كتبت – ابتهال آدم
أستكملت وزارة الشباب والرياضة برئاسة المهندس خالد عبد العزيز من خلال الإدارة المركزية لشئون الوزير (مكتب الشباب الافريقي) بالتعاون مع مجلس الشباب العربي والإفريقي، فعاليات مهرجان الشباب العربي والإفريقي في نسخته الثالثة حيث عقدت الجلسة الأولى من جلسات المهرجان تحت عنوان ” أهمية العلاقات العربية الافريقية ” والتي ادراها الإعلامي محمد حسان بحضور الكاتب السعودي الكبير حسن على البطران، الاتحاد العربي للقصة والسرد، والأستاذة فاطمة الزهراء محمد، رئيس الإدارة المركزية لمكاتب إعلام افريقيا والعالم العربي ودول الجوار بالهيئة العامة للاستعلامات .
ومن جانبها أعربت فاطمة الزهراء محمد، رئيس الإدارة المركزية لإعلام افريقيا والعالم العربي ودول الجوار بالهيئة العامة للاستعلامات، عن سعادتها لحضوره هذا المهرجان الذي يعمل على توثيق العاقات بين الدول العربية والافريقية مشيرة إلى أن موروثنا الحضاري والثقافي يفرض علينا نوعا من الامتزاج والتعاون مما يستوجب معه أن نتكاتف ونتعاون ونعمل على كافة المستويات سواء الحكومية منها والشعبية حيث لا بد من تكوين رؤية ذات تنسيق مشترك بين الدول العربية والافريقية من خلال استراتيجية واضحة للتعاون على جميع المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها بالإضافة إلى فتح مزيد من القنصليات وتكثيف اللقاءات والزيارات على المستوى الرسمي، والتكامل على المستوى الفني والتبادل التجاري والصناعي من خلال التكتلات الاقتصادية والعربية المشتركة .
وأضافت فاطمة الزهراء محمد، أن الجانب الاقتصادي للدول يحظى بتدخلات شديدة حيث لا يوجد من يعمل بمعزل عن الاقتصاد العالمي ولا عن الدول الأوروبية ولا عن الطامعين في الدول العربية والافريقية مطالبة بإنشاء اتحاد على غرار الاتحاد الأوروبي ليكون العمل على أرض الواقع نحو إقامة منطقة افريقية عربية وسوق عربية افريقية مشتركة ومشاريع استثمارية واقتصادية مشتركة بالإضافة إلى إنشاء بنك للمعلومات تتوافر فيه كافة المعلومات والبيانات اللازمة عن كل الدول العربية والافريقية بما يساعد في إنشاء حزمة من المشروعات المشتركة ليجني الجميع ثمارها مع ضرورة الاهتمام بالرصد والبحوث في المجال الاقتصادي عن طريق الجامعات والمركز البحثية، وتعميم التجارب الناجحة على الدول العربية والافريقية وصولا في النهاية إلى تفعيل التكامل الاقتصادي بين الدول العربية والافريقية.
وأكدت رئيس الإدارة المركزية لإعلام افريقيا والعالم العربي ودول الجوار بالهيئة العامة للاستعلامات، على أن هناك دور للإعلام حيث أننا في حاجة شديدة إلى وجود آلية إعلامية تستطيع أن تتواكب مع هذا الحراك الشبابي والاقتصادي والاجتماعي، فهناك العديد من الأفكار التي يمكن بها تحقيق ذلك ومنها إنشاء إذاعة شبابية أو قناة شبابية وإبرام البروتكولات بين مختلف الإعلامين في العالم العربي والافريقي، والبحث عن إنتاج عربي أفريقي مشترك في مختلف المجالات وخاصة على مستوى السينما التي تساهم في تشكيل الكثير من وعى وثقافة الشعوب، وإتاحة الفرصة للتدريب الفني للشباب على الإعلام بالإضافة إلى الاهتمام بالوكالات الإعلامية المختلفة وتنقية المصطلحات بما يضمن التلاحم مع وكلات الأنباء في العالم العربي والافريقى لشكل الصورة التي نريد أن يرون بها والتي نرى بها العالم في ظل امتلاكنا الموارد البشرية والتراث الفكري والحضاري والثقافي الذى يساعدنا على ذلك فلا ينقصنا إلا العمل ووضع الخطط موضع التنفيذ .
