كتب – أحمد قرمد :
برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ودعم وتوجيهات الشيخة بدوربنت سلطان القاسمي رئيسة مجلس إدارة هيئة الشارقة للكتاب، تنظم هيئة الشارقة للكتاب خلال الفترة 24 وحتى 27 من يناير المقبل في المدينة الجامعية بالشارقة الدورة الأولى من “مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي” تحت شعار “حكاية إفريقيا”.
ويستضيف المهرجان أكثر من 20 أديباً وروائياً أفريقياً منهم فائزون بجائزة نوبل للآداب، بهدف تعزيز التبادل الثقافي بين أفريقيا والعالم العربي وتقديم منصة لاحتفاء بالتراث الإبداعي الأفريقي وتسهيل الحوار البنّاء بين الأدباء والمثقفين والفنانين والجمهور.
ويشكّل المهرجان فرصة لتشجيع المشاركين على اكتساب معارف جديدة وبناء روابط ثقافية بين العالم العربي والقارة الأفريقية في أجواء تحتفي بالتنوّع الإبداعي ضمن بيئة تفاعلية تجمع الجمهور بنخبة من الأدباء والكتاب الأفارقة وأيضا المشاركين في المهرجان مارا مينزيس من كينيا، راوية القصص التي تمزج بين التقاليد الشفوية الكينية والمسرح المعاصر، والتي حصدت جائزة Stage للتميز في مهرجان إدنبرة فرينج عام 2022.
ويسلط المهرجان الضوء على أسماء بارزة تمثل المشهد الأدبي الإفريقي، من بينهم وولي طالبي من نيجيريا، المهندس والكاتب الذي برزت روايته «شيغيدي ورأس أوبالوفون النحاسية» ضمن أفضل 10 كتب خيال علمي. كما تشارك ويندي نجوروغي من كينيا، المؤسِّسة المشاركة ل«Soma Nami Books»، التي قادت مبادرات لتعزيز الأدب الإفريقي.
ويحتفي المهرجان بديبورا جونسون، الشاعرة وفنانة الأداء النيجيرية، التي عُرفت بأعمالها المؤثرة في قضايا الشباب والمجتمع، وحازت عدة جوائز. إضافة إلى الكاتبة الكينية إيفون أوور، التي تسلط الضوء على تاريخ وثقافة إفريقيا من خلال رواياتها. إلى جانب عبدالكريم بابا أمينو، الكاتب والرسام من نيجيريا، الذي يتميز بإبداعاته في الروايات المصورة والأدب الإفريقي المستقبلي، مع إسهامات ممتدة إلى الصحافة والتلفزيون.
ويجمع المهرجان بين أصوات أدبية بارزة، من بينهم دامي أجيي من نيجيريا، الشاعر والطبيب النفسي الذي خاضت أعماله مثل «جسد المرأة هو وطن» في استكشاف قضايا الهوية والإنسانية. وإلى جانبه، تشارك تشيريل نتومي من غانا، التي تألقت في أدب الخيال التأملي وأعمالها المنشورة في أبرز المجلات الأدبية العالمية. أما ننامدي إهيريم من نيجيريا، فيُعرف برواياته السياسية التي تناولت قضايا النضوج والهوية في سياقات معقدة.
ويُثري المهرجان برنامجه بمشاركة بيتر كيماني من كينيا، المؤلف والناقد الأدبي المعروف بروايته «رقصة الجاكاراندا»، التي اختارتها نيويورك تايمز ضمن أبرز الكتب لعام 2017. كما تُشارك كينانو فيلي من بوتسوانا، المؤسِّسة المشاركة لمهرجان غابورون للكتاب. ويستقطب المهرجان النيجيرية فاطمة بالا، التي تُعرف بأعمالها مثل «مكسورة» و«حفصة بيبي». كما يُشارك الدكتور أولّاكون سوينكا، الذي يجمع بين الطب والصحة العامة والكتابة، إلى جانب بيتينا غاباها من زيمبابوي، الكاتبة التي دمجت بين الأدب والقانون والدبلوماسية، واشتهرت بأعمالها مثل «كتاب الذاكرة» و«روتن رو». ويُضيف مهرجان الشارقة الأول للأدب الإفريقي بُعداً مميزاً على فعالياته بمشاركة شخصيات فنية وأدبية ملهمة، حيث تحضر من جنوب إفريقيا آن مكايزي، مغنية السوبرانو الشهيرة التي أبدعت في إنتاجات فنية عالمية. إلى جانب الفنان ومنتج الأفلام أدي بانتو من نيجيريا، الذي يقود فرقة BANTU الشهيرة. كما تشارك مريم بوكار حسن، شاعرة الأداء العالمية التي تُعرف باسم «ألحان إسلام»، وتقود مبادرات لتعزيز الثقافة الإبداعية وتمكين الشباب الإفريقي، خاصة الفتيات.
وصرحت الشيخة بدور القاسمي إن مهرجان الشارقة للأدب الأفريقي يشكل شهادة على قدرة الأدب العميقة على ربط القارات ببعضها البعض وتسليط الضوء على الحقائق الإنسانية المشتركة، ومن خلال الاحتفاء بالإرث الدائم لرواية القصص الأفريقية، فإننا نتجاوز الانقسامات الثقافية، ونكرّم الإبداع اللامحدود الذي يسرد حكاية تراثنا الجماعي، معربة عن ثقتها في أن هذا المهرجان سيفتح قنوات جديدة للتبادل الثقافي ويعزز التفاهم بين أفريقيا والعالم العربي من خلال ما يوفره من منصة للتعبير عن الذات ضمن حوار عالمي.
التعليقات مغلقة.