مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : شياطين يتحدثون بلسان التقاليد

29

 

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب نزار قباني في ذكراه

خيبة الأمل وتأثيرها على الشخص 

تاريخ مسيرتنا انقى من أن يلوثها الأشرار وأن يلوثها من لا ضمير له والقلوب النقية لا يستغفلها إلا ضعاف النفوس في هذا الزمن كم جاهلاً اصبح عالماً وكم عالماً ضاع في جب هذا العالم المسحوق؟ رواية من مسيرة النضال في طرق الفلسفة الذي تعاصر الإنسان سوف تنصدم بجاهل متملق لكي يسقطك ارضاً ويجعل من لا علم له يسير عليك لكي يسبقك عليك لا تتفاجأ ولا تنصدم وتكمل المسيرة سوف تجد هناك من يقف معك ويقدر قيمتك الإنسانية لم نبيع مبادئنا حتى في اشد مواقفنا واقفين صامدين فالمبادئ لا تباع في سوق من يدفع أكثر المبادئ ضمير و يا ويل من يؤلمه ضميره سيرافقه كظله طول حياته حكاية ستستمر ليكمل مسيرتها أجيال أخرى وهذاهو الهدف الحقيقي للاجيال الآتية و لبناء أمة عليك بناء الجيل الجديد فرب الأسرة هو الباني للأجيال والمثقف هو من ينشر ثقافة البناء فكيف يتم بناء جيل مع ما يتماشى في عصرالتقدم والتكنولوجيا لذا تجد اي امه أو مجتمع أو وطن متطور يعود الفضل لرب الأسرة وفلاسفتها فويل لأمة تسرق اللقمة من أفواه الفقراء وويل لأمة تزيد الغمة برياء وخرافة الأولين وتعتاش قوتها بسلب جيوب المحتاجين ويل فويل فويل من باع الضمير وجعل نفسه كمداس يلبسه الحقير وجعل أرضه مستباحه يمر على بطون جائعه وظلام دامس طريق الجهل الذي أنهك الشعوب يبحرون في قارب الفقر والذل والضحك على مجتمعاتهم تحت مسميات مختلفة لتريق دماء من لا دماء لهم أنهكهم الجوع وأتعبهم الحلال والحرام امتصوا دمائهم بإسم الشرع والقانون الإلاهي وهم لا حول ولا قوة لهم
صورة قاتمة لن تستطيع ان تحدد معالمها او ملامحها في هذا الزمان عندما تكتشف ان من يدعون الطهر جناة يمارسون النهب والفساد بكل اشكاله والوانه والتدنيس في الوقت الذي تظهر به براءة بعض المتهمين فيهم من هم اغبياء قد يقعون في المحظور دون ارادتهم وفيهم من لا يجيدون الدفاع عن انفسهم حتى ولو كان بهم خصاصة
فعلا كثيرون هم اولئك الذين لايلوون السنتهم ويقسمون بأن اياديهم بيضاء وهي سوداء ليظهروا في النهاية انهم نعاج ولا اقول ذئابا وربما وحوش او اقرب للخنازير على اعتبار ان الخنازير معروفة ومحرمة كونها قليلة الحس والشرف كما يقولون ثمة صور مفزعة تشاهدها هذه الايام اينما ذهبت تظهر دون الرؤية تمتزج فيها كل النقائض يبرأ فيها المجرمون ويدان فيها الابرياء تسود فيها الألوان الرمادية وبحار ومحيطات لا يستطيع ان يرى فيها الناظرويعثر على ملامح واضحة
كم قناع تعيش به هل تمتلك الشجاعة لتفصح عن أقنعتك التي تضعها في حياتك اليومية ؟ كان مجرد سؤال وضعته بالفيسبوك لقياس قدرة المتابعين على الإفصاح بصراحة عن أقنعتهم التي يعيشون بهافي المجتمع على هامش ممارسة حياتهم اليومية وفي بيئة العمل والدراسة فكان التجاوب من الكثير في الاعتراف بأنهم يعيشون بأكثر من قناع البعض وصفها بالتلقائية والنفسية والبعض الآخر وصفها بمواجهة الحياة والناس بطبائعهم
ربما واجهنا في حياتنا شخصيات بوجوه مختلفة وبأنماط وحالات متعددة خدعنا بها واعتبرناها قدوة ولكن مع الوقت تبين لنا بأن الصورة التي رسمناها عنهم كانت مجرد قناع سقط مع أول امتحان وكقطرات المطر التي تزيل الغبار عن الشجر حين تتساقط لتمسح ذلك الغطاء المزيف وتكشف حقيقة الثمار سواء كانت طيبة أو خبيثة وهذا الأمر ينطبق على الأشخاص حولنا فمجرد المواجهة أو الاحتياج ستكتشف عدد الأقنعة التي يضعها من حولك
