مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

أنور ابو الخير يكتب: الكيان الصهيوني تاريخ للدم

 

قد يهمك ايضاً:

دروس هامة لصقور العلاقات العامة الرأى العام

السيدخيرالله يكتب : هجوم فى غير محله .. الوزير لم يجلس علي…

لا شيء يدمي القلب أكثر من الواقع المأساوي الذي يعيشه المواطنون الفلسطينيون في المخيمات في جنوب رفح عند الحدود المصرية واقع لا يمكن وصفه وربما يكون الوصف المناسب له الموت البطيء
مع شقاء وعذاب يفوق أي تحمل
هناك مشاهد لا يمكن أن تستطيع النوم أوالاستمرار في حياتك الطبيعية معها أطفال رضع يغرقون في خيام لا يمكن حتى وصفها بخيام يغرقون بمياه الأمطار ويرتجفون من البرد نساء وأولادا وبنات وكبار السن يتضورون جوعا ويئنون من الوجع انه الموت البطيء المريع هكذا هو حال أكثر من مليوني إنسان فلسطيني وكأن الدم الفلسطيني لا ثمن له وكأن الدم العربي لا ثمن له وكأن الكيان الصهيوني فوق كل القوانين البشرية وكأنه فوق القانون والشرعية الدولية فمهما يرتكب هذا الكيان من جرائم حرب ضد الانسانية ومن ابادة جماعية ومن فظاعات فانه ينجح في النهاية في الافلات من العقاب ومن الإدانة القضائية عشرات الجرائم والمجازر ارتكبها في انحاء متفرقة من العالم ولكن جنرالات جيشه والمسؤولين المباشرين على هذه الجرائم لم تطلهم يوما يد العدالة ولم يمثلوا أمام أي محكمة لمحاسبتهم عما اقترفوه في حق الابرياء والعزل على كل شبر من الأراضي المحتلة وفي مخيمات اللاجئين وخيام الشتات وفي البلدان التي احتمى بها قادة المقاومة الفلسطينية مجازر دموية عبر تاريخ طويل من الصراع ومنذ النكبة من دير ياسين مرورا بمجازر اللد وخان يونس وحي الشجاعية وصبرا وشاتيلا وغيرها من المجازر و صولا الى مجزرة مستشفى المعمداني في غزة ورفح مؤخرا والتي حدثت جراء الغارات الوحشية على القطاع ليسقط عشرات من الشهداء دون أي إدانة دولية قضائية لهذه الجريمة السافرة التي أسقطت القناع على العالم الغربي وأظهرت الى أي مدى يكيل بمكيالين في حماية حقوق الإنسان
كلما زادت عزلة إسرائيل دولياً وتضاعفت الضغوط الدولية بإدانة عدوانها على غزة وقتل وتشريد المدنيين وارتكابها جرائم ضد الإنسانية وآخرها حكم المحكمة الدولية والمطالبة بوقف الحرب وبدء دول أوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين زاد بطشها تجاه الضعفاء آخرها في آمن نقطة في القطاع رفح
وبعد أن هدمت الآليات العسكرية الإسرائيلية والصواريخ منازل الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة على رؤوس ساكنيها وشردت أكثر من مليون ونصف من تلك المنازل وكدستهم في خيم قماشية في زاوية في منطقة رفح ووسط تهديدات باجتياح المنطقة وتهجير ما تبقى من أهل القطاع والوجهة مجهولة فكل أركان غزة غير صالحة للحياة وبعد السيطرة على معبر رفح ومنع إدخال المساعدات الإنسانية ووسط المطالبات الدولية بوقف الحرب زادت إسرائيل في بطشها فحرقت خيام النازحين وتجاوزنا مرحلة مجزرة جباليا ونصيرات والشجاعية وخان يونس إلى محرقة رفح شعب لم تحميه الطوب الإسمنتيه من صواريخ ودبابات العدوان الإسرائيلي ولن تظلله قطعة قماش في مخيم النازحين في رفح فأما الموت دفناً تحت منازلهم أو حرقاً في خيامهم
ويواصل الكيان الصهيوني المجرم بدعم أمريكي لا محدود ارتكاب الإبادة الجماعية أمام مرأى ومسمع العالم محطما كل يوم أرقاما قياسية جديدة في همجيته أمام أعين العالم رغم الاحتجاجات والمظاهرات والتمرد من قبل شعوب العالم حتى لا نغفل حق الإنسانية ففي الواقع لم يعد بإمكان أحد أن يدعي صمت الإنسانية أمام هذه الوحشية ففي كل أنحاء العالم في الجامعات والشوارع والساحات وأماكن الحفلات الموسيقية تقام احتجاجات غير مسبوقة تشهد على هذه الوحشية ومن هذا المنطلق ليس هنالك ما يدعو للشكوى من فقدان الأمل في ضمير شعوب العالم بل تشعل هذه المجازر بكل فظاعتها ووحشيتها ودناءتها جذوة الأمل في نفوس البشرية جمعاء وتغذيها بقوة أكبر
ولكن كل هذه الاحتجاجات والثورات والتمرد لم تفلح في وقف هذه القوة المتوحشة والآن بات الجميع يعلم ما الذي يمكن أن يوقفها فهناك هوة سحيقة بين الشعوب التي تمثل الاحتجاجات وبين حكومات الدول ويظهر هذا الوضع بوضوح كيف أن ما يسمى بالديمقراطية في العالم ليست سوى وهم فالكثير من الحكومات التي انتخبها الشعب تقع في النهاية تحت رهن يضمن عدم إصدارها أي صوت ضد جرائم الحرب العديدة التي ترتكبها إسرائيل
