أوبك : النفط الخام سيظل المصدر الرئيسي للطاقة
كتبت رشا الشريف
نشرت وكالات الأنباء العالمية تصريحات أمين عام منظمة أوبك، الذي أكد فيها أنه مهما شهد العالم من تطور، إلا أن الوقود سيظل مصدره النفط لعود وعقود.
وجاء بالتقرير المنشور عبر العربية، أنه في الوقت الذي تستعد فيه دول العالم لعقد قمة مناخية أخرى في غلاسكو الشهر المقبل، تُذكّر منظمة أوبك بأن النفط الخام، سيظل المصدر الرئيسي للطاقة لعقود من الزمان، خاصة في ظل سعي الدول الأقل ثراء في العالم إلى تحقيق مستويات معيشية ونمو أعلى.
وتقول أوبك إن وجود المزيد من السيارات الكهربائية على الطرقات جنبًا إلى جنب مع الضغوطات الرامية لتوفير الطاقة البديلة والمتجددة، جميعها عوامل ستقود إلى عصرٍ يتناقص فيه الطلب على النفط في البلدان الغنية.
ويأتي التقرير في ضوء ارتفاع حاد في أسعار النفط والغاز الطبيعي. إذ وصل سعر خام برنت لأكثر من 80 دولارا للبرميل يوم الثلاثاء، وهو أعلى مستوى له منذ ثلاث سنوات، في حين ارتفع مؤشر النفط الأميركي إلى 75.92 دولار، وهو أيضا أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن إعصار إيدا ضرب ميناء بالغ الأهمية يعمل كمركز دعم أساسي لصناعة النفط والغاز في المياه العميقة في خليج المكسيك في الولايات المتحدة، وفي الوقت نفسه، زادت أوبك الإنتاج ببطء بعد تخفيضات كبيرة في عام 2020 خلال أسوأ فترات الوباء.
وجاء في التقرير: “ما هو واضح في آفاق النفط العالمي لهذا العام هو أن الطلب على الطاقة والنفط قد ارتفع بشكل كبير في عام 2021، بعد الانخفاض الهائل في عام 2020، ومن المتوقع استمرار التوسع على المدى الطويل”.
وذكر التقرير أيضًا: “من المتوقع أن يزداد الطلب العالمي على الطاقة الأولية بنسبة 28٪ في الفترة بين 2020 و2045، مع جميع مصادر الطاقات اللازمة الأخرى، مدفوعا بمضاعفة حجم الاقتصاد العالمي المتوقع وإضافة حوالي 1.7 مليار شخص إلى عدد السكان في جميع أنحاء العالم بحلول عام 2045”.
وذكرت المجموعة أن الفحم وحده من سيشهد استخداما أقل، بينما ستشهد مصادر الطاقة الأخرى طلبا متزايدا، على الرغم من أن الحصة ستتحول لتشمل نسبة أكبر من مصادر الطاقة المتجددة والنووية والغاز الطبيعي.
يرسم التقرير المؤلف من 340 صفحة مستقبل تراجع الطلب على النفط في البلدان الغنية التي تنتمي إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي تضم 38 دولة، حيث تتجسد جهود مكافحة تغير المناخ في شكل مصادر الطاقة المتجددة وأنواع الوقود البديلة في السيارات والطائرات والسفن.
ويتوقع التقرير أن ينمو أسطول المركبات في العالم بمقدار 1.1 مليار ليصل إلى 2.6 مليار بحلول نهاية الإطار الزمني للتقرير في عام 2045، وأن 500 مليون منها ستكون تعمل بالطاقة الكهربائية، أي 20٪ من جميع المركبات.
لكن تزايد عدد السكان وتوسع الطبقات الوسطى في بقية العالم بما في ذلك الصين والهند سيعني زيادة الطلب على النفط بين عامي 2020 و2045، على الرغم من أن جزءا كبيرا من هذه الزيادة ستحدث في الجزء الأول من تلك الفترة، وفقًا للتقرير الصادر عن أمانة منظمة أوبك في فيينا.
وسيلبي النفط 28.1٪ من الطلب العالمي على الطاقة بحلول عام 2045، منخفضا عما نسبته 30٪ عن عام 2020، ولكنه سيكون متفوقا على الغاز الطبيعي بنسبة 24.4٪ والفحم بنسبة 17.4٪.
وتشكل مصادر الطاقة الكهرومائية والنووية وطاقة الكتلة الحيوية ومصادر الطاقة المتجددة الأخرى مثل الرياح والطاقة الشمسية الباقي.
أحد الأسباب الرئيسية التي تم الاستشهاد بها لتراجع استخدام الطاقة في العالم الأكثر تقدما هو الديموغرافيا: تقلص وشيخوخة السكان، الأمر الذي بدوره يؤدي إلى انخفاض النمو الاقتصادي.
إلى جانب ذلك، أشار التقرير إلى أن الوعي المتزايد بالحاجة إلى تسريع الإجراءات للتصدي لتغير المناخ أدى إلى وجود نوايا لاتباع سياسة جديدة طموحة للوصول إلى صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050. واقترح كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة واليابان والمملكة المتحدة وكندا والبرازيل خرائط طريق لتحقيق أهداف جديدة.
التعليقات مغلقة.