التعذر بطبيعة الحياة والظروف التي تعيشها فيها هي من ترغمك على لبس قناع معين ربما من باب المجاملة وربما هروباً من الواقع قد لا تكون هي الحقيقة فكثير ممن هم يمارسون الخداع والمكر غالباً ما يتظاهرون بالطيبة والإيجابية كي ينالوا ما يريدون وسرعان ما يكشرون عن أنيابهم وأعمالهم الشيطانية دونما اعتبار للصداقة والزمالة لتكتشف بأنك كنت مجرد مخدوع في كاريزما مزيفة متلونة بأقنعة متعددة
هل نستطيع العيش بطبيعتنا بدون الكذب على ذواتنا أولاً والآخرين من حولنا ثانياً ؟؟ لماذا لا نعامل الناس بما نقتنع به بدون قناعات التزييف والتملق أو بقناعات المكر والخداع بداعي الطيبة الزائدة والإيجابية المثالية عكس ما نؤمن به بداخلنا
ما الذي سيحدث لو عاملنا الناس بشخصيتنا الحقيقة بدون أي مساحيق وأقنعة نتوارى خلفها
هل سيؤثر ذلك على حياتنا أم أنه سيمنعنا من الاستمتاع بالحياة؟؟
هل باتت الحياة قبيحة لهذا الحد حتى صرنا لا نستطيع العيش فيها إلا بالتضليل والتطبيل؟؟ فالعامل يتملق لصاحب العمل لكسب وده والمسؤول يتملق ويتظاهر بالحب كي يكسب تعاطف الناس حوله والصديق يجامل صديقه كي لا يحرجه والزوجة تتزين بقناع النفاق كي لا تغضب زوجها و الزوج يضع قناع القناعة كي لا تتفكك العلاقة
كم من شخص وقع فريسة وضاع مستقبله بسبب قناع صديق مقرب منه وكم من علاقات أسرية تفككت وتمزقت لأن الحياة كانت قائمة على أقنعة مزيفة
كم من شخص وقع فريسة وضاع مستقبله بسبب قناع صديق مقرب منه وكم من علاقات أسرية تفككت وتمزقت لأن الحياة كانت قائمة على أقنعة مزيفة
إذا فنحن اليوم نعيش في وهم كبير نغالط فيه أنفسنا ونحاول التأقلم ومع ذلك لا نستطيع فرغم كل ما نقوم به إلا أننا غير راضين عن حياتنا لأننا نمارس النفاق والتزييف وننشئ جيلا جديدا يحمل ورثنا الذي تركناه له وضع الأقنعة كدرع يتحصن به لمواجهة متطلبات الحياة ويستطيع النجاح عبر الوهم المزيف والقناع الخادع ثم لنعيبه حين يخطئ بحقنا رغم أننا من علمه ذلك
هل حان الوقت لنكاشف بعضناالبعض ونتخلى عن هذه العادات السلبية في حياتنا ونظهر للواقع بحقيقتنا بدون مساحيق التجميل لأخلاقنا وسلوكنا المغاير لما نعيشه
فصعودك اليوم بقناعك المزيف سيرغمك على السقوط غداً بقناع شخص آخر
حيث أصبح المجتمع بأكمله قائم على سياسة الوصول عبر بوابة الكذب والخداع من خلال وسائل مختلفة يقوم الناس من خلالها بالظهور بينما حين تفتش في سلوكهم الحقيقي وحياتهم اليومية ستكتشف الطامة الكبرى فكم من شخص وقع فريسة وضاع مستقبله بسبب قناع صديق مقرب منه وكم من علاقات أسرية تفككت وتمزقت لأن الحياة كانت قائمة على أقنعة مزيفة ومع مرور الوقت اكتشفوا بأنهم يعيشون في صراع وتناقض لما كانوا عليه منذ البداية ربما كانت الصورة القاتمة منظمة بالمسؤولين ونواب الشعب باعتبارهم أكثر من يضع الأقنعة في الانتخابات والخطابات لتسويق وبيع الوهم للمواطنين لكن اتضح بأن هذه الأقنعة هي أصلاً تنتج من قبل المجتمع ذاته ومن ثم تصعد بالمسؤولين ليقوموا بكي الشعب بنار الأقنعة التي نشئوا عليها خلال حياتهم اليومية
في النهاية وفي هذا الزمن الرخيص جدا لن نعجب ابدا ان اكتشفنا ان هناك من يكشف عن سرقات كثيرة قد رتب تفاصيلها بنفسه
انه زمن العجائب والفحشاء بكل انواعها وخداعها عينك عينك دون وجود رادع غيور وتاريخ هزيل جدا يعيد نفسه بسرعة فائقة في مثل هذا الزمن المعيب والمتخبط من هنا يحق لنا ان نخاف ونرتجف على ماهو قادم ومضيء متربص بنا جميعا وبدون استثناء معنا كل الشياطين اصحاب الألسنة المعسولة التي ساهمت بما نحن عليه من تشرذم وضياع
مع كل هذا يتبجحون وهم شياطن في رداء الفضيلة فلا تدع الظروف ترغمك على تغيير قناعاتك مهما كانت المغريات فلا خير في نجاح على حساب قناعات مزيفة وكذب فاضح

التعليقات مغلقة.