـثرا
…
فَـبَكيْتُ غــــاراً حولَ هامِـك هزَّني ….بأنين ِ نَوح ٍ ، صـارَ فَـحماً أغْـبَـرا
…
حاولْتُ أُنشـِدُ: موطني ، نشَـجَ النَّشيْـ….ــدُ دَماً ، يَـنزُّ بِعَـــلْـقَم ٍ ، وتَـخَـثَّـرا
…
حُـلُمٌ تَـيَبَّسَ في تراب ِ سُـــــــباتِهِ…….وعلى مخاض ِالوعــد ِ بَـثَّ تَـوَتُّـرا
….
فَـلعَلَّ في الأبناءِ ،في الحُـفَـداءِ مَنْ…..ســيُعيدُهُ مُـخضَوضِراً ، مُـتَـحَـرِّرا؟
***
وطني ! أضمُّكَ في فؤاديَ عاشـقاً……فَـتَـفِـرُّ من بين ِالأصـــــابع ِ مُجْبَرا
…
كسـيول ِ نار ٍ ، لا كنهـر ٍ ســــابقاً……قـلْ كيفَ ناموسُ الحياة ِ تغَــــيَّرا؟
…
فَـتَّـشْـــتُ عنكَ ، بحثْتَ عنَّـي ، قلْ متى قـدْ نلتقي؟ ومتى أراكَ مُـظَــفَّـرا؟
…
قلْ لي أمِـنْ كِـبَـر ٍ سَـنولَدُ من جـديْـد ٍ؟ كي نُـدَبْدِبَ فوقَ عُشِّـــكَ أخضـَرا
…
ياليتَـني بَـدْرٌ ـ حبيبي !ــ كلَّ شَـهْـ…..ــرٍ من جديد ٍ من هـــــلال ٍ أَقْـمَـرا
***
مَنْ أجبرَ الأوطـانَ تهربُ كالغزا……ل ِمنَ الوحوش ِ شـريدةً ؟ ومُـنَفَّرَهْ
…
منَّـا تَـفِـرُّ ، نَـفِـرُّ منها مُكْــرَهــــيْـ …..ــنَ، وقـدْ بدَتْ طللا ً مُخيفاً كشَّـرا
…
مَنْ لاحقَ الوطنَ الحبيبَ مُطارَداً …..فينا؟ ونحنُ مُطاردون َ، فما جرى؟
…
كيفَ الشَّواطئُ غيَّرَتْ قاموسَـها؟……والوعدُ وعدُ العاشــــــقين َ تَـغـيَّـرا
…
والمُنْـقـِذُ المأمولُ يُـخْلـِفُ عَـهْـدَهُ ……وترى السَّــفينَ بدونَ رُبَّان ٍ سَـرى
…
نهبَ اللُّصوصُ أمانَـنا ، وغلالَنا…….لم يُبق ِ تمســــــــاحُ البلادة ِ بـيدرا
…
إلّا بيادرَ قَـــــتْـلـِنا ، ودمــــــــائِنا…… ومِنَ الجماجمِ صاغ َ عرشــاً أكبرا
…
كلُّ البيادر ِ قـــد حواها كيسُــــــهُ…….ومضى إلى المجهول ِ كي يسْـتأثِرا
…
فوقَ الثَّرى،تحتَ الثَّرى، في الماءِ ، في موج ِ النُّجوم ِ إلى البيادر ِ أبحرا
…
حَلبُوا القطيعَ ، فما اكتفَـوا، حَلَبُوا ضروعَ النَّملِ،واحتلبُوا ضروعاً أصغرا
…
بَلَعُوا الهواءَ ، وأطفَؤوا نورَ الحيا……ة ِ ، وعـلَّـبُوا بمُعَـــــلَّـبات ٍ أنْهُـــرا
…
باعـوا الخريطة َ، إنَّـنا مُسْـــتأجِرو…..نَ بيوتَـنا ، مُبتاعُــــــها قــــدْ أنذَرا
…
إمَّـا نموتُ بحـضــنـِها ، أونُفْـتَدى…..بنَـفــير ِ تَهْــــجير ٍ، يُنافِـسُ مَـقْـبَرَهْ
…
يافجــــرُ! مَحِّـيهِمْ بليل ِ ضَــــلالِهِمْ……بكتابِنا لا تُبق ِ منهمْ أسْـــــــــطُرا
***
يا ياسـمينَ القلب ِ! خُذْ قلبي، وعُدْ……ياوردُ ! عُـــــدْ حُـبّاً جـميلاً خَـيِّـرا
…
يانخـــــلةً للرُّوح عودي ! يا ندًى…..للقـلب ِ شَــــيِّدْ موطــناً ، لنْ يُقْـهَرا