مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب :” رمضان يجمعنا “… “سارعوا لرد المظالم قبل فوات الأوان”

9

 

قد يهمك ايضاً:

كيف تصبحين أم وعاملاً

بنات وبنين وسن المراهقة

ما أسرعك من أيام تمر ولا نشعر بها لحظة تدبر مع نفسي جعلتني أتامل قليلاً سرعة الحياة وسرعة الأيام وكيف أننا نخاف من المستقبل والمستقبل يمضي دون توقف وبسرعة بالكاد نتداركها تجعل البعض منا يفكر كيف سيكون حاله غداً والبعض الآخر منشغل بملذات الحياة محاولاً أن يستفيد من جميع لحظاتها دون أن يضيع لحظة واحدة من وقته
يا ترى هل الجميع يشعرون بسرعة الوقت
أم زادت عليهم مشاغل والتزامات الحياة سؤال ؟
راودني كثيراً فسألت الكثيرين عنه ومن مستويات معيشية مختلفة فربما الغني يشعر بالوقت عكس الفقير و لكن الأجوبة كلها كانت متشابهة نعم الأيام تمضي سريعاً دون أن نشعر بها لقد اشغلتنا الحياة و بدأت سرعة الأيام و الحياة تنخر في أعمارنا لكننا للأسف لانشعر بذلك تتغير الحياة و تتغير الناس و تتغير العادات و تتغير التقاليد حتى النفوس تتغير فمن كان أخاً بالأمس أصبح عدواً اليوم كل يتنافس للظفر بمصلحته و لو كانت من خلال الطعن في ظهر أخيه و من سرعة الأيام أصبحنا نشعر بالأحداث في هذا العالم تمر بنا الواحدة تلو الأخرى كأنها لحظات لكنها في الواقع تدور على مدار شهور و سنين بينما تسارع الأيام يشعرنا أنها متتالية
دعونا نتوقف لبرهة مع أنفسنا و ننظر لما حولنا و لننظر لأعمارنا فإننا نكبر و تمضي بنا الحياة و سيأتي اليوم الذي سنكون فيه ربما ذكرى جميلة عند البعض يطلبون من الله الرحمة لنا إذا مررنا في بالهم و ربما ينسانا غيرهم و تنتهي معرفتهم بنا بإنتهاء حياتنا
دعونا نعيش يومنا لنستعد فيه للغد والغد ليس اليوم التالي ليومنا هذا كلا بل الحياة الأخرى بعد هذه الحياة فالحياة هنا فانية و لو دامت لغيرنا لما افتقدنا و اشتقنا للكثيرين ممن أصبحنا بالكاد نتذكرهم مرة في العام
في هذه الأيام المباركة التي نعيشها الآن و يتسارع الجميع لإنهاء أشغاله و ترتيب أموره قبل بداية رمضان و لاشك أن لكل فرد منا استعدادات خاصة لاستقبال شهر رمضان و لكن أي الاستعداد أولى بالأهمية من غيره لاشك أن الاستعداد بتطهير النفس و التحلل من مظالم الخلق هو أهم و أفضل استعداد يستعد به المسلم لاستقبال شهر رمضان المبارك فالمسلم الفطن العاقل هو من يسارع بطلب العفو و المغفرة ممن ظلمهم قبل هذا الشهر الكريم استعدادا منه للطاعات و العبادات فلا بد أن يتحلل من حقوق العباد و يرد المظالم إلى أصحابها
ومن الأمور المؤسفة التي نراها في هذا الزمان
أن بعض المسلمين اليوم لا ينتبه لأخطائه في حق الآخرين و لايحاسب نفسه على ما اقترفه لسانه من الإثم و السوء فالبعض يغتاب إخوانه ويقع في أعراضهم والبعض يشهر بهم بدون وازع من دين أو ضمير والبعض يترقب زلات أخيه فيصطاد في الماء العكر ليضر بأخيه المسلم والبعض يحيك ويضمر السوء لإخوانه من أجل مصالح شخصية والبعض يمشي بين إخوانه بالنميمة
فانتبه أخي المسلم كل هذه مظالم عليك
لابد من استحلال أصحابها قبل فوات الأوان كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يأتي يوم لا مالا فيه ولا بانون
فليبادر من كان عليه مظلمة لأخيه أو شخص قريبٍ منه أن يتحلله ويطلب منه المسامحة والعفو فاليوم يمكنه الوصول إليه بكل سهولة ولا يكلفه الأمر عنتا ولا مشقة فقط قليل من التنازل عن الكبرياء والعظمة وقليل من التواضع والرحمة والمستفيد الحقيقي هو الظالم نفسه فكل من يخاف على أجر عمله ويحرص على نوال القبول من ربه فيتخلص من حقوق الناس ويرد مظالمهم
وكذلك يقبل على الله بنفس طاهرة من حقوق العباد لا تقيدها المظالم في طريقها إلى الشعور بروحانيات موسم الطاعات في شهر رمضان المبارك
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم أخوف الناس من ربه وأخشاهم له عز وجل وأحرصهم على أن يلقى الله عز وجل وليس لأحد عنده مظلمة له ومن ثم كان الإنصاف والقصاص من النفس من جميل الأخلاق التي تحلى بها سيدنا محمد صلوات الله وسلامأ عليه
فنصيحتي لكل مسلم قبل القدوم على هذا الشهر الكريم المبارك أن يتحلل من مظالم وحقوق عباد الله تطهيرا لنفسه وروحه قبل الدخول في سباق العبادات والأعمال الصالحة في شهر الطاعة والمغفرة
‏اللهم صفي قلوبنا و أغسل ذنوبنا وأستر عيوبنا وزكي نفوسنا اللهم اجعلنا ممن طاب ذكرهم وحسنت سيرتهم و استمر أجرهم في حياتهم و بعد مماتهم اللهم
ياودود أسألك لي ولاحبتي لذة السجود
ودعاء غير مردود وفرج ورحمة منك يامعبود وأبعد عني وعنهم البلاء اللهم طهرنا وطهر قلوبنا اللهم لاتجعلنا من الظالمين ولاتجعل لمسلم مظلمة عندنا
أبدا ما أحييتنا يا رب العالمين

التعليقات مغلقة.