مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: الوجود الزائف للبشر

4

 

قد يهمك ايضاً:

أنور ابو الخير يكتب : توحش المصلحجية

الصحة النفسية ….الرهاب الاجتماعى …حلقة 39

ليس في الدنيا ما يبكينا أكثر من أن نفجع في الأقربين ونكتشف حقيقة المزيفون
بمجتمعنا الحالي الذي نعيش فيه في أي زمان نحن
هل نحن نعيش في ظل الوجود الزائف
أم هو عصر عدم الإحساس بالآخر والأنانية
أم هو عصر الجنون أم هو عصر الفساد أم هو عصر النفاق والرشوة

إن الزمن يفاجئنا بمثل هؤلاء وأولئك و بما لم يكن في الحسبان في هذه الحياة المليئة بالكثير من الأمور المزيفة والغير حقيقية والتي دائما لا يراها الإنسان إلا إذا وقع في ضيق او صعاب فيظهر له الحب المزيف والصداقة المزيفة لذا احذر دائما من كل شخص ولا تتخذ من كل عابر يدخل حياتك خليل واعلم جيدا أن الأصدقاء المزيفون كثيرون في هذه الحياة وأن الأنسان أصبح يعيش فى تلك العصر في حالة جماعية زائفة لأنه قد اتخذ من الوجود مع الآخرين ذريعة للتنازل عن وجوده الخاص فلم يعد وجوده سوى مجرد انغماس في عالم تاني وهكذا فقد إنسان العصر الحديث إنسانيته وحريته وصار مجرد موضوع ينطق بلسان الآخرين ويتحرك في مجال ذلك الوسط الاجتماعي الغفل وهنا يحدث لك ضربين من الوجود البشري فيفرق بين وجود حقيقي أصيل ووجود زائف غير مشروع على أساس التمييز بين ذات حرة تأخذ على عاتقها مسؤولية وجودها وذات غريبة على ذاتها فقدت حريتها فأصبحت تحيا على حساب الآخرين فنحن نواجه في حياتنا اليومية نماذج من الناس منهم من امتلأت قلوبهم بالمحبة وعمل الخير والتفاني في خدمة الآخرين والمجتمع الذي يعيشون فيه ومنهم من اختاروا الشر طريقا ومنهجاً لهم في هذه الحياة وهو أسلوب وسلوك اعتادوا عليه في تعاملهم ظناً منهم أنهم يسيرون في الطريق الصحيح وفي الحقيقة إنما هم اختاروا الطريق السيئ المؤدي الى الشر والظلام والقسوة وهو من الأمراض الاجتماعية المتفشية بين الناس في وقتنا الحاضر نكران الجميل وهي صفة مذمومة تساهم بشكل كبير في اتساع الفجوة بين القلوب وتتنافى مع طبائع النفوس السوية التي طبعت على حب من أحسن إليها
فاتقى شر من أحسنت الية عبارة استخدمها الانسان كثيرا عندما يصادفه بعض المواقف السلبية من التعامل مع بني البشر من واقع تجربته الشخصية في هذه الحياة و يستخدمها الكثير و بمرارة لأنها وليدة تجربة ولأنها غالبا ما تأتي لتخاطب جراحهم ويجدون فيها نوعاً من السلوى
وغالباً ما يكون لديك أشخاص في هذه الحياة تربطك بهم علاقة وشيجة تهديهم أحاسيسك بكل معانيها تقف بجانبهم في كل وقت في الشدة والرخاء تقاسمهم الأفراح والأتراح ثم يأتي صولجان المقادير وتنقلب هذه المعاني في القلوب إلى جمود المشاعر والنكران ويبادلونك بكل أنواع الشرور
مؤلم ان يأتي اليوم الذي تشاهد ذلك فيه ان من كنت له سنداً كان لك ضداًومن كنت له عوناً وناصراً يغتال الود والوشيجة ويصبح أول الغائبين وأكثر المعتذرين عند وجودك بأزمة او ملمة من حوادث الدهر
لأنك الوحيد الذي يحرجه حضورك فكلما رآك ذكرته بفترة ضعفه فصراعه النفسي مع كبريائه لا يحب من اسدى اليه معروفاً وصارت له اليد العليا في شأن من شؤونه
حقاً لا أمل يزدهر ولا ناشئة ود تبقى ولا سعادة مرجوة تتم مع هؤلاء جمرات في القلب من الأسى ليس لها الا الصبر الجميل
ومهما يكن فإن الجحود قطعاً لن يؤثر في شلال المعروف ولن يلعب دوراً سلبياً في تغيير السجية النبيلة ولن يؤثر في الرغبة في إسداء الأيادي البيضاء للآخرين دون انتظار النتيجة لنبرهن حقاً بأن نوازع الخير تطغى على الجوانب المظلمة في نفس ذلك الجاحد من أنانية وحب للذات
فالنفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران بل إنها على الدوام وفية معترفة لذوي الفضل ليتأكد أنه في علاقاته مع غيره يسير على الطريق السوي الذي يكون سبباً في سعادته وطريقاً لارتقائه في التعامل مع غيره فلا ينكر لهم حقاً ولا يجحد لهم معروفاً ليقف كل منا وقفة مراجعة مع نفسه من وقت لآخر فالمسافة التي تفصل بين الاعتراف بالجميل ونكرانه تجعلنا على قناعة بأنك ستعود يوماً ما إلى رشدك وتعود إلى طبيعتك ليكون وجه الحياة جميلاً
و يا له من عصر غريب وعجيب يجعل بعضنا يخجل من صورته الحقيقية امام الناس فيلبس قناع مزيف خوفا من ان تتعرى حقيقته الأصلية
والله من وراء القصد وإليه السبيل

التعليقات مغلقة.