ويعلم الجميع أن القوة هي السبيل الوحيد لإيقاف إسرائيل لكن يبدو أنه من غير الممكن أن تتخذ أي قوة فعالة خطوات في هذا الاتجاة طالما أن الولايات المتحدة القوة العظمى في العالم تقدم دعما لا محدودا لإسرائيل يبحث حلفاء غزة الذين يتابعون ما يجري كل ساعة وكل يوم بذهول وغضب ويطلقون صرخات الاحتجاج والثورة عن ملاذ آمن من هجمات إسرائيل الوحشية المستمرة و وقاحتها كما امتدت وحشية إسرائيل لتطال مخيمات اللاجئين في رفح التي تشكلت بسبب عمليات التهجير المتعددة نتيجة العدوان الإسرائيلي فقد شاهد العالم أجمع على الهواء مباشرة احتراق الناس والأطفال والنساء في تلك المخيمات وبرزت مشاهد جديدة للوحشية تمثلت في أجساد الأطفال الممزقة المحترقة لو ارتكبت أي دولة عادية جريمة كهذه لاعتبرت جريمة ضد الإنسانية ببشاعتها وخستها ولأثارت غضب العالم أجمع وتعرضت لشتى أنواع العقوبات لكن إسرائيل لم تحاسب حتى الآن على هذه الجرائم وعلى هذه الدناءة وعلى هذا السلوك الإجرامي بل لا تزال تمارسها باعتبارها حقا مشروعا لها وذلك لأن الولايات المتحدة والدول الأوروبية لا ترى في هذه الجرائم البشعة ما يستدعي فرض أي عقوبات
لا تقتصر ثورة حلفاء غزة منذ البداية ضد وحشية إسرائيل على رفض هذه الآلة اللاإنسانية للإبادة الجماعية بل تتجه أيضا إلى الولايات المتحدة التي تقدم لها دعما لا محدود فكما قلنا منذ البداية إن دعم وحشية إسرائيل لا يأتي فقط من الولايات المتحدة بل ينبع أيضا من صمت قادة العالم العربي والإسلامي اللامحدود وكما يقولون السكوت علامة الرضا وحتى الآن لم يصدر أي صوت قوي ضد إسرائيل خاصة من الدول العربية والعالم أجمع
إن كل قنبلة تسقط على غزة تمثل هجوما على شرف وكرامة العالم العربي والإسلامي بأسره صحيح أنهم لا يرفعون أصواتهم لأنهم يفتقرون إلى القوة لكن لو رفعوا أصواتهم وأصدروا بعض الضجة لكان كل شيء مختلفا تماما وخاصة لو اتحدوا معا ووضعو أيديهم بأيدي بعض ولو ووضعوا بيد تركيا التي قد تكون البلد الوحيد الذي يصدر صوتا قويا لما تجرأت الولايات المتحدة على تقديم هذا الدعم اللامحدود لإسرائيل ولما تصرفت إسرائيل بهذه الوقاحة والغطرسة لو لم تكن تتمتع بدعم لا محدود من الولايات المتحدة
إن غياب صوت قوي من العالم الإسلامي يدفع الجميع لا محالة إلى التساؤل هل هناك عالم إسلامي حقا؟ لا شك أن هناك عالما إسلاميا يمثله شعوبه لكن هذا العالم يفتقر إلى القيادة ويعبر صديقنا العزيز وحيد الدين إنجة عن غضبه من خلال طرح سؤال يعرف إجابته مسبقا
ماذا حدث لحماس العرب وعدالة المسلمين وضمير الإنسانية؟
ما فائدة أن يكون عدد المسلمين مليارين أو حتى ٥ مليارات إذا لم يكن لهم لهم قائد يوحدهم؟ فبدلا من أن يمثل الحكام شعوبهم تحولوا إلى حراس مهمتهم السيطرة على شعوبهم وحبسهم في سجن مفتوح وبدلا من أن يهرعوا لمساعدة غزة ينتظرون بفارغ الصبر أن تبيد دولة الإرهاب الإسرائيلية حماس ليصبحوا هم أيضا في مأمن من حماس ومن خطر الحركات الإسلامية
إن غزة وحماس اليوم من يمثل حماسة العرب وعدالة المسلمين وضمير الإنسانية
فلا فائدة من التباكي على حال العالم الإسلامي بل يجب التركيز على توحيد المسلمين تحت راية سياسية واحدة وتنظيم قوتهم البالغة مليارين نسمة لتصبح قوة حقيقية إن من يثيرون مسألة عجز العالم الإسلامي يحاولون القضاء على الأمل في فكرة العالم الإسلامي بحد ذاتها ويقومون بمحاولة إبادة أخرى لكننا يجب أن نتحرك دون أن ننسى أن العمليات السياسية والمبادرات والتحالفات التي أبقت العالم الإسلامي بلا قائد هي نفسها التي أسست إسرائيل
وإن هذا العالم الإسلامي سينتفض عاجلا أم آجلا في وجه هذه الاعتداءات وربما يصحو بسببها ليحاسب أولئك الذين قتلوه ودفنوه حيا ومما لا شك فيه أن كيان إسرائيل زائل في النهاية طال الزمن أو قصر فإن الوعد الإلهي قادم لا محالة كما بشرنا بذلك القرآن الكريم وهذا وعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين المجاهدين خصوصا أن اسرائيل كيان قام على الظلم والاغتصاب وكل كيان يقوم على الظلم والاغتصاب مصيره الدمار والانهيار فدولة فلسطين قادمة وقريباً باعتراف دولي ومهما استمرت الحكومة الإسرائيلية في عدوانها على القطاع يجب أن تعي أن الحرب نهايتها دمار للطرفين ولا حياة بلا سلام وأمان

التعليقات مغلقة.