مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب : الناهبون للوطن بعباءة الوطنية

 

قد يهمك ايضاً:

التنمية المستدامة وتحدي تغير المناخ

أن الناظر في أحوال الناس اليوم لا يرى أي تعاظم للمنظومة الأخلاقية في نفوس الآخرين أمام المغريات المادية والمصالح الشخصية والمنافع الذاتية فالتبجح بخلق الأمانة على سبيل المثال ليس أبدا دليلا كافيا على حسن الائتمان في ظل غياب بوادر الصمود أمام شدة الحاجة لما تم الائتمان عليه لهذا نعاين في هذا الزمن تراجع الناس معنويا وروحيا في كل شيء له ارتباط بالضمير والحس الإنساني ربما يكون هذا الحكم قاسيا نوعا ما وقد يبدوا لكم أنه يحمل شيئا من السلبية والسوداوية لكننا في الحقيقة لا نستطيع أن نكون أكثر من هذا وإلا وقعنا في المحظور أخلاقيا في ظل أوضاع مأساوية تحيياها معظم الشعوب العربية عامة فقد اختلط الحابل بالنابل نحن العرب والمسلمين عموماً نعيش في زمن فيه يتولى المنصب الرجل غير المناسب في المكان المناسب ويقدم فيه الوضيع الخائن السارق علي الرجل الصالح ويخون الأمين ويؤتمن الخائن وأصبحنا نسمي بعض الناس اللصوص أو الرفيق الأشوس الثائر أو القائد المناضل الخ
و يا ليثهم كذلك وقد سرق بعضهم رغيف خبز الفقير في الوطن فالوطن أمسي مرتعاً خصباً للصوص وأما الوطنية والنضال جلهم من أبناء الفقراء والمساكين ولقد تسلق ثلة من السارقين ظهور ما يسمي بالمحافظين علي الوطن والمناضلين والمجاهدين الحقيقين في سبيل الوطن حيث يعيش السارق بثوب الوطنية في عصرنا الراهن متقلباً في النعم حيث مات الضمير لديه فلا وازع ديني ولا أخلاقي يردعه فالغاية لديه تبرر الوسيلة وبعضاً من دعاة الوطنية من اللصوص كان في الماضي بالكاد يجد قوت يومه ومن أولئك السارقين من يعتلي المنابر ويخطب في الناس ويقول كلاماً جميلاً ولكن كلامه ينافي أفعاله وهو منافقاً وسارقاً بل وشطياناً رجيماً لبس عباءة الورع والدين ليمرر غاياته وأطماعه ومصالحه في الدنيا والبعض الأخر ممن يدعون ويلبسون سرابيل الوطنية والقيادة والنضال ما إن يتقلد منصباً كبيراً بطريقة ما سواء كانت شرعية أو غير شرعية من خلال خبرته في التدليس والغش والتزوير واللف والدوران ومن خلال تسويقه لنفسه أنه مناضل وقائد وطني أو مدير عام وبمجرد ما يتقلد المنصب الرفيع يصبح بعضهم ينفد أجندات غير وطنية ونسي نفسه من كان بالأمس القريب لا يملك قوت يومه وفجأة يصبح مالك لسيارات فخمة وفارهة ويمتلك أراضي وأبراج وعمارات وعقارات ومولات تجارية كبيرة ومنتجعات وشاليهات الخ وله خدم وحشم ومرافقين ويمشي في الأرض متبختراً متكبراً متجبراً غليظاً فاسداً و ظالماً لنفسه ولغيره وفوراً مع تسلمه المنصب الكبير يتكبر علي الناس ويختفي عن أعين الناس ويغير أرقام هاتفه الشخصي ويغيب عن صفحاته علي مواقع التواصل الاجتماعي فهمه الأن هو انتفاخ جيوبه بالمال الحرام ومن ثم يتكرش بطنه حتي يصبح من شده السمنة فلا تري له رقبه كما ويعمل فور تسلمه المنصب علي توظيف أولي القربي له من زوجته وبناته وأولاده الصغير قبل الكبير من طرف ذلك مدعي الوطنية وهو بالأساس سارق ولص مخضرم وقد اعتلي عرش المنصب ويقال عن نفسه بأنه وطني والله إنني أري أننا نعيش في زمن الرويبضة فبعض الناس من البلهاء قليلي الأصل والأمانة بمجرد تنصيبه رسمياً في منصب سواء كان المنصب مديرا أو أميراً أو وزيراً ..