وأشار الكاتب السعودي الكبير حسن على البطران، الاتحاد العربي للقصة والسرد، في كلمته خلال الجلسة الأولى من مهرجان الشباب العربي والافريقى الثالث إلى أن العلاقات بين الشعوب العربية الافريقية على اختلاف مستوياتها يمكن الحديث عنها من خلال عدد من المعطيات التي تمثل أساس لتشكيل وتبادل العلاقات بين الدول العربية والافريقية، وفى تكون مثل هذه العلاقات التاريخية التي بدأت منذ بداية التاريخ أو قبل بداية تدوين التاريخ والمتمثلة في المعطى السياسي بأفعاله المتعددة، والمعطى الاقتصادي الذى هو المحرك لكل الشعوب لتطورها ونموها والعنصر المهم في العلاقات بين الدول العربية والافريقية، والمعطى الاجتماعي الذى يعبر عن مستويات الشعوب وتداخلها من خلال التزاوج والهجرة والتعليم، والمعطى الديني المتمثل في انتماء الشعب العربي والافريقي إلى الدين الإسلامي والمسيحي، والمعطى الرياضي وما له من دور كبير في التواصل بين الشعوب العربية والافريقية، والمعطى الثقافي المتمثل في مدى امتلاك ونقل الأفراد العربية والافريقية للعادات والموروثات من الشعب نفسه الى الآخرين في المنطقة الافريقية والعربية والعكس في عملية متبادلة فيما بينهم حيث أن ترويج هذه الثقافات هنا هو أحد المعطيات في التقريب والتواصل بين الشعوب .
وأوضح الكاتب السعودي الكبير حسن على البطران، أن نقل المعطيات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والرياضية والثقافية لا يتم إلا بوجود خطوط مشتركة وعقد اللقاءات العربية المشتركة أكبر مثال على ذلك حيث أن بالتواجد في هذا المهرجان يعطينا علاقات ثنائية وجماعية تزيد من أهمية التواصل بالإضافة إلى الحاجة إلى وجود أداة إعلامية مشتركة في ظل الدور الكبير الذى يلعبه الإعلام في نقل تلك العلاقات وترويجها من منطقة لأخرى، فضلا عن ضرورة تبادل المنح الدراسية بين الجامعات العربية والافريقية، وإقامة العلاقات على الجانب العربي والافريقى بأختلاف أنوعها لما لهذه العلاقات من أهمية كبيرة بالنسبة للشباب، والعمل على تطوير تلك العلاقات على جميع المستويات، وصياغة استراتيجية مشتركة تحقق التعاون المنشود، وتأسيس مراكز أبحاث متخصصة تقوم بدراسة المشكلات المشتركة بين الدول العربية والأفريقية وخاصة المشكلات الاقتصادية منها لأن الاقتصاد هو العصب في كل سبل الحياة، ونشر الثقافة العربية والافريقية من خلال البرامج الثقافية والمنتديات الشبابية والجامعية المختلفة، وإنشاء مؤسسات عربية افريقية جديدة مشتركة من أجل إقامة مشروعات مشتركة فيما بينهم، وإحياء وتفعيل دور المؤسسات الدينية ( الأزهر الشريف والكنيسية المصرية بالقاهرة)، وإقامة لقاءات عربية افريقية دورية بين المفكرين والمثقفين والأدباء والشباب، وتشجيع ونشر اللغة العربية في المدارس العربية والأفريقية، هذه التوصيات يمكن ان توطن العلاقات العربية والأفريقية، وتكرار هذه المهرجان سنويا لتكون هذه العلاقات أكثر توطدا مما يساهم في خلق نوع من التواصل ويعمل على نقل الثقافة العربية والأفريقية بين الدول وبعضهم البعض.