مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : جشع مافيا الدروس الخصوصية

40

 

 

قد يهمك ايضاً:

المرأة والمسئولية وضغط العمل

تلاميذ عمرو بن لحي

وحوش الدروس الخصوصية يلتهمون جيوب المصريين للمراجعة النهائية للثانوية العامة حالة من الغضب والاستياء الشديد انتابت أولياء أمور الطلاب بمدن ومراكز محافظات مصر والقرى التابعة لها خلال هذه الفترة بسبب ما وصفوه بجشع المدرسين الخصوصيين وما يسببه لهم من أعباء مادية بسبب المبالغ الطائلة التي وصلت الي 120 جنيه مصري للحصه في الساعة التي يتقاضونها مقابل أن يلقنوا أبنائهم المواد الدراسية الأمر الذي يدفع المدرسين لإعلان حالة الطوارئ تزامنا مع بداية الفصل الثاني من العام الدراسي للمراجعة النهائية سواء كان ذلك على المستوى النفسي أو على المستوى المادي لتزداد أعباء الأسرة المصرية فوق ما تحتمله من أعباء لتسديد فاتورة هذا الأمر الحتمي الذي أصبح الطالب لا يستغنى عنه
إنهم مجرمو الدروس الخصوصية الذين وجدوا ضالتهم في هذا الطريق السريع للثراء على حساب القيم والمبادئ و حتى سمعة المعلم وهيبته انه الجشع في حب المال وعمى البصيرة التي تجمع في هؤلاء فتوسعت الذمم حتى اصبحت تقبل كل فعل وكل شيء حيث كان في السابق مستوى التعليم لدينا لم يكن بهذا الضعف من قبل
وانا ابناؤنا ليسوا كسالى أو بطيئي الفهم اذا وجدوا من أخلص بعمله واجاد شرح وتوصيل المعلومة و هناك فارق كبير وواضح بين المستوى التعليمي قبل ذلك وبعد التطور التكنولوجي الذي حدث في التعليم واذا كانت امور عدة قد بقيت على حالها فهناك ما تغير بعد الغزو التكنولوجي والاهم من ذلك هبه الهيئات التدريسية في مختلف مراحل التعليم وهم بلا شك حجر الزاوية في العملية التعليمية و ان اختلاف طريقة الشرح وايصال المعلومة تختلف من معلم لآخر فهناك من يجيد وهناك من هو متواضع لكن تأثير هذا التباين دائما ما يكون محدودا على الطالب وذلك لتلقيه العلم من عدة معلمين بعضهم يجيد وبعضهم يحاول وهناك من هو متواضع لكن ان تتحول غالبية طلابنا في فترة زمنية قصيرة الى ناس لا تفهم وتحتاج لجرعات تقوية في جميع المواد
فهنا اجد علامة تعجب كبيرة جدا ؟؟ اذ ان الاسر لم تغير طريقة متابعتها لابنائها وتحصيلهم التعليمي لكن المعلمين تم تغييرهم وهذا التغيير اثر على العملية التعليمية بشكل عام والطلاب بشكل خاص
لست هنا للتهكم على فئة معينة ولكن الحق يقال في ما تراه الاعين ويقبله المنطق
لماذا اصبحت اعلانات لممتهني الدروس الخصوصية؟
فمن يبحث عن عمل هو من لا يعمل وهم فعلا كذلك والا كيف له من طاقة ان يقدم دروسا خصوصية من العصر الى منتصف الليل منتقلا بين المنازل
فمتى يرتاح هذا المسكين ؟؟ طبعا في الفترة الصباحية فيبذل اقل مجهود في المدرسة حتى يصحصح للدروس الخصوصية وما ياكلها الا عيالنا هذا الجشع والنهم باعطاء الدروس الخصوصية رغم تجريمها يجردان هذا المعلم من صفته كمربي اجيال فهو يعلم انه يجرم بحق الاجيال لان باله مشغول بتشطيب العمارة التي بناها او السيارة التي يركبها ويخشى الا يتمكن من شراء الارض المجاورة للعمارة قبل نهاية السنة
وانا هنا لا اعترض على العمل الاضافي لزيادة الدخل فلكل مجتهد نصيب ولكن ليس على حساب التعليم ومستواه وليس على حساب القيم والمبادئ ليس على حساب القانون الذي يجرم هذا الفعل ويعتبره نوعا من انواع النصب بل الاهم ليس على حساب التغافل عن الحلال والحرام
كارثة هؤلاء المجرمين لا تتوقف على اعطاء الدرس الخصوصي حيث ان الظاهرة آخذة بالانتشار مما زاد التنافس بينهم فأخذ البعض يقدم التنازلات الادبية والاخلاقية والمهنية من خلال اعطاء الدرس الخصوصي مع امكان تسريب الامتحان وبذلك ترتفع اسهمه ويزداد الطلب عليه والنتيجة طالب ناجح دون دراسة
فما توقعكم مستقبله المهني؟
الحديث هنا ليس مقتصرا على المعلمين فضعف النفس ليس له جنسية لكنها ظاهرة تفشت وانتشرت حتى طرقت اغلب ابواب المنازل وبدت ظاهرة مع التغيير الكبير الذي التطور التكنولوجي في التعليم و شمل طاقم المعلمين اذا كان الاخوة المسؤولون في وزارة التربية واذا كانوا جادين بمحاربة هذه الآفة الدخيلة فيجب اشراك وزارتي الاعلام والداخلية ووضع قانون حقيقى بالاقصاء للمعلم والسجن لمن يمارس ذلك إن الإمكانات الكبيرة التي توفرها الدولة للتعليم تفرض أن يكون التعليم جيداً وأن العكس هو الذي يحصل ويجب أن تتغير معاملتنا مع الظاهرة بأن يكون التعليم جيداً وأن القضاء على بخطورةخ الخصوصية جزء من إصلاح التعليم وتأتي عملية توعية أولياء الأمور بخطورة الظاهرة وأن التعليم في المدرسة وجدية الطالب مطلوبة وبخاصة أن معظم أولياء الأمور اليوم متعلمون
إن الغاية هنا تبرر الوسيلة فالغاية نجاح الطلبة مهما كانت الوسيلة مدمرة سواء بالدروس الخصوصية أو الغش أو استخدام الواسطة لتحقيق ذلك الهدف والنتيجة تدمير التعليم وتهديد مستقبل الأجيال والدول ثم هل تحقق الطلبة وأولياء أمورهم من أن الذين يقومون بالتدريس الخصوصي مؤهلون لهذه المهمة لا بد من ذكر الآثار السلبية التي تترتب على شيوع ظاهرة الدروس الخصوصية لا سيما في أيامنا الحالية مع الأسف الشديد

التعليقات مغلقة.