الخ فوراً يصبح مثل الكلب المسعور علي الدنيا يحاول تملك الأراضي والسيارات والمزارع والفيلات ناهيك عن قصص الرذيلة والفساد والزنا مع النساء وكذلك بعضهم يسيطر علي المنح الدراسية الجامعية الخارجية أو الداخلية ليدرس أحبابه وأولاده مجاناً ويتم جلب وظائف لأبنائه وأقاربه وأحبابه ومن ثم يركب أولاده أجمل السيارات ويصبح معهم ألوف الدولارات ويكون اللص وضيع سارق لا يملك شهادة البكالوريوس أو الماجستير ويقولون له نفاقاً و زوراً الأخ الدكتور ويزداد ذاك السارق بهاء وزهواً وعلواً في سرقاته حيث لا رقيب ولا حسيب ليقول له من أين لك هذا أيها الفاسد القعسوس ولأبناء أولئك الواطنين أو المستألمين من بعض اللصوص يكون الوظائف والحوافز والنثريات والأموال وكل شيء وتفتح لهم السدود والحدود ومتي أرادوا أن يسافرون فلهم ذلك بلا قيود وسفرهم للنزهة يعد مهمة وطنية يتكسبون لسرقة مزيداً المال ولسان حالهم هل من مزيد وكل ذلك علي حساب قوت المساكين والفقراء والمشكلة في أولئك اللصوص أنهم يفكرون أنفسهم أذكياء ومن حولهم لا يعلم حقيقة أمرهم من السرقات والحقيقة أننا نعلم عنهم كل شيء ونعرف كل شيء وللأسف لا نستطيع أن نفعل للصوص السارقين أي شيء إننا نرى الفساد ونرى الصوص بأُم أعيننا ونرى ونعرف تجار الاوطان ونرى من يصنعون لنا الاحزان والمقيت والمقزز في هذا أن تجد لهؤلاء من يصفونهم لنا بالأبطال ورجال الوطن وإن الوطن اليوم يغلب عليه ثلة من بعض السادة من يلبس عباءة الوطنية من بعض الفاسدين الجالسين وهم فوق المحاسبة رغم كونهم قلة وعدد بسيط من الأفراد الذين يتحكمون بكل شيء وهم عصابات بأوسمة ومسميات ونجوم كثيرة هم لصوص محترمون يتناوبون على المنصب الحلوب ولا يختلفون إلا على اقتسام الغنائم ويضعون بينك وبينهم علم الوطن ومتحدثين باسمك وباسم الوطن والوطنية في كل المحافل والأماكن إنهم على ثرائهم فقراء فلا كرامة لهم وإن الكرامة للواطنين الحقيقين وأصحاب عزة النفس فهي بنك ولكن بدون سيولة وفي هذا الوقت الصعب تصبح أسمي أُمنيتك أن تغادر تراب الوطن الذي اعتلا عرشة بعض من اللصوص والسارقين وتجار الوطنية من الذين ماتت ضمائرهم ونهبوا الكثير من الأموال المغموسة والمخضبة بدماء الشهداء والفقراء والمساكين ومن الأطفال المتسولين علي أرصفة الطرقات ممن لا يجدون قوت وهم يعتصرون جوعا وحرماناً لكي يعيش تجار الوطن والوطنية والدين من إخوان الشيطان
فالتبجح بالأخلاق كما هو الحال في هذا الزمان والادعاء بالطهرانية أمر مقرف جدا إذا كانت حقيقة المرء على نقيض ذلك ويبقى الفعل دائما في مواقف الحياة أبلغ من القول فحين يكتشف عدم صدق ما يتم ادعاؤه في الواقع المعيش ينهار كل ما تم بناؤه سواء بالتمثيل أو التصنع أو النفاق ولا يعود لذلك أي أثر إيجابي بل يصير ذلك سببا قويا للنفور ممن يتصرف بمثل تلك الأفعال لا سيما التي تتعارض مع القيم الإنسانية النبيلة
وإن هذا الفساد انتقل في زماننا إلى كل مفاصل الحياة ولكل مكان ومضت سنوات وكبرت وزادت ثروة وقوة اللصوص الوطنيون والوطن والمواطن يحتضر فلا نصر لوطن يعتلي عرش المناصب فيه اللصوص وينامون بلا قلق ويكسبون بلا عرق ويعيشون بلا أرق فلا نامت أعين الجبناء وإن فتحت لهم الدنيا اليوم فويل لهم من مشهد يوم عظيم ومن يوم الحساب ومن غل وسرق شيء ولو كمفحص قطاة طوق بنار مما سرق يوم القيامة فالدنيا قصيرة وحساب الأخرة عسير علي المجرمين ولصوص الوطن غير يسير فويل لهم مما سرقت أيديهم وويل لهم مما يفعلون
فإتقوا الله سبحانه المنتقم الجبار الذي لا يحابي ولا يداجي ولا يهمل ولا ينسى ولا يمازح ولا يهوى ولا يسهو ولا يعفو عمن ظلم قصدآ وتعمدآ

التعليقات مغلقة.