بقلم د/أحمد عيسى:
أهمية تعلم فن التحفيز فى عصر الحداثة
أعزائى القراء فى ظل التحديات التى أصبحت تواجه الجميع فى عصر الحداثة والتقدم العلمى الرهيب وسعى الجميع لتأمين متطلباته بسبب طغيان المادة على كافة مناحى الحياة ، سواء فى مجال الأسرة وتربية الأولاد ، أو بيئة العمل والتعامل مع المرؤسين أو الرؤساء فى العمل ، أو الزملاء فى الدراسة ، أو الجيران فى محيط السكن أصبح من الأهمية بمكان تعلم فن ومهارات التحفيز لأن كثيرا من الأمور لن تتم بشكل سليم ما لم يكن الشخص القائم عليها محفزا بالشكل الملائم لإنجازها .
ولذلك التحفيز مهم جدا فى كل شئ ، سواء مع الأبناء والأزواج والزوجات والأهل ومع الطلبة وفى المصالح الحكومية والشركات وغيرها ……
ودعونا نعرف معنى التحفيز ، يقول “دينس واتلى ” التحفيز هو إشعال الرغبة ، ويقول “جون ديوى ” التحفيز هو الدافع للإنسان لعمل أى شئ ، لأن الإنسان يسعى لأن يكون شيئا مذكورا فى هذه الحياة .
ولكن هل نقوم بالتحفيز لكل الأشخاص على الإطلاق ؟
بالطبع لا يتم التحفيز مع عدم الرغبة ونفاذ الإمكانيات لأن التحفيز فى هذه الحالة سيتسبب لمن ليس له رغبة ونفذت إمكانياته فى مرض وسيحتاج لعلاج طويل ، وهذا المرض هو أن الشخص سيحتاج للتحفيز دوما فى كل ما يقوم به ، وإذا لم يتلقى التحفيز فلن يقوم بأى عمل بشكل تلقائى ، وهذا عكس ما يراد من التحفيز ، لأن التحفيز هو جرعة دافعة إستثنائية للشخص لكى يعمل بعدها بشكل تلقائى وليس بشكل تحفيزى دوما ، لأن الحياة فيها الأبيض والأسود والوردى ، ولكن أن نرتب حياتنا على أن لونها كلها وردى أو كما تقول الفنانة الراحلة سعاد حسنى (الحياة بقى لونها بمبى ) فهذا لا يصنع أشخاص قادرين على إجتياز الصعاب والعمل تحت الضغوط والتوتر .
وقبل أن نشرع فى شرح طرق التحفيز تعالوا بنا نتعرف على أهم طرق الإحباط لفريق العمل وهى التى للأسف يتبعها كثير من مديرى فرق العمل ، فبكل بساطة إذا أردت أن تحبط مرؤوسيك فعليك بإتباع التالى :
أشعرهم بعدم الإستقرار ، مثل تهديدك لهم بأنه يمكن الإستغناء عنهم فى أى وقت .
الغبن وعدم التقدير “مثل عدم شكرك له على مجهوده فى العمل ”
عدم الإحترام
الوعود الوهمية ” مثلا كل واحد هيركب سيارة والمرتبات هتتحسن بعد كام سنة ووو”
الروتين ” الإلتزام بالسلم الوظيفى ”
الديكتاتورية ” الرأى الواحد وعدم التشاور معهم ”
الأوامر المتضاربة ….
للأسف كثير مما سبق منتشر بكثرة فى مجتمعاتنا العربية ، ثم نسأل بعدها لماذا لا يوجد ولاء وإنتماء للموظفين وأماكن عملهم .
وبعد أن علمنا أهم أسباب إحباط الأشخاص ، وقبل أن نعرف كيفية التحفيز تعالوا بنا نعرف فوائد تعلم فن التحفيز .
لا شك أن الأشخاص الذين يمتلكون مهارات التحفيز لغيرهم يشكلون عاملا أساسيا فى ظهور طاقات إيجابية هائلة لدى أولئك المستهدف تحفيزهم ، وهذه الطاقات والفوائد تتلخص فيما يلى :
الإنتماء والولاء للكيان الذى يعمل به أو ينتمى إليه
الإلتزام بالمواعيد خاصة موعد الحضور
شيوع حالة من الحيوية العامة
تصدير المسئولية بمعنى تحمل المسئولية
الخوف على العمل
مما سبق يتضح لنا أن التحفيز مهم جدا فى تماسك الجبهة الداخلية للكيانات والمؤسسات ، والأن جاء الدور لنعرف أهم الطرق التى يجب إتباعها إذا أردنا تحفيز شخص ما أو طفل أو زوجة أو زميل عمل أو دراسة .
الإطراء وتذكر أن الكلمة الطيبة صدقة
المكافأة “الشكر على الإنجاز حتى ولو بكلمة شكر أمام الأخرين ”
الإرتقاء فى السلم الوظيفى ” على القائد أن يحرص على إرتقاء من يتبعوه إداريا ويساعدهم فى الترقى لأن ذلك أحد أسباب الإستقرار والحرص على المصلحة العامة ”
عقد الدورات التدريبية بشكل منتظم
إشراكه فى صياغة القرار “الإجتماع الدورى لهم وسماع أرائهم ”
التفويض الفعال “التفويض الفعال أى الكامل الغير منقوص والغير مسلوب الصلاحيات ”
أخبرهم بمنحنيات الطريق ، القائد الفعال هو الذى يوضح الأمور لمن يتبعه إداريا ويخبرهم بالعقبات التى تواجه طريقهم وليس ذلك الذى يجمل المشهد ويزيف الصورة حتى يثق الجميع فيه عندما يخبرهم بأى إنجازات
إجتماع الإنجازات ” إجتماع شهرى لتقييم ما تم إنجازه من خطط وشكر الفريق على تحقيق مخطط الشهر وعدم الإنحراف عن المخطط والهدف العام ”
وبذلك نكون قد وصلنا لختام مقالنا وإلى اللقاء فى مقال أخر وفن جديد من فنون الحياة والإدارة .